تراجع حاد في خدمات الإنترنت
وفي الأيام الأخيرة، شهدت خدمات الإنترنت في العراق تراجعاً حاداً، ما يذكّر بما حدث أثناء ثورات الربيع العربي في بعض البلدان ومنها مصر، حين قطع النظام المصري الإنترنت والاتصالات في محاولة للتحكم في الاحتجاجات التي أدّت بعد ذلك إلى إسقاط الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك. وقال أحد المحتجين أمام حقل السيبة، وهو شاب عاطل عن العمل، لوكالة رويترز: "نتظاهر قرب الحقل للضغط على الشركة لتوفير وظائف لنا. نحن نسكن قريباً من هنا ونشاهد يومياً مئات العمال الجالسين هنا دون وظائف وليست لديهم القدرة على شراء الطعام لأبنائهم". وكان سكان غاضبون من مدينة البصرة قد احتشدوا عند المدخل الرئيسي لثلاثة حقول نفط رئيسية هي "غرب القرنة 1" و"غرب القرنة 2" والرميلة. لكن مسؤولين محليين قالوا إن الاحتجاج لم يؤثر على إنتاج الخام أو عمليات التصدير. ويرى بعض المراقبين أن للمرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني، الذي يتبعه ملايين الشيعة في البلاد، دوراً في تشجيع المحتجين وجعلهم أكثر جرأة. وفي خطبة الجمعة الأخيرة، عبّر السيستاني عن تضامنه مع المحتجين معتبراً أنهم "يعيشون في ظل تدهور بالغ للخدمات".لا يبدو أن القبضة الأمنية التي تتعامل بها السلطات العراقية مع التظاهرات قادرة على إسكات المتظاهرين أو حثهم على التراجع... وقد تكون الاحتجاجات التي بدأت في البصرة مرشحة للتحول إلى "ثورة" شعبية ضد الفساد
قبل نحو أسبوع، بدأت احتجاجات محدودة في محافظة البصرة العراقية، اعتراضاً على تردي الخدمات والبطالة، لكن اليوم، امتدت هذه الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الثاني إلى مدن أخرى، وسقط عدد من القتلى والمصابين
هل فشل العبادي في احتواء الأزمة؟
وتوجه رئيس الوزراء العرقي حيدر العبادي إلى البصرة صباح 13 يوليو لإجراء محادثات مع مسؤولين في المحافظة، في محاولة لاحتواء الأزمة، لكن زيارته لم تغيّر حالة الغليان على الأرض بأي شكل. وأصدر العبادي الذي يشغل بحكم موقعه منصب القائد العام للقوات المسلحة، توجيها عسكرياً وضع بموجبه قوات الأمن في حالة تأهب قصوى في محافظات الجنوب رداً على الاحتجاجات المتزايدة التي امتدت من البصرة إلى مدن العمارة والناصرية والنجف. وكانت الحكومة قد فرضت يوم 14 يوليو حظراً للتجول في جميع أنحاء جنوب العراق في الوقت الذي أعلن فيه العبادي رصد مخصصات مالية لتحسين خدمات المياه والكهرباء والصحة. وكان رئيس خلية الأزمة الوزارية لحلّ مشاكل البصرة وزير النفط جبار اللعيبي قد تحدث عن خطة لتوفير عشرة آلاف فرصة عمل لأبناء المحافظة ستوزع حسب الكثافة السكانية، مبيناً أن طلبات التعيين سيتم تسلّمها من الإدارات المحلية لكل منطقة. لكن تصريحات اللعيبي لم توقف الاحتجاجات أو تطمئن المشاركين فيها. وأبرز مطالب المحتجين هي تحسين الخدمات، ومنها تحسين واقع الكهرباء وتوفير المياه الصالحة للشرب وتطوير الخدمات الطبية، إلى جانب توفير فرص عمل وتحسين الأحوال المعيشية لسكان المحافظة. وتصاعدت احتجاجات البصرة بعد أن أطلقت الشرطة النار الأسبوع الماضي لتفريق العشرات من المحتجين قرب حقل "غرب القرنة 2"، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين، رغم تصريح الحكومة المحلية بأن التظاهرات لم تكن مسلحة. ويمكن فهم ما يحدث من خلال ما قاله الشاب حسام عبد الأمير (25 عاماً)، وهو خريج جامعي عاطل عن العمل من البصرة، لوكالة "رويترز": "نريد الحصول على وظائف، نريد أن نشرب ماء نظيفاً، نريد الكهرباء، نريد أن يعاملونا كبشر وليس مثل الحيوانات". وعلى اللافتات التي حملها المعتصمون أمام مقر شركة نفط البصرة قبل أيام كتبوا "لا للعمالة الأجنبية" و"خيرات البصرة لأهلها". وتُعدّ البصرة التي بدأت الاحتجاات فيها الأغنى من بين المحافظات العراقية من حيث الاحتياطي النفطي، وتشكل صادرات النفط منها أكثر من 65% من عائدات العراق. ورغم أهمية قطاع النفط لميزانية العراق، إلا أنه لا يخلق سوى 1% من الوظائف للعراقيين، لأن شركات النفط تعتمد كثيراً على العمالة الأجنبية. ويسعى العراق للتعافي سياسياً واقتصادياً من آثار الحرب ضد "الإرهاب" التي بدأها منذ استيلاء داعش على مناطق واسعة في البلاد في منتصف عام 2014، والتي تسبّبت بتدمير واسع لبنى الدولة التحتية. وتعاني الدولة من تفشي الفساد بشكل كبير في مؤسساتها منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوملا اتفق بتاااتا مع المقال لعدم انصافه اتجاه ا المراه العربية و تم اظهارها بصورة ظلم لها...
mahmoud fahmy -
منذ 4 أياممادة قوية، والأسلوب ممتاز
Apple User -
منذ 6 أيامهل هناك مواقف كهذه لعلي بن ابي طالب ؟
Assad Abdo -
منذ أسبوعشخصية جدلية
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعأن تسخر التكنولوجيا من أجل الإنسان وأن نحمل اللغة العربية معنا في سفرنا نحو المستقبل هدفان...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعلم تسميها "أعمالا عدائية" وهي كانت حربا؟