"روسيات عاريات في الرياض"، لم يتوقع أحمد الخطيب، رئيس هيئة الترفيه السعودية، أن يتسبب عرض لسيرك روسي في إقالته من منصبه الذي عُين فيه في مايو 2016، بعد نحو عامين في المنصب. قرر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إقالته على أثر الجدل الذي تسبب به عرض السيرك الروسي الذي نُظم في العاصمة الرياض خلال أيام عيد الفطر، وفيه ظهرت نساء بملابس اعتبرت أنها عارية. جاء في الأمر الملكي الصادر قبل منتصف ليل الأثنين بساعتين:"بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم، وبعد الاطلاع على نظام الوزراء ونواب الوزراء وموظفي المرتبة الممتازة، أمرنا بما هو آت: أولاً: يُعفى معالي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه من منصبه.. ثانيًا:يبلَّغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه". لم يذكر الأمر الملكي سبب الإقالة، إلا أن مصادر موثوقة كشفت لرصيف22 أن السبب هو ما حدث في السيرك الروسي وظهور لاعبات بملابس غير لائقة تظهر البطن والأفخاذ في عرض مختلط، إضافة لملاحظات كثيرة سُجلت على عمل هيئة الترفيه، طوال الأشهر الماضية. صرحت صحيفة "سبق" الإلكترونية المقربة من الديوان الملكي نقلاً عن مصادرها الخاصة :"أنه سبق أن تمّ التشديد على مجلس إدارة هيئة الترفيه الذي يرأسه الخطيب على وجوب وضع شروط ومعايير واضحة ورقابة في حال التعاقد مع المشغلين الأجانب، وذلك بعد حادثة سابقة مشابهة في العام الماضي". وبحسب "سبق"، تعذر الخطيب بأن ضغط العمل وكثرة الملفات التي يعمل عليها صعَّبا عليه متابعة تقيُّد الشركات المشغلة بالفعاليات الترفيهية بالشروط والضوابط، خاصة وأنه يرأس أيضا ملف الهيئة العامة للصناعات العسكرية وصندوق التنمية السعودي، وفشل في تبرير ما حصل.

"لم يذكر الأمر الملكي سبب الإقالة، إلا أن مصادر موثوقة كشفت لرصيف22 أن السبب هو ما حدث في السيرك الروسي وظهور لاعبات بملابس غير لائقة تظهر البطن والأفخاذ".

إقالة رئيس هيئة الترفيه السعودية أحمد الخطيب بسبب "روسيات عاريات في الرياض".. والخطيب يتعذر:"ضغط العمل وكثرة الملفات هما السبب".

وقد نشط خلال اليومين الماضيين على موقع "تويتر" وسم #روسيات_عاريات_بالرياض، الذي ظهر في نحو 112 ألف تغريدة، كانت في معظمها منتقده لعمل هيئة الترفيه، وبشكل قاسي، وفيه أكد الإعلامي محمد اليحيا على أنه لم يكن من المفترض أن يتم عرض السيرك الروسي في السعودية، وكتب :"بلادنا المباركة الحبيبة تتشرف بوجود أشرف البقاع وأطهرها، فهل نحن بحاجة لدعاية وتسويق لبلادنا أكثر وأفضل من وجود أفضل وأشرف وأطهر البقاع على وجه الكرة الأرضية ؟!". وأضاف سعيد أحمد :"كل مبادئنا وقيمنا أتى بها الإسلام ومحاولة تطبيع المجتمع السعودي على تقبل كل ما يخالف الإسلام من قيم واخلاق، امر مرفوض في السر والعلن يقولها الأمير قبل المواطن المجتمع كله في أصله محافظ إلا من شذ والشاذ لا قاعدة له". كما وصفت الدكتورة مريم العتيبي العرض الروسي بأنه:"خطوات شيطان يجر بعضها"، فيما أعتبر عيسى الحديبي ما حدث:"الانتكاس والانحطاط الذي يريده متبعو الشهوات لمأرز الإسلام". من طرف أخر، دافع مغردون عن الهيئة، واعتبروا الوسم محاولة من أعداء السعودية، منهم محمد آل عيد الذي شدد على أن الوسم:"أُطلق بسبب تحرير الحديدة، لخلق الفتن ومحنا فاضين لهم خلوهم يهايطون وخلونا في عيدنا وتحقيق نصرة المظلوم". وفي الاتجاه المدافع، كتبت فاطمة العيسى:"عروض الترفيه مستمرة، حفلات، سيرك، سينما، مسرح ... المحافظين يمكنهم البقاء في منازلهم"، وهي الجملة التي أطلقها الخطيب ردا على منتقدي الحفلات الغنائية قبل نحو عام. وأيضا، أكدت صالحة المري على أن العرض الروسي كان جميلا، وأنها لم تجد:"أي مظاهر خادشه للحياء او تعري ولكن الهاشتاقات بهاذه لطريقه لها مأرب اخر بكل تأكيد".

أنشطة مثيرة للجدل

منذ إطلاقها قبل نحو عامين، أثارت هيئة الترفيه السعودية الكثير من الجدل بسبب برامجها التي تعتمد على الحفلات الغنائية والعروض، وافتتاح دور السينما. لا يقف الأمر عند العرض الروسي، فقبل نحو ثلاثة أشهر، أثار محافظون الجدل قبل حفل المغني المصري تامر حسني المختلط في جدة (غرب السعودية) وقبله بأسابيع عن عرضاً للأزياء في العاصمة الرياض، إضافة لرفضهم لعروض الأوبرا والحفلات الفنية، كما دعوا لمقاطعة دور السينما الحديثة والمسرحيات الفنية، وفي كل مرة، كان الخطيب يشدد على أنهم ماضون في خططهم وفق الضوابط الشرعية، وأن من يعارضها، عليه البقاء في البيت.