على ما يبدو أن "الشرشف" الذي أطلت به "اليسا" قبل 19 سنة لم يكن سوى "شرشف الحظ"، على الرغم من "الانتقادات" التي طالتها بعد إطلاق أول كليباتها "بدي دوب"، والذي توقع الجمهور من بعده فشل "مطربة الشرشف" التي تحوّلت إلى ملكة "الإحساس"، ومن ثم إلى أميرة "النكد"، الذي عشقناه!
لا تُغني، بل تسرد القصص، لإيصال رسائل "مباشرة"، و"مبطنة" في أعمالها. فلم تقصد في آخر أغنياتها "كرهني" من ألبومها الجديد، أن يكرهها بالفعل، بل كانت الرسالة : "حبني لوحدي"!
مللنا من تلقي المعلومة "بالملعقة" سواء في الأفلام العربية، المسلسلات أو الأغاني، وكل ما نحتاجهُ القليلُ من الخيال.
"ما بدي تقرب لي وتسلم عادي عليي.. كأني حدا عرفته خلصت الخبرية.. أنا ما بدي اياك بس ما بدي تنساني.. اللي عشته معي ممنوع تعيشه مع حدا تاني". كلماتٌ تحمل الكثير من الأنانية التي تُحسُّها المرأة عندما تحب. عيّشتنا إليسا "زلزالاً" من المشاعر التي لا تنتمي للكره أبداً، لأن الكره أساسه الحب، واللا حب الحقيقي هو "التجاهل"، وليس الكره.
"حكت" قصتها لمرايتها، التي تعرف حكايتها في "يا مرايتي"، وتمنت لو أغمضت عينيها، ولم تنظر إليه، ولم تحاكيه في "لو"، وقالت إنها "عكس اللي شايفينها"، مُصرحةً في الأغنية أنها ليست سعيدة بحياتها. لا تعيش في جنة، ولا تملك الدنيا. بأغانيها الكثير من "الهموم" والأسى وندب الحظ الذي يشبه حال الأمة العربية.
كلمات "كرهني" تحمل الكثير من الأنانية التي تُحسّها المرأة عندما تحب. عيّشتنا إليسا "زلزال" من المشاعر التي لا تنتمي للكره أبداً، لأن الكره أساسه الحب، واللا حب الحقيقي هو "التجاهل"، وليس الكره.
على ما يبدو أن "الشرشف" الذي أطلت به "اليسا" قبل 19 سنة لم يكن سوى "شرشف الحظ"، فهي لا تُغني، بل تسرد القصص، لكن بأغنياتها الكثير من الأسى وندب الحظ الذي يشبه حال الأمة العربية.تطرقت إلى الحب، والخيانة، والحزن، والكره لـ 19 عاماً، ورغم تلك المشاعر "الفائضة" التي تحملها في أغنياتها، والتي لا بد أن تكون جزءاً من شخصيتها، لم تدخل إليسا "القفص الذهبي" بعد، وكأنها تقول أن الزواج مقبرة الحب، كما رفضت كوكب الشرق أم كلثوم حبَّ الشاعر أحمد رامي، ظناً بأنَّ زواجهما سيوقِفُ عطاؤه. على ما يبدو أن الحال ذاته ينطبق على "ملكة الإحساس" التي وإن تزوجت، قد تحرمنا من تلك المشاعر التي تحملها في أغنياتها. منذ إطلاق ألبومها "بدي دوب" إلى ألبوم "إلى كل اللي بيحبّوني" الذي ستطلقه في الأيام القليلة المقبلة، لم يحبها الجميع، ولم تسعَ لتحقيق ذلك، بل كانت الأكثر عفوية في الوسط الفني. فإذا سؤلت أجابت، فنياً أو سياسياً، حتى وإن لم تعجب البعض.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...