من أبجديات ما يتعلمه طالب الإعلام في سنته الجامعية الأولى أو ربما في محاضرته الأولى، هو ألا يساهم في نشر "الإشاعات"، والتحقق من معلوماته بدلاً من المرة، عشرات المرات، على الأقل، وهذا ما لم تفعله "الإعلامية" ديما صادق التي نشرت تغريدة لا مصدر لها، لتقارن فيها نسبة التحرش الجنسي بين السعودية، والنرويج.
نشرت صادق صورة توضح فيها أن نسبة التحرش في النرويج بلغت 3%، بينما بلغت نسبة التحرش في السعودية 87% العام الماضي، رغم التزام المرأة بـ "اللباس الشرعي"، وليس "العصري"، كما أشارت الصورة.
تعود مشاعر "الاستفزاز" إلى سببين. أولاً، ما هي "الملابس العصرية" برأيها؟ وثانياً، ما الذي دفعها لنشر هذه المقارنة دون أي مناسبة أو حادث مسبق؟
هل فعلت ذلك لاستفزاز الشعب السعودي، والشعوب المحافظة؟ من بينها بعض المناطق في لبنان؟ أم لخلق "بلبلة" على "تويتر" من أجل "اللايكس"، والـ "ريتويتس"؟ ولماذا "النرويج"؟ ولماذا "السعودية"؟
أثارت صادق جدلاً واسعاً بعد "تغريدتها" التي حملت هدفاً مشوشاً، وخاصة بعد تفاعل حساب "النرويج" الرسمي على "تويتر" حيث طالبها بتوضيح حقيقة الأرقام والمصدر، متسائلاً عن "تعريف التحرش الذي بُنيت هذه الدراسة عليه، وعن علاقة اللباس بالتحرش؟" لنُفاجأ بردها "أرجو التواصل عبر الانبوكس . شكراً".هل غرّدت صادق لاستفزاز الشعب السعودي، والشعوب المحافظة؟ من بينها بعض المناطق في لبنان؟ أم لخلق "بلبلة" على "تويتر" من أجل "اللايكس"، والـ "ريتويتس"؟ أم انها فعلاً بريئة النية؟
لماذا لم يكن لدى صادق شجاعة الرد علناً على تغريدتها المهينة للمسلمين، بينما تحلّت بالشجاعة عندما نشرت هذه المقارنة؟لماذا لم يكن لديها شجاعة الرد علناً، بينما تحلت بالشجاعة عندما نشرت هذه المقارنة؟ وبعد إصرار حساب "النرويج" على أن تجيب صادق علناً، غرّدت صادق قائلة إن أصل التغريدة يهدف للإشارة الى السلام الذي تنعم به النرويج، وليس الإساءة. كما طالبته بتزويدها بالنسب الصحيحة للتحرش في "بلدهم الجميل"، على حد قولها. فنشر حساب النرويج قبل قليل عدة تغريدات لتصحيح ما تداولته صادق، موضحاً أن "9.4% من النساء و 1.1% من الرجال تعرضوا في حياتهم لنوع من الإعتداءات التي يصفها القانون النرويجي أنها اعتداءات جنسية. ويشير التقرير أن 33.6% من النساء و 11.3% من الرجال تعرضوا للتحرش بأحد أشكاله قبل بلوغ سن 18"، علماً بأن الأرقام من الصعب أن تكون دقيقة حيث قال "لا يمكن الحصول على معلومات من المجتمعات المحافظة لأن الضحايا لا يبلغون الشرطة عن ذلك". ودعا الجميع في آخر تغريدة إلى "توخي الحذر عند نشر معلومات أو طرح مقارنات قد لا تكون في مكانها الصحيح، وخاصة الإعلاميين".
"تويتر" بين "ضد" و "ضد"
لم تتعجب صادق من الهجوم الذي تلقته لأنها، كما ردت على حساب "النرويج" الرسمي، "عادي هذا ما أعيشه كل يوم". فأعرب رواد "تويتر" عن مشاعرهم تجاه تصرفاتها، حيث قالت الإعلامية كارمن جوخدار:"في السابق، اعتمدت ديما صادق في إحدى مقابلاتها على "غوغل" كمصدر. واليوم، لتثبت فكرة معينة، نشرت صورة متداولة على تطبيق "واتس آب".. المشكلة أن صادق نموذج من صحافيين كثر يعتمدون على الانترنت لإثبات نظرياتهم "العارية من الصحة والعلم أيضاً". بينما قالت أخرى:"طيب ضروري لتقول ديما صادق انه النرويج يعيش بسلام يطّلع معها أنه بالسعودية ماشين بالطريق عّم ينهشوا بعض؟ شو كان أرقى وأذكى الاعتذار إنها نشرت إحصائية دون التأكد من مصدرها". والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا خلقت لنفسها أعداءً في جوابها للنرويج؟ ألم يكن لديها خياراً آخراً في التعبير عما يعيشه الناس من سلام في النرويج إلا بالتعدي على السعوديين ولباسهم "المحافظ"؟ وإن كانت محبة للسلام الذي ينعم به أهل "النرويج"، ألم يكن من الأولى أن تعيش سلاماً داخلياً مع نفسها قبل وتتوقف عن نشر ما يثير الجدل، فقط من أجل إثارة الجدل؟من هي ديما صادق؟
إعلامية لبنانية بدأت عملها التلفزيوني عام 2007 مع انطلاقة شاشة الـ "أOTV" كمذيعة أساسية لنشرة الثامنة ومقدمة البرنامج السياسي الصباحي. انتقلت عام 2011 إلى شاشة "LBC"، والتي لا زالت تحت مظلتها حتى الآن حيث بدأت بتقديم نشرات الأخبار (2011 - حتى الآن)، وبرامج سياسية، إضافة إلى تقديم حفل إنتخاب ملكة جمال لبنان لعدة سنوات. في أبريل 2018 قدمت برنامجاً بعنوان "لوين واصلين"، وهو برنامج مشابه لـ "كاربول كاريوكي"، ولكنه يجمعها بشخصيات سياسية بدلاً من "فنية". &feature=youtu.be&t=15 وفي 21 مايو، 2018، سجلت أبرز "سقطة مهنية" في مسيرتها، بعدم "التأكد" قبل "النشر"، لتقع في فخ صنعته بنفسها ولنفسها وبعد ساعات قليلة همّت مجدداً بنشر تغريدة لوزير الخارجية الايراني ذات طابع سياسي لكن التغريدة عمرها أكثر من 14 شهر. ماذا يحصل؟رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...