صورٌ خاصة بالفنانة المصرية الشابة رحمة حسن، وضعتها في مأزقٍ بعد طيف من الانتقادات اللاذعة، لظهورها بالمايوه الذي كشفَ جانباً من ملامحها الأنثوية، ما دفعها نهاية الأمر إلى "اعتذار قسري" عن انتشار اللقطات على الإنترنت.
الصور "العادية المسروقة"، على حد قول رحمة، اعتبرها كثيرون "عارية فاضحة"، ووصفتها صحف مصرية بـ"الجريئة الساخنة"، لتضعها في بؤرة اهتمام جمهور مجتمع المحافظين المتلهف لرمي سهامه، بعد شعوره بـ"الصدمة" في كل مرة يظهر فيها مشاهيرٌ بملابس يرونها بعيدة عن "الكود الأخلاقي".
عادة ما تُستدعى قيم الفضيلة ضد حريات المصريات في اللبس والحركة والتنقل خلال الحياة اليومية أو في الفضاء الإلكتروني، بينما ينقلب مزاج المهاجمين رأساً على عقب حال كانت الأنثى "أجنبية"، كالتغزل الذي انتشر في مفاتن المشعجات بمدرجات كأس العالم، ورئيسة كرواتيا، كوليندا جرابار.
رحمة حسن.. اعتذار حزين
في الشوارع الحية، حافظت مصر على صدارتها معدل التحرش عالمياً، وفي فضاء الإنترنت أبقت على ترتيبها الثاني بين الدول العشر الأولى من حيث تصفح المواقع الإباحية، وضمت إلى جانبها دولاً إسلامية لا تقل معاناة نسائها، مثل إيران والمغرب والسعودية وتركيا. وظهرت رحمة في عدد من الأعمال الفنية، مثل مسلسلات "ولاد تسعة، لأعلى سعر، الداعية، سابع جار"، وفيلم "سمير وشهير وبهير". بعد ساعات من انتشار صورها، سارعت رحمة حسن للاعتذار عنها، والتي بسببها طالب البعض بشطبها من نقابة المهن التمثيلية. وفي فيديوهات قصيرة بثتها عبر صفحتها على انستجرام، قالت إن الصور نُشرت رغماً عنها، كاشفةً أنها التقطت في جلسة تصوير خلال رحلتها مع صديقتها المصورة سلمى الكاشف قبل عام. وخلال اعتذارها، بدا صوت رحمة خجلاً ومختنقاً، تحاول التماسك لتقديم التماسٍ عن صور وصفتها بـ"عادية... زي كل الناس"، قائلة إن الصور سُرقت من سلمى ولم يكن لهما ذنب في تسريبها. https://www.instagram.com/p/BlLKGU5HGmT/?taken-by=rahmahassanhaddad_ بينما تعاطف معها بعض جمهورها الذي رأى أن الصور لا تتضمن شيئاً يستدعي الاعتذار عنه، وأنها دُفعت للاعتذار حتى لا تخسر عملها كفنانة بعد خضوعها لمحكمة الفضيلة. في حين اعتبر نقاد فنيون أن رحمة "ضحية جديدة للجهل والأخلاقية الزائفة والتدين المصطنع"، و"ليس لأحد سلطة أن يسلبها حريتها الشخصية في فعل أي شيء أو حقها في التعبير عن نفسها بأية صورة". وفي أكتوبر 2017، قالت مؤسسة «تومسون رويترز» إن القاهرة تصدرت قائمة أسوأ مدن العالم، وفق دراسة استقصائية أجرتها في 19 مدينة ضخمة على مستوى العالم، من حيث معدلات العنف الجنسي والممارسات الثقافية الضارة التي تعانيها النساء في تلك المدن.ليست الأولى.. نيللي كريم وغادة عبدالرازق مثالا
في حقب زمنية سابقة من تاريخ مصر، كان شائعاً أن تلتقط المصريات صوراً بلباس البحر خلال فصل الصيف، ربما يقع بعضها في دوائر المعارف أو الأصدقاء. مثلما كُتب أن رحمة حسن لن تكون أول أو آخر أنثى مصرية قد تخضع لمحاكمة أخلاقية، حيث سبقتها فنانات أخريات كُنّ عرضة للهجوم بسبب ملابس أو إطلالة اُعتبرت "جريئة". ففي أغسطس الماضي، تعرضت الفنانة نيللي كريم لهجوم مماثل بعد نشر صورة عبر حسابها على انستجرام، ظهرت فيها على أحد شواطئ "الجونة" مرتدية "مايوه". https://www.instagram.com/p/BXqREGLjFO7/?utm_source=ig_embed حينها علقت نيللي، قائلة "إللي فهمته إن كل الناس اللي بالمايوه على البحر حايروحو نار جهنم". الفنانة غادة عبدالرازق، هي الأخرى لم تفلت من الهجوم لظهورها "لايف" عبر حسابها انستجرام مطلع يوليو 2017، وكانت مُستلقية على سرير غرفة نومها خلال عطلة عائلية في جزر المالديف. بدت غادة مُرهقة وظهر جزءٌ من صدرها خلال بثٍّ استغرق 11 دقيقة قبل أن تحذفه بعد نصف ساعة. إلا أنه كان وقتا كافياً ليحتفظ كثيرون بنسخة من الفيديو ويعيدوا نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط وصلة من الانتقادات والسخرية، ليحتلَّ المقطع واسمها صدارة الكلمات الأكثر بحثاً على جوجل، وقائمة أكثر الموضوعات جدلاً على تويتر.موجةُ انتقاداتٍ طالت الفنانة رحمة حسن، بسبب صور "جريئة"، دفعتها للاعتذار للجمهور، واصفةً الصور بـ"عادية.. زي كل الناس"، ولكنها ليست الأولى التي تخضع لمحكمة الفضيلة، سبقتها عديدات، منهن نيللي كريم وغادة عبد الرازق..
رحمة حسن ليست الفنانة الأولى التي تخضع لمحكمة الفضيلة، وبحسب «تومسون رويترز»، القاهرة تتصدر قائمة أسوأ مدن العالم، من حيث معدلات العنف الجنسي والممارسات الثقافية الضارة التي تعانيها النساء.وكما رحمة حسن، ظهرت غادة من نافذتها على انستجرام، لتوجه اعتذاراً شديد الأسف لجمهورها عمّا جرى، قائلة "أقول لكم أنا أخطأت فعلا وأنا آسفة جداً، آسفة لجمهوري وآسفة للناس وآسفة لبلدي وآسفة لفني... وحياة خديجة وجويرية وابنتي روتانا أنا عمري في حياتي ما قصدت أن أقلل من نفسي أو أرتكب خطأ". أضافت أنها لم تكن سكرانة، وأنها تتلقى علاجاً منذ 22 سنة وتتناول الأدوية، ولم تلاحظ تعليقات الجمهور على مابدا من جسدها لأنها لا تستطيع القراءة دون نظارة. وأشارت غادة إلى أن العديد من المقربين نصحوها أن تقول إنّ الفيديو مفبرك "لكنني لم أستطع لأنني مش عارفة قول الكذبة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...