شاركت وجبة "نينغ ميون" أو "النودلز الباردة" كعنصر فاعل في قمة إزالة الجفاء والعداوة المتراكمة بين دولتي شبه الجزيرة الكورية المُقسمة منذ عام 1950. ترك الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أسلحته النووية وراءه وحمل معه وجبة النودلز الباردة، بعدما سأله نظيره الجنوبي مون جيه إذا كان بإمكانه إحضار دفعة منها من مطعم "أوكريو غوان" الشهير بإعدادها في بيونغ يانغ. ودخل كيم التاريخ كونه أول رئيس كوري شمالي تطأ قدماه أراضي كوريا الجنوبية منذ اندلاع النزاع بين الجانبين مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وسط آمال كبيرة في أن تكون خطوة تمهيدية لسلام دائم بين سيول وبيونغ يانغ، يصحبها نزع الأخيرة أسلحتها النووية والانفتاح على العالم الخارجي.
"انهِ الحرب الباردة، تناول نودلز باردة"
ظهرت صورة، التُقطت خلال العشاء الرسمي للقمة الكورية، في قرية الهدنة في بانمونغوم، طبق كوريا الشمالية المُميز من النودلز الباردة في صدارة الوجبات المقدمة. لكن ما ساهم في زيادة الاهتمام بهذه الوجبة، كان نكتة أطلقها كيم في افتتاحية القمة قال فيها "لقد بذلنا جهوداً لإحضار طبق (نينغ ميون) المُعدّ على طريقة بيونغ يانغ، جلبناه على طول الطريق من العاصمة". وأضاف، وهو يضحك ساخراً، متوجهاً للرئيس مون جيه "أتمنى أن تستمتعوا بنودلز بيونغ يانغ اللذيذة التي أحضرناها من بعيد على الرغم من أنني أفترض أنه لا يجب أن أقول بعيداً الآن؟". ومثل شجرة الصنوبر التي زرعها الرئيسان، تضمنت وجبة عشائهما مكونات من الشمال والجنوب، فكانت النودلز الباردة من الشمال إلى جانب السمك، أما الحلوى فكانت مزينة بخريطة لشبه الجزيرة الكورية، لكنها تسببت في أزمة مع اليابان التي تقدمت بشكوى رسمية لإظهارها جزراً تحت سيادتها.ترك الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أسلحته النووية وراءه وحمل معه وجبة النودلز الباردة، بعدما سأله نظيره الجنوبي مون جيه إذا كان بإمكانه إحضار دفعة منها من مطعم "أوكريو غوان" الشهير بإعدادها في بيونغ يانغ
يتناول سكان كوريا الشمالية النودلز الباردة التي تكون طويلة دون قطع، باعتبارها ترمز إلى طول العمر والحياة الصحية الجيدة، كما تُستخدم كعلاج في وقت الصيف...وكانت قمة كيم ومون في المنطقة منزوعة السلاح، لكن الحديث الساخر سُمع صداه في سيول وعلى الشبكات الاجتماعية في كوريا الجنوبية، حيث زاد الطلب على طبق نودلز كوريا الشمالية الباردة بشكل مفاجئ. وذكرت وكالة "يونهاب" الرسمية للأنباء أن مطعماً متخصصاً بتقديم الوجبة، ويقع في ضواحي سيول، قد اكتظ بالزبائن لدرجة أنه تشكلت طوابير طويلة من الزبائن أمامه عند موعد الغداء بعد القمة، حيث تشتهر وجبات هذا المطعم بمذاقها المماثل لـ"نينغ ميون" المقدمة في بيونغ يانغ. وكتب أحد المُغردين بالكورية والإنكليزية "انهِ الحرب الباردة، تناول نودلز باردة". وقال أحد الزبائن، إنه يستمتع بتناول "نينغ ميون" في العادة، ويريد أكلها خاصة في هذا اليوم التاريخي. وعرضت متاجر التجزئة الكبرى «E-land Mall» حقيبة وزنها 2 كيلوغرام كتب عليها "القمة الكورية الخاصة بنينغ ميون بيونغ يانغ" مقابل 6900 وون (6.40 دولار).
ما هي قصة الـ"نينغ ميون"؟
ربما كان طلب الرئيس مون جيه لطبق "نينغ ميون" ذكياً، إذ قال مكتبه إن المسؤولين الشماليين سعداء بطلب مون جيه للوجبة، مضيفاً أن كوريا الشمالية أرسلت طاهياً من المطعم لإعداد الطبق. وحسب وثائق تاريخية، ظهرت الوجبة منذ عهد مملكة جوسون في كوريا الشمالية في القرن التاسع عشر، بينما تشتهر بإعداده مدينتي بيونغ يانغ وهام هونغ. وأصبحت "نينغ ميون" ذات شعبية واسعة في جميع أنحاء كوريا بعد الحرب الكورية (1950 - 1953)، المُستمرة شكلياً حتى الآن، بعد فرار البعض من الشمال إلى الجنوب. وحسب معهد "Hansik, the taste of Korea"، التابع لوزارة الزراعة في كوريا الجنوبية، فإنها نشأت في الجزء الشمالي من كوريا، حيث هناك مركز إنتاج الحنطة السوداء، المكوّن الرئيسي للوجبة. وأشار المعهد إلى أنه منذ أن تراجع إنتاج محصول القمح في الشمال أصبح تناول النودلز مقصوراً على مناسبات خاصة. واستند في ذلك إلى دراسة استقصائية عن نمط الحياة الكورية أجريت في السنوات القليلة الماضية، قالت إن الكوريين يفضلون وجبة "Bulgogi" في فصل الشتاء و"نينغ ميون" في فصل الصيف، بعد حصاد البطاطا الحلوة في الشتاء، حيث كانت تصنع منها في البداية، ثم الدقيق، ما جعلها تؤكل في جميع الأوقات من العام. ويتم تقديم "نينغ ميون" في وعاء كبير من الفولاذ المقاوم للصدأ مع مرق مثلج منعش وشرائح الخيار وشرائح من الكمثرى الكورية وشرائح رقيقة وعريضة من الفجل المخلل، إضافة إلى بيضة مسلوقة أو شرائح من اللحم البقري المسلوق البارد أو كليهما. ويتم إضافة صلصة الخردل الحار (زيت الخردل) والخل في كثير من الأحيان قبل الاستهلاك. ويتناول سكان كوريا الشمالية النودلز الباردة التي تكون طويلة دون قطع، باعتبارها ترمز إلى طول العمر والحياة الصحية الجيدة، كما تُستخدم كعلاج في وقت الصيف. وفي المطاعم عادة ما يُسأل الزبائن إذا كانوا يريدون قطع النودلز بمقص أم لا.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.