"اللي ما أله حظ لا يتعب ولا يشقى". هذا حال أمتنا العربية، التي لم تواجه الخسارة "السياسية" فقط على مرِّ التاريخ، بل الخسارة "الرياضية" أيضاً، أحدثها خسارة "السعودية" و "مصر"، و"المغرب" في كأس العالم 2018، إضافة إلى "تونس" التي حتماً ستخسر في مواجهة المنتخب الإنجليزي يوم الإثنين المقبل.
أسباب تلك الخسائر المتتالية:
1- تَحَوُّل "اللعبة" إلى "سياسة" و "شماتة"
لا تتحلى شعوبنا العربية بـ "الروح الرياضية"، بل بالـ "شماتة"، و "التعصب"، إذ تعتبر خسارة هذا المنتخب انتصاراً، وفوز هذا النادي خسارةً، ولذلك احتفلت قناة "بي إن سبورت" القطرية يوم الخميس الماضي بخسارة السعودية أمام روسيا (5-0)، واستغلت حديثها "عن الرياضة" لغرض سياسي علماً بأن ما حصل في أحد البرامج الرياضية التحليلية يعتبر مخالفاً لأنظمة «فيفا»، التي تنص على عدم إقحام السياسة بالرياضة، ليس فقط خلال الدورات، بل حتى على مستوى القنوات التي تتعاقد معها «فيفا».
2- تضارب الأحلام مع "القمع العربي"
لم نتعود منذ صغرنا على تحقيق أحلامنا، ولم نتعود على الاستقلالية، فيتخطى الشاب العربي عامه الـ 21 ليكتشف فيما بعد أنه لم يحقق أحلامه، بل أحلام والديه التي لم تتحقق، كما أننا نجد أيضاً من يريد أن يَسِيّر "أبناؤه" على خطاه من أجل "مستقبل مشرق" حتى تتضارب أحلامهم مع "القمع العربي" الذي لا تخلو بيوتنا "العربية" منه.
فعندما "يتمرد" محب كرة القدم، يكون قد فات الأوان، لأنه "يحترف" على كبر، مما يقلل من "نجاحه" في مباريات مصيرية مثل "كأس العالم"، دون أن ننسى تأثير البيئة غير المهيأة للإبداع.
3- غياب الدعم الحكومي
لم تكن حكوماتنا داعمة للمنتخبات العربية إلا مجدداً، متسببة في انعدام الثقة حتى أصبح أقصى طموح المنتخبات العربية مجرد المشاركة في مونديال كأس العالم دون أن تفكر في المنافسة على اللقب.
4- غياب المسؤولية الاجتماعية للشركات في العالم العربي
رغم أن هناك مسؤولية اجتماعية للشركات (CSR) والمعروفة أيضاً بمسؤولية الشركات تجاه المجتمع، فإن شركات العالم العربي وكأنها "لا تعترف" بتلك "المساهمات" أو "النشاطات التطوعية"، التي تترك أثراً إيجابياً على المجتمع، بينما تتسابق الشركات العالمية لدعم المنتخبات الأوروبية وغيرها.
إضافة إلى ذلك، لا يوجد رعاة رسميون "أقوياء" للمنتخبات العربية، مما يقلل من فرص نجاحها، وفرص تقديم كل ما هو "أفضل" للاعب.
5- "الهيرو" لا يجسد كلاعب كرة
ليس "لاعب الكرة" بطلاً في بلداننا، بل أبطالنا هم رؤساؤنا وحكامنا فقط رغم أنهم قد يواجهون الخسارة أيضاً، ولذلك يعيش لاعب المنتخب المصري ونادي "ليفربول" "محمد صلاح" أسعد أيام حياته بهذا التشجيع الذي تلقاه من الوطن العربي بأكمله، لا الشعب المصري فقط. فكم هو جميل أن نجعل "أبطالنا" يشعرون بذلك؟
6- لا نتبع الرياضة كأسلوب حياة
رغم معرفتنا أن "الرياضة" هي "أسلوب حياة"، فإننا أكثر الشعوب كسلاً، علماً بأننا لم "نتعود" على أهميتها في مدارسنا، لاعتبار "حصة الرياضة" مضيعةً للوقت، ولا تضيف للطالب شيئاً.
لا تتحلى شعوبنا العربية بـ "الروح الرياضية"، بل بالـ "شماتة"، و "التعصب"، ولذلك ننتهي من خسارة ونذهب إلى أخرى. إليكم أسباب خسارتنا الدائمة.
بيئتا غير مهيأة للإبداع وحكوماتنا لم تدعمنا إلا مجدداً، لذلك أصبح أقصى طموح المنتخبات العربية مجرد المشاركة في مونديال كأس العالم من دون أن تفكر في المنافسة على اللقب.
7- اختيار الأشخاص الخطأ
قال لاعب المنتخب الكويتي السابق نعيم سعد إن "الأندية المحلية" تحارب الكفاءات الرياضية وتعمل على عدم ترشيح المتخصصين لإدارة شؤون الألعاب الرياضية وتقوم بترشيح أشخاص لا يمتون للرياضة بصلة.
8- غياب الفكر الاحترافي والتخطيط السليم
أكد مدرب المنتخب المصري السابق حمادة صدقي أن هناك العديد من الأسباب وراء ضعف الكرة العربية، أهمها غياب منظومة الاحتراف الحقيقي لمواكبة التطور السريع في اللعبة، وانعدام الفكر الاحترافي عند اللاعبين العرب، وغياب التخطيط السليم، وضعف الدوريات المحلية في المنطقة العربية وغياب الاستقرار الفني، واستعجال الجمهور العربي لنتائج سريعة، وعدم الاهتمام بلاعبي المراحل السنية من الناشئين والشباب من خلال توفير مدربين لهم على مستوى عالٍ رغم كونهم يشكلون الأساس في عملية التطور الكروي العربي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...