جذبت مراهقة إيرانية عشرات آلاف المتابعين لمقاطع رقص تنشرها على انستجرام، لكنها كما آخرين لم تفلت من قبضة السلطات التي ألقت القبض عليها بدعوى "مخالفة المعايير الأخلاقية". وخلال السنوات الأخيرة حظرت إيران رقصات، منها رقصة الزومبا اللاتينية، حتى داخل صالات تمرينات اللياقة البدنية الخاصة بالسيدات. وفي يونيو 2017، قال مسؤولو الرياضة في إيران إن التمارين التي تشمل "حركات إيقاعية ورقصات، غير قانونية تحت أي شكل أو مسمى".

مائدة حجابري.. وجرم مخالفةِ المعايير الأخلاقية

في لقطات بثها التليفزيون الحكومي، ظهرت مائدة حجابري (18 عاماً)، وهي تعترف بـ"مخالفة المعايير الأخلاقية"، دون أن يتضح إذا كان اعترافها تحت الإكراه أم لا. وربما كان ذلك رسالة للفتيات الأخريات اللاتي يقمن بأشياء مماثلة تعتبر مُجرَّمة في نظر سلطة "إيران الإسلامية". بالفارسية اسمها "مائده هژبری"، مواليد طهران عام 2001. وكانت بدايتها مع رياضة الجمباز الذي مارسته لسنوات عدة، قبل المشاركة في رياضة الباركور، وهي سبب اتهامها مؤخراً. هژبری نشطة على انستجرام، ونتيجة لنشرها مقاطع رقص عليه (حوالي 300 مقطع)، جذبت عشرات الآلاف من المتابعين، ما جعلها واحدة من أشهر من يؤدون حركات إيقاعية هناك. وحسب تقارير لوسائل إعلام إيرانية، فإن قوةً من شرطة هيئة الإنتاج الفضائي (FATA) في طهران، ألقت القبض عليها وآخرين كانوا ينشرون مقاطع رقص على انستجرام، قبل أن يُطلق سراحهم مقابل غرامة. وأوضح رئيس الهيئة، ساردار كمال هاديانفار، أن السلطات حددت أكثر من 51 ألف حساب على انستجرام يتضمن محتوى "إباحي" وصور وفيديوهات مسيئة، وأن خطواتٍ تتخذ لتحديد جميع هذه الحسابات، في وقت أُغلقت فيه حساباتٌ أخرى. وأضاف أن 30% من هذه الحسابات تبثُّ محتواها من العاصمة طهران، ويتم الإبلاغ عنها واتخاذ الإجراءات ضدها. توراج كاظمي، مدير هيئة مكافحة جرائم الإنترنت في طهران، قال في تصريحات صحافية إن الشرطة تتعامل مع هذه النوعية من الحسابات على انستجرام، وسَيُعلَن عن أصحابها تباعاً في كل محافظة. وكما فيس بوك وتويتر، يعد الوصول إلى انستجرام صعباً في إيران، إلا أن السلطات تسعى إلى حجبه بالكامل، لا سيما مع تجاوز الإيرانيين للقيود عبر خادم وسيط (بروكسي) أو شبكة خاصة افتراضية (VPN). يشار إلى أن إيران تحجب بالفعل "فيسبوك" و"تويتر" ومواقع تواصل اجتماعي أخرى، رغم أن كثيراً من الإيرانيين يمكنهم الولوج إليها عبر خادم وسيط (بروكسي) وشبكة خاصة افتراضية (في بي إن).

السوشيال ميديا.. "حاسبوا سارقي أموال الشعب أولا"

أثار القبض على مائدة حجابري غضب إيرانيين على تويتر، حيث انتقدوا القيود التي تفرضها السلطات على النساء في البلاد. وفي الشهور الأخيرة، تزايدات الاحتجاجات ضد الحكومة، نتيجة تصاعد الضغوط الاقتصادية وغلاء الأسعار،  وتخللها اعتراضات على ممارسات السلطات ضد النساء.

مائدة حجابري مارست رياضة الجمباز لسنوات عدة، قبل المشاركة في رياضة الباركور، التي كانت سبب اتهامها وتوقيفها من قبل السلطات الإيرانية

كما فيس بوك وتويتر، يعد الوصول إلى انستجرام صعباً في إيران، إلا أن السلطات تسعى إلى حجبه بالكامل، لا سيما مع تجاوز الإيرانيين للقيود عبر خادم وسيط (بروكسي) أو شبكة خاصة افتراضية (VPN).

وفي طهران ومدن عدة، شرعت فتيات إيرانيات في نزع أغطية رؤوسهن، في الشوارع والميادين، للإعلان عن رفضهن للضوابط الرسمية للملابس التي على النساء ارتدائها، وذلك منذ سيطرة الثورة الإسلامية على الحكم في إيران. وجذبت المراهقة الراقصة تضامن الكثيرين حول العالم، وطالب بعضهم بإعطاء الأولوية لمحاسبة المتورطين في الفساد الضارب بالمؤسسات المالية، التي كانت سبباً في خروج الإيرانيين للتظاهر نهايات العام الماضي، بعد فقدان مئات آلاف الأشخاص أموالهم إثرَ انهيار المؤسسات الاقتصادية.