القدس الفضائية: صوت حماس أم صوت الشعب؟

"تتبعُ قناة القدس الفضائية حركةَ حماس، وتُحرّض على الإرهاب" قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، مؤكداً في بيان أنه "وفقاً لمعلوماتٍ موثوقة وحديثة، فإن القدس الفضائية هي البروباغندا لمنظمة حماس، التي تروّج للإرهاب عبر منصتها". وبناءً عليه، أصدر ليبرمان قراراً يحظرُ عمل قناة "القدس" في مناطق الـ48 والقدس المحتلة، بتوصية من جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، والمكتب الوطني للحرب الاقتصادية على "الإرهاب". انطلقت فضائية القدس منذ 10 سنواتٍ، تحت شعار "القدس موعدنا"، تبثّ من لبنان ولها مكاتب في قطاع غزة والضفة الغربية. يقول الإعلامي أمجد طه إنها "صوت نظام إيران في فلسطين، لأنها تبث من مناطق حزب الله الإرهابي في لبنان ولديها موظفون متطرفون في غزة"، مشيراً إلى ضرورة "محاربة الإرهاب على كل المستويات، أحدها إعلامه". من الناحية الأخرى، يقول مدير مكتب قناة القدس في غزة عماد الإفرنجي إن "حظر الاحتلال الإسرائيلي عمل القناة محاولةٌ لإخفاء جرائمه بحقِّ الشعب الفلسطيني"، ويؤكد عضو الكنيست العربي المشترك أحمد الطيبي أن وزير الدفاع "يريد على الأرجح أن تمجّد وسائلُ الإعلام الاحتلالَ وألَّا تعرِضَ أعماله السيئة". بينما تعتبر نقابة الصحافيين قرار الحظر "قرصنة جديدة"، ويندرج ضمن حرب تل أبيب على الصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية، في سياق ممنهج لحجب الحقيقة وطمس الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، على مدار الساعة. أضافت أن الحظر يُشكل مسَّاً وخرقاً "فاضحاً" لحرية الرأي والتعبير والعمل الصحافي، ويتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية ويستدعي من المؤسسات الإعلامية في العالم العربي دعم الإعلام الفلسطيني في المحافل والهيئات العربية والدولية لاستمرار عمله. ويتزامن قرار حظر عمل فضائية القدس مع سلسلة طويلة من "الانتهاكات المتكررة" للمؤسسات الإعلامية الفلسطينية من قبل الاحتلال، حيث أُصيب أكثر من 180 صحافياً فلسطينياً، خلال تغطية "مسيرات العودة" منذ انطلاقها نهاية مارس الماضي، إضافة إلى رصد 33 حالة إغلاقٍ وتهديد بإغلاق وتشويش على مؤسسات إعلامية، منها، مطبعة مؤسسة إيليا للإعلام الشبابي، قناة "فلسطين اليوم" الإخبارية، موقع الرسالة للإعلام، وكالة الرأي الفلسطينية، فضائية الأقصى، وفضائية القدس.

"القدس الفضائية هي صوت نظام إيران في فلسطين، لأنها تبث من مناطق حزب الله الإرهابي في لبنان ولديها موظفون متطرفون في غزة" بينما يقول الرأي الآخر إن الحظر "يأتي ضمن سياق ممنهج لحجب الحقيقة وطمس الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".

حظر الاحتلال الإسرائيلي عمل قناة "القدس الفضائية" محاولةٌ لإخفاء جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، و"يقع على عاتق الرئيس محمود عباس أخذُ موقفٍ شجاعٍ يتناسب مع منصبه، ومرفوضٌ بتاتاً أن يكون ردهُ الصمت".

واعتراضاً على ذلك، نظَّم منتدى الإعلاميين الفلسطينيين مع قناة القدس بغزة، ظهر اليوم، وقفةً تضامنية أملاً بإرجاع "حريتهم" التي لم تكن يوماً كاملة. ?s=12 علّق عامر معروف، رئيس تحرير القناة في بيروت على الأمر قائلاً "يقع على عاتق الرئيس محمود عباس أخذُ موقفٍ شجاعٍ يتناسب مع منصبه، ومرفوضٌ بتاتاً أن يكون ردهُ الصمت. ونطالب بخطوة علنية تدين هذا الانتهاك، وأن يقوم بخطوات قانونية وإجرائية يفضح خلالها ممارسات الاحتلال على مستوى دولي". "هذا الإجراء لن يمنع فضائية القدس من الاستمرار في رسالتها الإعلامية، بل سيعطيها دافعاً أكبر لمتابعة العمل بكل مهنية، في سبيل نقل معاناة الشعب الفلسطيني" كان تأكيدُ نقابة الصحافيين الفلسطينيين.