شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
دراسة تُجيب.. لماذا تفتقد الصحافيات إلى التأثير في

دراسة تُجيب.. لماذا تفتقد الصحافيات إلى التأثير في "تويتر" كما زملائهن الرجال؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 25 يونيو 201810:14 ص
"عندما يرد الصحافيون على صحافيين آخرين في واشنطن، فإنهم يردون على صحافي ذكر آخر بنسبة 91.5 في المئة من الوقت"، هذا ما كشفته دراسة بحثية ستنشر في "المجلة الدولية للصحافة/السياسة"، بعنوان "تويتر يجعل الأمر أسوأ: الصحافيون السياسيون، وتضخم التحيّز ضد المرأة". مُؤلفا الدراسة، "نيكي آشر" من "جامعة إلينوي"، و"جاستين ليتمان" من كلية "كالفين"، وجدا أن "ذلك لا يتعلق بالخوارزميات، بل نتيجة سلوك الصحافيين، خصوصاً الذكور منهم، والتفاوت الهيكلي في مهنة الصحافة". وأظهرت الدراسة أن الصحافيين السياسيين الذكور يعيدون نشر (ريتويت) ما يكتبه زملائهم الرجال بمقدار 3 أضعاف مقارنة بتغريدات الصحافيات.

هيمنة ذكورية

في وقت سابق، كشفت "الجمعية الأمريكية لمحرري الأخبار" أن نسبة النساء في غرف الأخبار زادت عام 2017 نحو 1% فقط مقارنة بعام 2001، بحسب دراسات أجرتها الجمعية مع معمل "جوجل" للأخبار، ما اعتبرته الجمعية أمراً مُحبطاً جداً للنساء، مشيرة أن النساء شكّلن 39.1% من إجمالي العاملين في غرف الأخبار العام الماضي. وبالعودة إلى دراسة "المجلة الدولية"، نجد أنها شملت مراسلي وسائل الإعلام المطبوعة والرقمية والتليفزيونية والإذاعية ممن لديهم حسابات على موقع "تويتر" ويغطون فعاليات الكونجرس الأمريكي، بما في ذلك بعض من يعملون في مؤسسات بريطانية، مثل مجلة "الإيكونوميست" و"الجارديان". وحللت الدراسة حسابات 2229 صحافياً، 57% منهم رجال و43% نساء، مشيرة إلى أن الصحافيين الذكور يتبعون أنماطاً سلوكية تشبه غرف جندرية ذات صدى ذكوري يقتصر عليهم دون الإناث، ما يدفعهن في نهاية الأمر إلى البقاء في دوار صومعاتهن الجنسانية، في كثير من الأحيان مع سائر النساء، ما يجعلهن أقل تأثيراً على "تويتر". وبالمقارنة بالرجال، فإن النساء لديهن عدد أقل بكثير من المتابعين، ويتابعن عدداً أقل من المراسلين الآخرين في واشنطن، من كلا الجنسين. وأشار مؤلفا الدراسة إلى أن أحد الأسباب التي تجعل النساء أقل عدداً لجهة المتابعين، هو أنهم يغردن بمعدل أقل من الرجال. ويأتي ذلك في وقت شهدت فيه الفترة الأخيرة تساؤلات حول علاقة الجندرية والسلطة في السياسة، من واقع حكايات النساء عبر #MeToo من تعرضهن لكافة أنواع العنف الجنسي من قبل أشخاص يحظون بالنفوذ، مثل  رؤسائهن. والعام الماضي، كشفت صحافيات في شبكة "VICE" الأمريكية عن انتشار ثقافة التحرش الجنسي في هذه المؤسسة.

"تويتر" مكان ممتع للرجال.. ولكن جهنم للنساء

تقول الدراسة إن موقع "تويتر" بات مكاناً مُمتعاً للرجال، وبمثابة جهنم للنساء، حيث "لا يتم سماع أصوات النساء". وفي موقع التدوينات القصيرة، حظى الصحافيون الذكور باليد العليا، خصوصاً لجهة التأثير والرواج بين المتابعين. وأكدت الدراسة أن هناك سبب واحد يجعل الرجال يحظون بالمزيد من المتابعين، وهو حجم التغريدات، فكلما زادت تغريدك، زاد احتمال حصولك على إعادة مشاركة أو ردّ أو متابع جديد. ولفتت إلى أن "التغريدات الأصيلة تعد منبعاً للتفاعل وزيادة المتابعة من قبل مستخدمي تويتر الآخرين، وإذا كانت المرأة تغرد أقل، فسيتم سماعها أقل". حتى الرجال الذين يريدون المساعدة في معالجة التحيز ضد المرأة يواجهون تحدياً من خلال التغريد القليل للصحافيات، و"يمكن للمرء فقط الرد أو إعادة التغريد إذا كان لديه ما يستجيب له".
تقول الدراسة إن موقع "تويتر" بات مكاناً مُمتعاً للرجال، وبمثابة جهنم للنساء، حيث "لا يتم سماع أصوات النساء". وفي موقع التدوينات القصيرة، حظى الصحافيون الذكور باليد العليا، خصوصاً لجهة التأثير والرواج بين المتابعين.
الصحافيين الذكور يتبعون أنماطاً سلوكية تشبه غرف جندرية ذات صدى ذكوري يقتصر عليهم دون الإناث، ما يدفعهن في نهاية الأمر إلى البقاء في دوار صومعاتهن الجنسانية، في كثير من الأحيان مع سائر النساء، ما يجعلهن أقل تأثيراً على "تويتر".
وحاولت الدراسة تقصي الأسباب المحتملة التي تجعل النساء يغردن أقل، منها أزمة الوقت التي تواجهها العديد من النساء العاملات، خصوصاً ممن لديهن مسؤوليات منزلية، وتسعين إلى العمل بجد لإثبات أنفسهن، بينما لا يضطر الرجال إلى ذلك. وبشكل عام، رأت الدراسة أن منصة "تويتر" نفسها تعتبر أيضاً عاملاً في كونها مكاناً أكثر عدائية للنساء من الرجال. وأشارت شبكة "VOX" الأمريكية إلى دراسة "منظمة العفو الدولية" حول كيفية معاملة النساء على "تويتر"، فوجدت أن المرأة تتعرض لانتهاك حقوقها الأساسية، "فبدلاً من تعزيز أصوات النساء، فإن العنف والإساءات التي تتعرض لها نساء كثيرات على الشبكة تقود النساء إلى الرقابة الذاتية على ما ينشرونه، والحد من تفاعلاتهم، بل تدفعهن إلى الخروج من تويتر تماماً". وتقول المنظمة إن "تويتر يمكن أن يصبح مكاناً معادياً وخطيراً إذا لم تكن رجلاً".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image