عصر السبت 30 يونيو، وقف "رودي جولياني"، المستشار القانوني للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" متحدثاً بثقة كبيرة أمام المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية، واعداً الحضور بأن نهاية النظام الإيراني باتت قريبة، ومتوقعاً أن نظام طهران سيسقط خلال عام.
وقال السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، قبل تعيينه مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض، إن "لا يجب السماح للملالي أن يحتفلوا بعيد نظامهم الأربعين"، الذي يصادف عام 2019، ما يعني بحسب مراقبين أن حديث "رودي جولياني"، لم يأتِ من فراغ، بل يعتمد على وجود خطة أمريكية تهدف إلى إسقاط نظام إيران.
ومن دون مواربة قال "جولياني" في المؤتمر الذي حضرته تنظيمات إيرانية معارضة في المنفى، إلى جانب عشرات الشخصيات الغربية والعربية المعارضة لطهران، إن "انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني"، الذي ترافق مع إعادة فرض عقوبات على إيران، "يهدف إلى خنق النظام الإيراني الدكتاتوري".
إفتُتح المؤتمر في باريس، بدعوة من "منظمة مجاهدي خلق"، وتستمر أنشطته حتى يوم الإثنين (غداً)، وهو يُعقد سنوياً من قبل "منظمة مجاهدي خلق" في باريس، حيث تقيم زعيمة المنظمة رئيسة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" مريم رجوي وعدد كبير من المعارضين الإيرانيين. ولكن بدا واضحاً أن الدورة الحالية من المؤتمر تشهد دعماً كبيراً من دول وشخصيات مهمة، ما وصفه مراقبون برغبة غربية جادة في إسقاط النظام الإيراني.
وأعلنت واشنطن رسمياً على لسان وزير خارجيتها "مايك بومبيو"، مرات عديدة، أن الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل عسكري لإسقاط النظام الإيراني، لكنها في الوقت ذاته أكدت أنها ستساند أي تحركات سلمية ديمقراطية تهدف إلى التغيير في إيران.
وبعد افتتاح المؤتمر مباشرة، صعد إلى المنصة نحو 50 عمدة من فرنسا، وتحدثت باسمهم عمدة باريس آن هيدالغو، مؤكدة مساندتها المقاومة الإيرانية في سعيها لإسقاط النظام، "وإسقاط الدكتاتورية الدينية التي تزعزع الشرق الأوسط وعواصمنا الغربية بالإرهاب".
وقالت "مريم رجوي" في المؤتمر إن "مؤشرات التغيير وسقوط النظام بدأت في إيران، والنظام يعيش أضعف حالاته"، مطالبة الإيرانيين بتوسيع رقعة الاحتجاجات داخل إيران حتى إسقاط النظام. وأضافت أن "البرامج الصاروخية ودعم الإرهاب والتدخل في شؤون الغير أسباب كافية لمعاقبة النظام الإيراني".
وحمل المؤتمر رسائل سياسية عديدة، أبرزها الدعم الأمريكي الواضح من شخصيات بارزة للمعارضة الإيرانية. وقال المحلل السياسي محمد التهامي لـ"رصيف22" إن الحضور الكبير لشخصيات أمريكية بارزة في المؤتمر، يعني أن الولايات المتحدة بدأت خطوات عملية فعلية بهدف تغيير النظام في طهران.
وأضاف أن "أكبر مؤشر على ذلك هو أن واشنطن لم تكن ترحّب بمنظمة مجاهدي خلق في واشنطن في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كما كانت مصنفة على قوائم الإرهاب، ولكن حالياً يتم الاهتمام بها ودعمها والسماح لها بإقامة مؤتمرات مهمة في دول كبرى، ما يؤكد رغبة إدارة ترامب في جمع قوى المعارضة الإيرانية بهدف إسقاط النظام الإيراني".
وتأتي تصريحات "جولياني" في المؤتمر الذي حمل شعار "إيران الحرة.. البديل"، بعد أيام قليلة من إعلان وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو" دعمه لتحركات المتظاهرين الإيرانيين ضد حكومتهم اعتراضاً على الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها بلادهم.
الحرية آتية
لم يكن "جولياني" الشخصية الأمريكية البارزة الوحيدة في المؤتمر، إذ شارك أيضاَ الرئيس السابق للكونغرس الأميركي المستشار الاستراتيجي لترامب نيوت غينغريتش، الذي اعتبر أن الطريق الوحيد للأمان في المنطقة هو باستبدال الدكتاتورية بالديموقراطية، ويجب "أن يكون هذا هدفنا"، بحسب تعبيره. ورغم تشديد "غينغريتش" على أنه لا يتكلم باسم الإدارة الأمريكية، إلا أنه توقع فرحة كبيرة واحتفالاً في إدارة ترامب إذا تغير النظام الإيراني. وأعرب عدد من أعضاء الكونغرس عن دعمهم للمؤتمر، ومنهم عضو الكونغرس "شيلا جاكسون"، التي قالت في مقطع مصوّر موجه للإيرانيين إنها "تدعم جمهورية إيران العلمانية والديمقراطية وغير النووية"، مضيفة أن "التغيير الديمقراطي في إيران في متناول اليد". وأضافت "جاكسون" أن "النظام ليس غارقاً في الكثير من الأزمات فحسب، بل هناك أيضاً مجموعة كبيرة من محبي الحرية في إيران، وأنا مقتنعة أن الحرية آتية".المستشار القانوني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رودي جولياني، قال في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس إن نهاية النظام الإيراني باتت قريبة، ونظام طهران سيسقط خلال عام.
"إن الحضور الكبير لشخصيات أمريكية بارزة في المؤتمر، يعني أن الولايات المتحدة بدأت خطوات عملية فعلية تهدف إلى تغيير النظام في طهران".وعُرض في المؤتمر أيضاً مقطع مصور لعضو الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا "جودي تشو"، قالت فيه إنها تقف مع الإيرانيين في نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران، وإنها تؤيد "إيران حرة وديمقراطية تعمل مع الولايات المتحدة وغيرها لبناء عالم أكثر أمناً، وليس العالم الذي يموّل الإرهاب أو يسيء إلى شعبه".
ما موقف إيران من المؤتمر؟
بالطبع لا ترحب إيران باستضافة فرنسا لهذا المؤتمر، وكانت الحكومة الإيرانية احتجت رسمياً لدى فرنسا لسماحها لـ"منظمة مجاهدي خلق"، التي تحظرها طهران، بعقد المؤتمر على أراضيها. وطالب مساعد وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي" خلال لقائه الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية موريس غوردو مونتاين الأسبوع الماضي، وقف كل أنشطة المنظمة على الأراضي الفرنسية. وكان مسؤول الإعلام العربي في لجنة الشؤون الخارجية لـ"المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية" "موسى أفشار"، أكد لوسائل إعلام أن "النظام الإيراني زاد ضغوطه السياسية والدبلوماسية على فرنسا لترفض عقد المؤتمر، لكن الحكومة الفرنسية رفضت ذلك، على اعتبار أن نشاطات المعارضة الإيرانية على الأراضي الفرنسية تجري ضمن إطار القوانين الفرنسية".الاحتجاجات مستمرة
يأتي مؤتمر المعارضة الإيرانية في وقت تشهد فيه مدن إيرانية عديدة احتجاجات ضخمة، وسط استمرار ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وانهيار سعر صرف الريال الإيراني، وفوضى في أسواق صرف العملات. ويرى مراقبون صعوبة كبيرة في فصل ما يحدث في إيران حالياً عن الحرب الاقتصادية التي بدأها "ترامب" ضد طهران أخيراً. وفي 24 أبريل الماضي، توعّد ترامب إيران بـ"مشاكل كبيرة" إذا استأنفت برنامجها النووي الذي وافقت على الحدّ منه بموجب اتفاق دولي عُقد عام 2015.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com