بعدما عاودت أمراض القرن التاسع عشر مثل الكوليرا الظهور في اليمن، ظهر تهديد صحي جديد مع تحذير منظمة "أطباء بلا حدود" من انتشار بكتيريا مقاومة لمضادات الإلتهابات تهدّد حياة المصابين بها.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن القصة بدأت عندما لاحظ أطباء ينتمون إلى المنظمة انبعاث رائحة غريبة من جرح شاب يمني (22 عاماً)، كان قد خضع لعملية جراحية إثر إصابة ساقه برصاصة مزّقت الأنسجة، واستنتج الأطباء أن هذه الرائحة تشير إلى حدوث التهاب قوي يهدّد حياة الشاب.
ولأن المضادات الحيوية لم تعد ناجعة قرّر الأطباء إرسال عيّنات من الدم إلى المختبر وإجراء زراعة لها، فكانت المفاجأة عندما كشف الاختبار عن وجود بكتيريا من نوع "الراكدة البومانية" المقاومة لمعظم الأدوية المضادة للإلتهابات.
وبدأ الأطباء إخضاع الشاب اليمني للعلاج بمضادات حيوية قوية، نادراً ما يتم استخدامها بسبب آثارها الجانبية المحتملة والخطرة، كما أخضعوه لسبع عمليات جراحية، ما أدى إلى تمديد فترة بقائه في المستشفى من 5 أيام إلى 3 أسابيع بعد عزله حتى لا ينقل العدوى إلى المرضى الآخرين.
لم يعرف الأطباء مصدر هذه البكتيريا، فيما قال نجوان منصور، كبير الأطباء في المنظمة في اليمن، إن مصدر هذه البكتيريا قد يكون الرصاصة نفسها أو التراب الذي دخل إلى الجرح بعد إصابة هذا الشاب وسقوطه على الأرض، موضحاً أن الأخير كان على حافة الموت، إذ لا توجد مستشفيات في اليمن كانت لتؤمن له هذا العلاج.
أكثر من 60% من المرضى في مدينة عدن يحملون بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، والأمر نفسه يحدث في المناطق التي مزقتها الحرب كما في العراق وسوريا، وفي البلدان التي لديها أعداد كبيرة من اللاجئين كالأردنكانت المخاوف من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية نظرية في السابق وموجودة في حالات معينة فقط، ولكنّ هذه البكتيريا تنتشر في اليمن. وقالت المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود هناك آنا ليتيسيا نيري إن أكثر من 60% من المرضى في مستشفيات المنظمة الطبية الدولية في مدينة عدن يحملون بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، موضحة أن الأمر نفسه يحدث في المناطق التي مزقتها الحرب في الشرق الأوسط بما في ذلك العراق وسوريا، والبلدان التي لديها أعداد كبيرة من اللاجئين مثل الأردن. "المرضى لا يتحسنون في اليمن" هذا ما قالته نيري للصحيفة، لافتة إلى أن "أطباء بلا حدود" تستخدم في اليمن المضادات الحيوية نفسها التي تستخدمها في مناطق أخرى، لكنها لم تكن فعالة في أغلب الأحيان في هذا البلد أو في دول الشرق الأوسط التي تعيش حروبا وذلك نتيجة الانتشار الواسع للبكتيريا المقاومة للعقاقير. وبحسب الأطباء هناك الكثير من العناصر التي يمكن أن تساعد في نمو هذه البكتيريا في اليمن، منها انهيار النظام الصحي في هذه المنطقة وتدمير البنية التحتية لمياه والصرف الصحي، وعدم حصول العديد من الأطفال الصغار حتى على اللقاحات الروتينية. يُضاف إلى هذه العوامل الاستهلاك المرتفع للمضادات الحيوية من دون وصفة طبيّة، فيتبيّن أن البيئة مناسبة جداً لخلق جيل جديد من البكتيريا المقاومة للأدوية. وكانت دراسة، أُجريت عام 2014، كشفت على سبيل المثال أن استخدام المضادات الحيوية يصل إلى 48٪ بين سكان المملكة العربية السعودية وأن 78٪ في اليمن يتناولون المضادات الحيوية من دون وصفة طبيّة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون