بعد أن رفضت الحكومة الأردنية فتح الحدود للاجئين السوريين الفارّين من القصف في درعا، أطلق الشعب الأردني صرخة تضامنية لفتح الحدود من أجل "أن يفتحها الله على الأردن وشعبه"، بعنوان "#افتحوا_الحدود"، دون أن يلتفتوا لتلك التصريحات الرسمية قائلين:"سنقسم الخبزة نصين"، لاعتقادهم أن كل إنسان على وجه الأرض لديه حق الهرب من الموت.
تأكيد الجيش الأردني إبقاء الحدود مغلقة، دفع الشعب لجمع المعونات والمتطلبات الإنسانية للاجئين العالقين بين الحدود الأردنية السورية، معلنين "لا تفتحوا الحدود، احنا رايحين لهم".
بهذه الروح، استطاع الشعب الأردني، بجهد "فردي"، تخفيف أوجاع 95 ألف لاجئ سوري لم يجد خيمة تؤويه، وذلك بإرسال شاحنات معبأة بالمواد الغذائية، والتموينية، والأدوية.
وبحسب وكالة "البترا" الأردنية، أطلق عدد من أفراد الشعب الأردني مبادرات عدة، وتحديد بعض المقارّ لغايات جمع التبرعات للنازحين السوريين، إضافة إلى تخصيص أماكن لاستقبال المساعدات العينية بمختلف أنواعها وإرسالها إلى الحدود.
مقاطعة الوزيرة غنيمات
/ "الأردن مستعد تماماً لكل الدعم الإنساني للأشقاء بسوريا، وذلك فعلاً بدأ منذ أمس". هذا ما قالته وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، جمانة غنيمات، لافتةً إلى أن الجيش الأردني أدخل مساعدات إنسانية إلى النازحين، قبل أن يهاجمها البعض بسبب عدم ذكر جهودهم الفردية كشعب، أمام الوسائل الإعلامية المحلية والعربية. واعتذرت غنيمات عن خطأها على الفور، موضحةً أن "المساعدات تم جمعها من قبل المجتمعات المحلية في مدينتي الرمثا والمفرق شمال الأردن لإعانة إخوتنا في درعا". وأوضحت غنيمات أيضاً أن "ما يحدث في سوريا ليس مسؤولية أو ذنب الأردن، بل هو ذنب كل الجهات التي قصرت في التوصل إلى حل سياسي ينهي معاناة أهلنا وأشقائنا في سوريا".لماذا أغلقت الأردن حدودها؟
يستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر المملكة عدد الذين لجأوا إلى البلاد نحو 1.3 مليون تخطت تكلفتهم ما يتجاوز العشرة مليارات دولار، منذ بدء الأزمة السورية، بحسب "France24". وأغلقت الأردن حدودها مع سوريا والعراق في يونيو 2016 إثر هجوم ضد نقطة متقدمة لحرس الحدود في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية أدى إلى مقتل ستة من أفراد حرس الحدود الأردني، بحسب AFP.الأمم المتحدة تطالب بالمساعدة
قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة ليز ثروسل اليوم إن "الوضع في درعا يسوء نتيجة تصاعد الهجوم، ما يؤثر بشكل كبير على المدنيين". وحثّت العاصمة الأردنية عمّان على "فتح الحدود". كذلك ناشد متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أندريه ماهيسيتش، بحسب بيان صادر عن المفوضية، الأردن والدول المجاورة الأخرى، فتح حدودها والسماح للنازحين الذين تتعرض أرواحهم للخطر للوصول إلى الأمان والحماية.الشعب الأردني يقسم الخبزة نصفين مع اللاجئين السوريين، الأمم المتحدة تطالب بفتح الحدود، ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام تؤكد: "ما يحدث في سوريا ليس مسؤولية أو ذنب الأردن، بل هو ذنب كل الجهات التي قصّرت في التوصل إلى حل سياسي".
الجيش الأردني يؤكد إبقاء الحدود "الأردنية السورية" مغلقة، ورئيس الوزراء عمر الرزاز لديه معلومات مؤكدة أن هناك فصائل مسلحة وسلاحاً موجوداً ضمن هذه المجموعات السكانية التي يطالب البعض بالسماح بإدخالها الأراضي الأردنية.
رئيس الوزراء
على الرغم من المطالبات بفتح الحدود لم يزل رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز على قراره لأن لديه "معلومات مؤكدة أن هناك فصائل مسلحة وسلاحاً موجوداً ضمن هذه المجموعات السكانية التي يطالب البعض بالسماح بإدخالها الأراضي الأردنية". وأضاف: "سندعم السوري في أرضه وعبر الحدود بين البلدين وحدودنا مفتوحة ولكن ضمن سيطرة أمنية كاملة، وإذا شعرنا أن هناك حالة أو إصابة تحتاج للعلاج فيتم نقلها للمستشفيات الأردنية".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...