هناك أسبابٌ عديدة تجعل بعض الأشخاص يتجولون من دون ملابس على الإطلاق داخل منازلهم، ليس بسبب درجة الحرارة المرتفعة أو جرّاء الثقة الزائدة بأجسادهم بل يعود الأمر لسمة معيّنة تطبع شخصيتهم.
"أعرف أشخاصاً يبدون أكثر ميلاً من الآخرين لمسألة التسكع عراة في المنزل، كان والدي واحداً من هؤلاء، صحيح أنه لم يكن يتعرى بالكامل نظراً لوجود أطفال في المنزل، إلا أنه لو سنحت له الفرصة لفعل ذلك من دون تردد... وفي حين أن أخي يخلع قميصه فور قدومه إلى المنزل بغض النظر عن الطقس البارد، فإنني أفضل البقاء في البيجاما والبلوزات المريحة والفساتين حتى عندما أكون بمفردي في المنزل".
هذا ما قالته "شانون أولمان" في مقال على موقع Your Tango وفيه تكشف الكاتبة اختلاف تصرفات الناس لمسألة التعري داخل المنزل، وارتباط ذلك بشخصية كل فرد.
في الواقع يتحدث علماء النفس في الغالب عن مقياس الشخصية وفق 5 معايير كبرى: التوافق، الانبساطية، العصابية، الضمير والانفتاح على التجارب.
via GIPHYوبالرغم من أن المصطلحات سهلة الفهم، من الصعب تحديد ماهية الآثار المترتبة عليها، بحسب ما قاله كل من "لويس غولدبرغ" و"بنجامين شابمان" في مقال "الاختلافات الشخصية والفردية".
فما هي العلاقة بين الشخصية ومسألة التعري في المنزل؟تمكن الباحثان من الحصول على مجموعة بيانات تعود لحقبة التسعينات وتركز على المعايير الخمسة الكبرى التي تحدد مقياس الشخصية مع الإجابة على بعض الأسئلة التي تكشف عن الحياة اليومية مثل: كم مرة تمضغون قلم الرصاص؟ كم مرة تستخدمون السونا أو حوض الاستحمام الساخن؟ كم مرة تتحدثون فيها عبر الهاتف؟
وبعد جمع البيانات، نجح الباحثان في ربط سلوكياتٍ معيّنةٍ بالفئات الخمس الكبرى التي تحدد معالم الشخصية، إذ وجدوا أن أولئك الذين لديهم مستوياتٍ منخفضةٍ من العصابية كانوا أقل احتمالاً لفقدان الوزن، في حين أن الأشخاص الذين لديهم إنبساطية مرتفعة هم أكثر عرضةً للغناء في الحمام.
أما أولئك الذين يتمتعون بدرجاتٍ عاليةٍ من الذكاء أو من الانفتاح على التجارب هم أكثر ميلاً للإبداع في الفن، لتناول الأطعمة الحارة عند الفطور، ولشراء الأطعمة العضوية، غير مهتمين بمتابعة الفرق الرياضية، ويفضلون الاستراحة في منازلهم وهم عراة بالكامل.
ومن هنا صوّر الموقع الأشخاص الأذكياء الذين هم منفتحون على التجارب الجديدة، على أنهم أفراد يجلسون من دون ملابس وهم يتناولون الأطعمة الحارة عند الصباح أثناء تفكيرهم في تحفتهم الفنية التالية.
التعري في المنزل من منظور الرجال والنساء
صحيح أن الشخصية تلعب دوراً مهماً في موضوع التعري والتجرد من الملابس، إلا أن الهوية الجنسية تؤثر بدورها على الخيارات والتفضيلات الشخصية. "بعد أن كنت أخفي جسدي تحت المناشف وملابس السباحة والبلوزات الفضفاضة، أصبحت أفضل عدم تغطية جسمي بأي قطعة قماش على الإطلاق". هذا الاعتراف جاء على لسان الكاتبة "بايلي غاديس" في مقال على موقع "كوزموبوليتان". via GIPHYفقد أكدت "غاديس" أنها تحب أن تتجول وهي عارية تماماً:" تكون بشرتي أسعد في ظل غياب أي نسيج..."، مشيرةً إلى أن التعري جعلها تشعر بالحرية، بالأنوثة وبأنها متصلة بالطبيعة:" أنا إنسانة حرة والتعري هو تذكير صارخ بذلك".
غير أن موقف "غاديس" من التعري في المنزل لا ينطبق على الكثير من النساء.
فقد توصلت دراسة استقصائية أجرتها شركة بريطانية إلى أن تجول الرجل من دون ملابس في أرجاء المنزل ليس بالأمر المعقد (أكد أكثر من ثلثي الرجال أن ليس لديهم أي مشكلة في التجول من دون ملابس في أرجاء المنزل) في حين أن القصة تختلف عند السيدات إذ أعربت نساء (46%) عن رغبتهن في القيام بالمثل إنما أكدن أنهنّ يمتنعن عن ذلك نتيجة الشعور بالإحراج أمام الشريك.
via GIPHYوقد اعترفت 3/1 من النساء بأنهن شعرن بالخجل من فكرة التعري أمام عشيقهنّ، وقد أوضحت الدراسة أن ثلث النساء كشفن أن وزنهنّ الإضافي هو السبب الكامن وراء هذا الإحراج من فكرة التعري. وصرحت إمرأة من أصل 10 نساء على إقدامها على إقفال باب الحمام بغية التأكد من عدم تمكن شريكها من الدخول أثناء وجودها في الداخل.
التعري يجلب السعادة؟
"عندما أخلع ملابسي، أشعر وكأنني تخليت عن وزن غير ضروري من مشاعري... ويبدو أن هذه الأحاسيس لا تكمن في رأسي فقط بل هناك رابط فعلي بين التعري وتحسن المزاج"، تقول "إيماني برامير" في موقع "إليت دايلي". فما هي علاقة التعري بالسعادة؟يعتقد الدكتور "كيون ويست"، كبير المحاضرين في قسم علم النفس في جامعة "غولدسميث"، أن التجرد من الملابس يمكن أن يكون وسيلة رائعة لتعزيز الرضا عن الجسم.
بحسب دراسة حديثة أجراها "ويست" مع زملائه، ونشرها في دورية "دراسات السعادة"، اتّضح أن عدم الرضا عن صورة الجسد هي قضية عالمية مرتبطة أيضاً بعدم الرضا عن الحياة بشكلٍ عام.
من خلال استطلاع عبر الإنترنت، طلب "ويست" من 850 شخصاً الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بالعري، وقد أظهرت الإجابات أن الأشخاص الذين يتعرون بشكلٍ متكررٍ هم أكثر سعادةً من غيرهم، نظراً لكونهم أكثر رضا عن أجسامهم.
وقد تبين أن التجرد من الملابس يساعد المرء على الحصول على قسطٍ كاف من النوم، كما أظهرت الأبحاث أن التخلص من "البيجاما" في الليل تشكل طريقة سهلة لخفض درجة حرارة الجسم، مما يساعد أيضاً في عملية تعزيز التمثيل الغذائي وحرق المزيد من السعرات الحرارية، إضافة إلى التخلص من السموم الناجمة عن التعرق، الأمر الذي يحسن الدورة الدموية بشكلٍ عام.
أما الشق الأهم في موضوع التعري فهو الجانب الإيجابي الذي يحدث على المستوى الذهني، إذ أكدت د. "جين مان"، الخبيرة في العلاقات أن: "تمضية الوقت في العراء هي طريقة رائعة للتواصل مع جسدكم"، مشيرةً إلى أنه في الوقت الراهن بات معظم الناس منقطعين عن أحاسيسهم الجسدية نظراً لاهتزاز صورة الجسد والشعور بالعار، من هنا أكدت أن "التعري يقلل من العار ويسهل عملية قبول الذات وهذا يمكن أن يكون وحده شافياً".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين