أثار امتناع دار حضانة لبنانية عن استقبال طفل من أصول سودانية جدلاً على نطاق واسع، ما أعاد إلقاء الضوء على ممارسات عنصرية تطفو للسطح من وقت لآخر في بلاد جبال الأرز.
تقرير إخباري كشف قصة التمييز ضد الطفل السوداني عندما رُفض استقباله، في حين قالت مديرة الحضانة إن الرفض جاء بعد تهديد بعض الأمهات بسحب أطفالهن من المؤسسة إذا تم قبول الطفل ذي البشرة السمراء.
يأتي هذا في وقت هددت السلطات الرسمية الحضانات التي تمتنع عن قبول الأطفال من جنسيات أخرى، مُحذرةً من "عنصرية" منافية لمواثيق الأمم المتحدة.
سودانيون: نتقاسم خبزنا مع ضيوف بلادنا، لماذا نُهان في الخارج؟
نطاق الجدل لم يقتصر على لبنان، حيث دشن سودانيون وسم #طفل_سوداني_يتعرض_للعنصريه، لإدانة ما اعتبروه "إهانة" لن تمضي مثلما مرت وقائع عنصرية من قبل في دول عربية أخرى، بينها مصر والكويت. السوداني خالد العويس، منتج الأخبار في فضائية "العربية"، كتب في حسابه على تويتر: "العنصرية أمر مرفوض، وكذا التعميم. الهاشتاغ تحول لحرب كيفما اتفق، وإساءات متبادلة. الشعب اللبناني كأي شعب آخر فيه العنصري وفيه البعيد كل البعد عن العنصرية. الشعب السوداني كذلك، وعلينا أن نصحح نظرتنا لبني جلدتنا، فلولا العنصرية ما انفصل الجنوب الحبيب !". كما عبر لبنانيون عن استيائهم من واقعة الطفل السوداني مع الحضانة الكائنة في منطقة كسروان إلى الشمال من العاصمة بيروت، وطالبوا بإغلاقها ووقف تكرار مثل هذه التجاوزات. وعلى الوتيرة نفسها، تحدث آخرون عن تفشي هذه الممارسات العنصرية في لبنان تجاه العاملين ذوي الأصول الإفريقية، وفق ما قالت لاريسا عون، مراسلة شبكة سكاي نيوز. ?s=19 أما وزارة الصحة اللبنانية فقالت إنها وجهت إنذارًا خطيًا للحضانة، وذكّرت الحضانات الأخرى بضرورة احترام شرعة حقوق الطفل ورفض كل أنواع التمييز العنصرية تحت طائلة الملاحقة القانونية.في العام 2016، أظهر استطلاعين منفصلين للرأي أن لبنان احتل المرتبة الثانية في تصنيف يضم 25 دولة باعتبارها الدول الأكثر عنصرية في العالم، وفق ما نشره موقع إنسايدر مونكي".
99% من السودانيين تعرضوا للتمييز العنصري في لبنان: 59% منهم تعرض لتمييز لفظي وجسدي و 33% تحدثوا عن تعرضهم لتمييز عنصري لفظي فقط، و 5% تمييز جسدي فقطوأضافت أنها بصدد إجراء دورات توعية ضد العنصرية للأهالي الذين رفضوا دخول الطفل السوداني إلى الحضانة، فضلاً عن مساعدة عائلة الطفل لتخطي التعنيف المعنوي الذي تعرضت له، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية. وأشارت إلى أن والد الطفل شكر الوزارة على اهتمامها، علمًا أنه سجّل ابنه في حضانة أخرى بعد الحادث. وأصدرت نقابة أصحاب دور الحضانات في لبنان بيانًا دانت فيه ما حدث للطفل، واستنكرت رضوخ إدارة الحضانة "لرغبة بعض الأهل الجاهلين بأبسط قواعد حقوق الطفل". وحذرت من أن "هذا التصرف من قبل إدارة الحضانة يعرضها للملاحقة القانونية، خاصة أن لبنان مُوقع على شرعة حقوق الطفل الصادر عن الأمم المتحدة"، مطالبةً وزارة الصحة "باتخاذ أقصى الإجراءات القانونية بحق الأهل الذين يهددون الحضانات ويجبرونها على مخالفة أبسط قواعد الإنسانية لتكون عبرة لغيرها".
ممنوع الحب، ممنوع السباحة... رصيد وافر من العنصرية
في العام 2016، أظهر استطلاعان منفصلان للرأي أن لبنان احتل المرتبة الثانية في تصنيف يضم 25 دولة باعتبارها الأكثر عنصرية في العالم، وفق ما نشره موقع إنسايدر مونكي. وربما تكشف واقعة التمييز ضد الطفل السوداني في الحضانة عما يواجهه السودانيون والعمال الآتون من دول فقيرة أو إفريقية، مثل مصر وإثيوبيا وكينيا والفليبين. وحسب موقع "مهارات"، فإن 99% من السودانيين تعرضوا للتمييز العنصري في لبنان. وأشار 59% منهم لتعرضهم لتمييز لفظي وجسدي، في مقابل 33% تحدثوا عن تعرضهم لتمييز عنصري لفظي فقط، و5% تمييز جسدي فقط. وأشار الموقع إلى أن مراكز العمل تحتل المرتبة الأولى بالنسبة للأماكن التي يتعرضون فيها للتمييز بنسبة 79%، يليها الشارع بنسبة 71%، والمراكز الأمنية بنسبة 50%. أما مقار السكن فحلت في المرتبة الأخيرة بنسبة 1 في المئة. وكثيرًا ما يتفاخر اللبنانيون بأصولهم "الفينيقية"، وبأنهم بلد يصدر الجمال والرقي، إلا أن هذه السمات لا تظهر لدى كثيرين عند تعاملهم مع الأفارقة والهنود والفليبينيين واللاجئين. ففي فبراير الماضي، ظهر الحديث عن تعميم رسمي لـ"منع الحب" يوقعها الشباب السوريون لإلزامهم بعدم الارتباط بأي فتاة لبنانية خلال فترة الإقامة والدراسة في لبنان. هذه الممارسات تمتد إلى الشارع مُترجمة في لافتات عنصرية منتشرة في مناطق مختلفة من البلاد، بعضها يسخر من اللاجئين السوريين ويطالبهم بالعودة إلى بلادهم، وبعضها عبارات تتضمن تعليمات رسمية بعدم الخروج منذ المساء حتى السادسة صباحًا. عدا ما يظهر على شاشات التليفزيون، مصحوبًا بتعليقات عنصرية ضد السوريين، على نحو جعل هذه الممارسات ذات قبول اجتماعي ملموس بين الدوائر الرسمية والشعبية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 27 دقيقةعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.