عام 1983 ظهر فيلم «عنتر شايل سيفه» على الجمهورَيْن العربي والمصري، جسد فيه الممثل عادل إمام دور صعيدي يدعى "عنتر" بسبب ضغوط مالية اضطر إلى السفر إلى "إيطاليا" أملاً في بناء ثروة كبيرة، هناك يتم استغلاله في تمثيل أفلام جنسية من دون علمه. بعد مرور نحو 35 عاماً، كرر الشاب المصري شريف الطلياني تلك التجربة، لكن هذه المرة بملء إرادته، ولم يستغله أحد أو يخدعه، فهو يعرف ماذا يفعل وعلى ما سيحصل في مقابله، خاض تجربة عالم البورنو وهو يدرك أنه مخالف لقيم العرب. حاور رصيف22 شريف طلياني حول أسباب خوضه مجال البورنو ومواجهة الانتقادات الواسعة وكيف يتعايش مع كونه ممثل بورنو مسلماً عربياً.
عرفنا بنفسك وماذا تعمل؟
أنا شريف أبو العينين، ولا أحب ذكر اسمي كاملاً حتى لا أكشف هويتي أمام الناس، وأنا مسلم الديانة واسم جدي محمد، والدي مصري ووالدتي إيطالية، وحاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة حلوان ودبلوم اقتصاد عالمي وعلاقات دولية من جامعة عين شمس.
ماذا كنت تعمل في مصر قبل سفرك إلى الخارج؟
عملت بمجال التسويق والمبيعات، وبأكثر من فندق وشركة سياحية وكنت أمتلك مكتباً لتسويق مستحضرات التجميل. وفي نوفمبر 2005 قررت مغادرة مصر إلى إيطاليا.
لماذا لا تريد الكشف عن هويتك؟
خوفاً من إلحاق الأذى بي أو بأسرتي الموجودة حالياً في مصر.
هل تعرضت لأي تهديدات من قبل؟
تعرضت للكثير من التهديدات عن طريق رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستبيح دمي وتهديدات بالقتل والتعرض لي ولأسرتي.
كيف طرأ على بالك الدخول في عالم الأفلام الجنسية؟
القصة بدأت من مصر عندما شعرت بالفشل بعد تخرجي من الجامعة بتقدير مقبول، وأنا لم أكن أحب دراستي ولا مجال التجارة، وأثناء الدراسة وبعد التخرج بعدة أيام توجهت لإحدى القنوات الفضائية للتقديم إلى وظيفة مذيع لأني كنت أهوى التليفزيون والتمثيل، ولكني لم أكن أمتلك وساطة لدخول ذلك المجال، فتم رفضي، وأيضاً ذهبت لأكثر من اختبار أداء «كاستنج» ورُفضت. وفي أحد اختبارات الأداء التي أتذكرها اندمجت في أداء الدور وكان مع فتاة وهو عبارة عن رقصة في ديسكو وحملت الفتاة وحضنتها، وكان رد فعل مسؤول اختبارات الأداء هو الغضب وغادرت الموقع بعدما وجه لي جملة لم أنسَها عندما قال لي "إنت فاكر نفسك نجم يا ابني انت ولا حاجة"، ووقتذاك كان ردي أنني بالفعل نجم وسيأتي يوم يردد الجميع اسمي على أنني نجم فوق العادة، ثم قررت مغادرة مصر إلى إيطاليا وبحثت عن عمل في مجال أفلام البورنو.
هل هناك مواقف معينة في حياتك جعلتك تدخل ذلك المجال؟
قبل سفري كنت على علاقة بإحدى الفتيات وكان والدها نائب وزير بإحدى الوزارات وتزوجتها عرفياً عقب ممارسة العلاقة الجنسية بشكل كامل، وتقدمت لوالدها لخطبتها ولكنه رفض لسوء أحوالي المالية، هذه العلاقة أثرت في نفسيتي تماماً لأني كنت أحبها وقررت السفر خارج مصر.
كيف احترفت مجال التمثيل في أفلام البورنو؟
بعد 2006 وبعد السفر إلى روما كانت أولى محاولاتي لدخول مجال البورنو، وفي يناير 2007 ذهبت لإحدى الوكالات التي كانت قد نشرت إعلاناً لشركة تطلب ممثلين إباحيين، وكان رد موظفة الوكالة بابتسامة أنهم لا علاقة لهم بأفلام البورنو، وزادت زياراتي لتلك الشركات ومن خلال تواصلي أكثر من مرة علمت أنه يجب على ممثل البورنو أن يكون معروفاً لهم وموثوقاً به جداً لأن تلك الشركات كثيراً ما يكون لديها قلق من هوس المتقدمين لها دينياً أو جنسياً، ما قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة. ونصحني أحد أصحاب تلك الشركات بالذهاب لحضور فعاليات مهرجان فلورنسا لممثلي البورنو، وبالفعل ذهبت وقابلت أسطورة الإباحية الإيطالي روكو سيفريدو ولم يكن في مخيلتي أنه سيتم تصنيفي ممثلاً إباحياً رسمياً من خلال ذلك المهرجان، وقمت باستعراض إباحي على مسرح المهرجان وجذبت نظر أصحاب الشركات ومنذ ذلك الوقت أصبحت نجماً إباحياً.
كيف ترى العلاقات الجنسية من منظورك الشخصي؟
أنا لا أعتبر العلاقات الجنسية من دون زواج زنا، بل نوعاً من أنواع الحب وهو حق طبيعي لكل انسان.
ما هي متطلبات خوض تجربة العمل في أفلام البورنو؟
هناك العديد من الصفات المطلوبة في الشخص الذي يريد الدخول لهذا المجال، أهمها أن يكون سليم صحياً وليس لديه أمراض معدية، يتمتع بشكل جسماني لائق وبلا «كرش». ومن أهم الصفات أيضاً أن يكون عضوه قادراً على الانتصاب أطول فترة ممكنة ولا يعاني سرعة القذف. وفي الفترة الحالية كل ممثلي البورنو يتعاطون أدوية تساعدهم على إطالة مدة الانتصاب وزيادة وقت العلاقة الجنسية. ومن صفات ممثل البورنو أيضاً أن يكون قادراً على تسويق نفسه للشركات المنتجة ليكون له نصيب أكبر في تمثيل الأفلام، ومنها زيادة أجره ودخله المالي.
هل لدى ممثلي البورنو دخل مالي جيد من أعمالهم؟
المعروف لدى محترفي هذا المجال أن شركتي «Brazzers» و«Naughty America» هما أكبر شركتين إنتاج للبورنو. والممثلون الذين يعملون معهما يتقاضون أجورا عالية جداً، وعندما علمت ذلك حاولت كثيراً التواصل مع الشركات الأمريكية لأنها الأعلى أجراً بين نظيراتها في مجال البورنو. في العموم، دخل ممثل الأفلام الإباحية جيد ولكن لا يجعلك ثرياً، فالاعتماد على الأفلام الإباحية لا تصنع ثرياً وأنا لا اعتمد عليها كمصدر ثابت لدخلي، إذ أعمل في مجال السياحة أيضاً. وما يغيب عن أذهان المشاهدين أن هناك ممثلين إباحيين يتقاضون من 100 حتى 1000 دولار في المشهد الواحد، وهناك نجمات ينتزهن فرصة إقامة مهرجانات إباحية ومن يلتقط معهن صورة فوتوغرافية من الجماهير يدفع 10 دولارات.
كثيراً ما تكتب آيات قرآنية عبر صفحتك الشخصية. لماذا؟
هذا طبيعي لأني مسلم ولدي خلفية مسلمة والأهم أني لا استخدم آيات قرآنية في خارج سياقها للتحريض أو ما شابه ذلك، وفي الحقيقة، أنا لا أهتم بالدين ولكن في بعض الأوقات استخدم الآيات القرآنية للرد على من يستخدمونها في مهاجمتي وأنا لا أخشى الاعتراف بأني ممثل إباحي، فأنا لا أعتبر ذلك مجرماً أو حراماً.
ما كان رد فعل أسرتك عندما ذاع صيتك في عالم البورنو؟
لم تكن تعلم بأني أصبحت محترفاً في مجال البورنو وأنا أبلغتهم بذلك. في البداية رفضت والدتي ذلك بشدة وهددتها بمقاضاتها لأنها تتحكم في رغباتي الشخصية ووقتذاك قالت لي ما يسعدك افعله وأنا لن أرفض ذلك.
ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال تصوير أحد أفلامك؟
في أحد المشاهد، لم تحدث لدي عملية الانتصاب الكامل وتوقف التصوير لأني كنت معتاداً وضع واقٍ ذكري. وفي هذا المشهد بالتحديد قررت الاستغناء عنه. ولكن بعد ذلك بدقائق استطعت السيطرة على نفسي مرة أخرى.
هل هناك مسؤولون مصريون تحدثوا معك في أي أمر؟
أحد المسؤولين الأمنيين تواصل معي بشأن شبهة تلقي تمويل من إسرائيل وتجنيدي لديهم للإساءة لسمعة مصر. نفيت ذلك قطعاً، ولم أسافر إسرائيل حتى الآن. لو أتيحت لي الفرصة للسفر سأفعل ذلك للعمل أو للسياحة.
هل تعتقد أن العرب مطلوبون في ذلك النوع من الأفلام؟
المجال بصفة عامة مغلق. وجود بعض الممثلين العرب في هذا المجال ليس معناه أنه متاح لهم. هناك حذر شديد من العرب وخاصة المسلمين.
هل لديك أمنيات مستقبلية؟
لدي أمل في تقديم برنامج تليفزيوني في مصر عن الثقافة الجنسية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...