تفتقر مصر في هذه الأيام للنشاط الفني بعدما أصبح الإنتاج السينمائي شحيحاً مقارنةً بحركة الإنتاج في السنوات الماضية، كذلك تراجع إنتاج الألبومات لنجوم الغناء البارزين. الإنتاج الوحيد الذي لا يزال صامداً هو الدراما التلفزيونية الموجهة أساساً لجمهورٍ كسول.
إنتاج الفرق الغنائية المستقلة لم يعد يتوافق مع حجم المطلوب، وسقط في التكرار. تسبب كل هذا بموجة من النوستالجيا إلى الثمانينات والتسعينات، وبدأ مستخدمو فيسبوك على اختلاف شرائحهم العمرية وأذواقهم، بالبحث في الدفاتر القديمة عن نجوم هذين العقدين. اجتاحت فترة الثمانينات في مصر موجة الفن المنخفض التكلفة والمصنوع على عجالة مع غزارة في الإنتاج، وظهر نجوم من الصف الأول والصف الثاني لم يستمروا طويلاً. ظلوا أسرى الحقبة الزمنية وخفت نجمهم مع انقضائها، غير أن فيسبوك أعاد اليوم بعضاً من حضورهم، واستردهم من دائرة النسيان.
في ما يأتي، بعض الميمات Memes التي أعادت تعريف هؤلاء الفنانين ووضعتهم في سياق ساخر، إما سياسياً أو اجتماعياً. عندما تصادف أحد هؤلاء الفنانين، تجده متهللاً سعيداً وهو يريك ما فعله "شباب" الفيسبوك به متظاهراً أحياناً بأنه غير راض عن إقحام صورته في كاريكاتير ساخر، ملقياً اللوم على التكنولوجيا التي جعلت الصغار يسيئون إلى الكبار.
نبيلة عبيد
نبيلة عبيد كانت تعرف بين نهاية الثمانينات وأواخر التسعينات بلقب نجمة مصر الأولى، وذلك في إطار منافسة حامية بينها وبين نجمة الجماهير نادية الجندي. حققت عبيد نجاحات عديدة وكانت في إحدى المراحل نجمة شباك التذاكر. بدأ تراجع سهمها في عام 2003 بعد فيلم "قصاقيص العشاق" الذي لم يصمد أسبوعاً في قاعات العرض. وظهرت في بضعة مسلسلات تلفزيونية باهتة لم تحقق لها أي تقدم. لكن نبيلة عبيد عادت للضوء مع اعتصام ميدان رابعة العدوية الذي أقامته جماعة الإخوان المسلمين اعتراضاً على أحداث 3 يوليو وإسقاط مرسي. استعاد الناشطون على الفيسبوك دور رابعة العدوية، وهو الفيلم الذي قامت فيه نبيلة عبيد بدور المتصوفة رابعة العدوية، وهي تعلن عن استيائها مما يحدث في الميدان.
حمدي الوزير
حمدي الوزير من عائلة فنية تضم المخرج المسرحي حسن الوزير والممثل التلفزيوني عبده الوزير اللذين اختفيا عن الساحة تماماً. الوزير هو الوحيد الذي استطاع الاستمرار على الساحة الفنية وعرفه الجمهور في أدوار الشر في أفلام عدة في التسعينات، أبرزها “التخشيبة” و”الثأر” و”المغتصبون”.
وكانت المفارقة أن يظهر متحرش السينما الأول حمدي الوزير في مظاهرة بميدان التحرير المصري ضد التحرش. في الصور التي انتشرت له لاحقاً على وسائل التواصل الاجتماعي، تم استبدال صورته وهو في المسيرة، بصورة من أحد أفلامه وهو يتأهب لاغتصاب امرأة.
أحمد بدير
أحمد بدير لمع بعد مشاركته في المسرحية الشهيرة “ريا وسكينة” مع شادية وسهير البابلي ومدبولي. بدأ نجمه في التراجع مع ظهور موجة المضحكين الجدد. ظهر في بداية الثورة مدافعاً شرساً عن مبارك ومؤيداً للسيسي وتفوق ظهوره في البرامج التلفزيونية على ظهوره المسرحي والتمثيلي. لأحمد بدير فيلم كوميدي ذائع جداً للمخرج نادر جلال يحمل عنوان "بطل من ورق" يقوم فيه بدور مختل عقلياً يلاحق كاتب سيناريو، ويريد تنفيذ أحد سيناريوهاته. في مشهد شهير من الفيلم يقوم بدير بخطف قطار ويلغمه بالقنابل هاتفاً في المخطوفين “حنموت كلنا حنموت كلنا”. تم استعمال هذه الجملة تزامناً مع الحوادث التي أوقعت أخيراً ضحايا كثراً، كما اُستعمل عندما أُعلن أنه سيتم اعتقال من يتخلف عن التصويت في الانتخابات الرئاسية.
زين العشماوي
زين العشماوي ممثل مصري توفي في الثمانينات، كان يؤدي دائماً أدوار الأشخاص الغريبي الأطوار ورجال العصابات. تميز بمجموعة من الملابس الفائقة الغرابة والسريالية التي أعطته كاركتيراً خاصاً مع شاربه الذي يشبه شارب الممثل الأمريكي كلارك غيبل Clark Gable. أُعيد زين إلى الضوء مع انتشار أقنعة الأنونيموس Anonymous التي اشتهر في ارتدائها بطل فيلم V for Vendetta.
سمير الإسكندراني
سمير الإسكندراني مطرب اشتهر في آخر الستينات لضلوعه في قضية تجسس، وتعامله مع المخابرات المصرية. عُرف بأداء الأغاني ذات الطابع الحماسي وبإعادة تدوير الأغاني التراثية وكان له إطلالة مهيبة ارتبطت بشكل أساسي بسكسوكته الضخمة. آخر ظهور له كان في أغنية "تسلم الأيادي" التي جاءت تحية للجيش المصري بعد أحداث 3 يوليو 2013. حُكي كثيراً عن علاقته بالمخابرات وغنائه للرؤساء، وانتشرت صورة له وهو يولد من داخل سكسوكته.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...