شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
رفضت الجائزة المرموقة فتسببت بإلغائها... ناتالي بورتمان تُحرج إسرائيل

رفضت الجائزة المرموقة فتسببت بإلغائها... ناتالي بورتمان تُحرج إسرائيل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 20 أبريل 201804:22 م
رفضت الممثلة الأمريكية، الإسرائيلية الأصل، ناتالي بورتمان حضور حفل في إسرائيل لتسلّم جائزة رفيعة احتجاجاً على "الأحداث الأخيرة في إسرائيل" والتي وصفتها بأنها "مؤلمة للغاية". واعتبرت الممثلة الشهيرة، التي بدأت حياتها الفنيّة وهي طفلة من خلال دور البطولة في فيلم "ليون المحترف" عام 1994، أن "الأحداث الأخيرة في إسرائيل" جعلتها غير مرتاحة لمشاركتها في أية مناسبات عامة في إسرائيل، بحسب ما نقلته عنها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. لكن لم توضح بورتمان تحديداً ما هي تلك "الأحداث المؤلمة" التي تقصدها، والتي جعلتها ترفض حضور احتفالية الجائزة، مع ذلك تتحدث العديد من وسائل الإعلام عن أن السبب هو قتل الجيش الإسرائيلي ل36 فلسطينياً، منذ بدء تظاهرات في قطاع غزة قبل أربعة أسابيع، خصوصاً أن رفض بورتمان يأتي مباشرة بعد مطالبة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بإجراء تحقيقات حول استخدام الذخيرة الحية من قبل الجيش الإسرائيلي في أعقاب الاشتباكات على طول الحدود مع غزة. في العام 2017، أجرت صحيفة "الغارديان" البريطانية حواراً مع بورتمان، قالت فيه إنها تشعر بسعادة بالغة حين تكون جزءاً من الأصوات التي تتحدث ضد الظلم. ما قالته بورتمان قد يعكس بشكل واضح لماذا رفضت بطلة فيلم "إبادة" مؤخراً حضور احتفالية الجائزة. ويبدو موقف بورتمان الحالي متسق مع ما تعبر عنه عادة، فالحوار مع "الغارديان" كان حواراً سياسياً أكثر منه فنياً، وقد بدا واضحاً منه أن الممثلة الشهيرة متابعة جيدة للسياسة، ولكل ما يدور حولها من أحداث، إذ رأت في الحوار مثلاً أن فوز ترامب "كارثة" بكل المقاييس، باعتباره شخصاً لا يؤمن بالحرية. في الحوار نفسه، تحدثت بورتمان عن أهمية أن يرفض الإنسان الظلم وأن يكون له موقف ضد كل من يهدد الحريات، وأنه من المهم الدفاع عن حقوق المهمشين والمهاجرين، وأن يستمع الإنسان لجميع الأراء السياسية حتى تلك التي تتعارض وأفكاره. وتبلغ بورتمان من العمر 36 عاماً، وإلى جانب كونها ممثلة فهي مخرجة أفلام ومنتجة، وقد ولدت في القدس الغربية. وحصلت على جائزة "غولدن غلوب" كما ترشحت للأوسكار عام 2004 وشاركت في أفلام عدة من أشهرها "حرب النجوم".

ما هي جائزة جينيسيس؟

يطلق الكثير من المعنيين على جائزة "جينيسيس" التي تقدمها إسرائيل بأنها "جائزة نوبل اليهودية" في إشارة لأهمية هذه الجائزة، التي بدأت عام 2012. وكل من يتم تكريمه فيها يحصل إلى جانب التكريم على جائزة نقدية تصل إلى مليون دولار أمريكي، لكن كان من المفترض أن تزيد الجائزة هذا العام إلى مليوني دولار بسبب تبرّع الإسرائيلي موريس كاهن بمبلغ إضافي للجائزة.
اعتبرت الممثلة الشهيرة أن "الأحداث الأخيرة في إسرائيل" جعلتها غير مرتاحة لمشاركتها في أية مناسبات عامة في إسرائيل، رافضة استلام الجائزة المخصصة لمن "يشكلون مصدر إلهام للجيل القادم من اليهود"
بحسب مراقبين، يُعتبر رفض بورتمان للجائزة المهمة إحراجاً دولياً لإسرائيل، ويلفت نظر العالم كله لما يحدث مؤخراً ما بين الجيش الإسرائيلي والمتظاهرين الفلسطينيين
وكانت أعلنت "جينيسيس" رسمياً في ديسمبر الماضي أن مبلغ الجائزة الذي ستحصل عليه بورتمان تضاعف إلى مليوني دولار بفضل تبرع من قبل المحسن الإسرائيلي موريس كاهن. وحصل على تلك الجائزة النحات الشهير آنيش كابور، عازف الكمان إسحاق بيرلمان، عمدة مدينة نيويورك السابق مايكل بلومبيرغ، والممثل والمخرج مايكل دوغلاس. ومن الشائع أن كل من يحصل على هذه الجائزة المالية يتبرع بها لأي نشاط خيري يرغب فيه. وتستهدف الجائزة "تكريم الأفراد الذين يشكلون مصدر إلهام للجيل القادم من اليهود، من خلال أعمالهم البارزة، والإنجاز الذي يحققونه جنباً إلى جنب مع التزامهم بالقيم اليهودية والشعب اليهودي"، وقد أُنشئت من قبل ميخائيل فريدمان وغيره من رجال الأعمال اليهود الروس الأثرياء، بينما تعمل بالتعاون مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والوكالة اليهودية لإسرائيل.

مواقف بورتمان تجاه إسرائيل

لم يُعرف عن بورتمان في السابق أي مواقف بارزة معارضة لإسرائيل، بل على العكس انضمت عام 2009 إلى بعض نجوم هوليوود الآخرين في الاحتجاج على دعوات طالبت بمقاطعة مهرجان تورونتو السينمائي الدولي بسبب تنظيمه لحدث تحت عنوان تل أبيب. كما أخرجت فيلماً مقتبساً عن كتاب للروائي الإسرائيلي الشهير عاموس عوز، يحمل عنوان "قصة عن الحب والظلام". وفي بيان صدر عنها عقب إعلان "جائزة جينيسيس" في نوفمبر الماضي، قالت بورتمان "أنا فخورة بجذوري الإسرائيلية واليهودية".

إحراج دولي لإسرائيل؟

بحسب مراقبين، يُعتبر رفض بورتمان للجائزة المهمة بدون شك إحراجاً دولياً لإسرائيل، ويلفت نظر الكثير من الجماهير في العالم كله لما حدث مؤخراً ما بين الجيش الإسرائيلي والمتظاهرين الفلسطينيين. وبحسب "هآرتس"، جعل موقف بورتمان مؤسسة "جينيسيس برايز" تقرر إلغاء حفل توزيع الجوائز في إسرائيل الذي كان مقرراً أن يتم في في يونيو القادم، حيث قالت المؤسسة في بيان أصدرته بعد إعلان بورتمان موقفها إنه "أمر محزن للغاية أن ترفض الممثلة الأمريكية الإسرائيلية المشاركة في الحفل". وأكملت المؤسسة في بيانها موضحة أن منظمي الاحتفالية "يخشون من أن قرار السيدة بورتمان سيؤدي إلى تسييس مبادرتنا الخيرية، وهو أمر عملنا جاهدين على تجنبه خلال السنوات الخمس الماضية". ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصدر لم تسمه من المؤسسة قوله إن بورتمان لم تكن تنوي رفض الجائزة النقدية، وإنها كانت قد أبلغت المؤسسة بالفعل بأنها خططت للتبرع بأموال الجائزة للمنظمات الدولية والإسرائيلية التي تعمل لصالح قضايا النساء.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard