شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
الحكاية الغريبة وراء اكتشاف الفياجرا... وأدوية أخرى أنقذت حياة الملايين

الحكاية الغريبة وراء اكتشاف الفياجرا... وأدوية أخرى أنقذت حياة الملايين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 12 يوليو 201702:49 م
يؤكد جوهان وولفغانغ غوته Johann Wolfgang Goethe، الأديب والمكتشف الألماني الشهير، "أن الاكتشافات تحدث عندما يتوفر الحظ والاختراع والفكر، ولا يمكن لأي هذه العناصر تحقيق الفائدة دون البقية". ولعل اكتشاف العلماء في نيوزيلندا أن لقاح التهاب السحايا يحمي من الإصابة بمرض السيلان، خير دليل على ذلك، إذ إن هذا الإنجاز تحقق بفضل قوة لا يمكن توقعها، كانت سبباً في التوصل لبعض أشهر الاكتشافات الطبية في التاريخ وهي المصادفة. وهو ما نشره موقع الجاردين أمس الثلاثاء في مقالة عنوانها "من الفياغرا إلى الفاليوم: أدوية تم اكتشافها بالصدفة".

الفياجرا

يقول تقرير الجاردين أنه عندما فشل علاج مقترح للذبحة الصدرية في المختبرات الدوائية العملاقة لشركة فايزر Pfizer’s، إحدى أكبر شركات الصناعات الدوائية، في كنت، تحول لعقار بمليارات الدولارات لعلاج ضعف الانتصاب، وهكذا ظهرت "الحبة الزرقاء" الأكثر شهرة في العالم إلى الآن. في وقت مبكر من إنتاج الفياغرا، وهو الاسم التجاري الذي عرف به الاكتشاف لاحقاً، وخلال التجارب السريرية، أكد المتطوعون الذكور الذين تناولوا الحبوب حدوث انتصاب طويل الأمد وغير مبرر. وبمزيد من التحقق، تأكد الباحثون أن الحبوب تساعد على استرخاء الأوعية الدموية في جميع أنحاء القلب، ما يؤدي إلى تحسين تدفق الدم، والتأثير ذاته على الشرايين داخل القضيب. ومنذ إطلاقها تجارياً في عام 1998، ساعدت تلك الحبة في تحسين القدرة الجنسية والحياة الزوجية لملايين الرجال حول العالم. وفي سياق متصل، منحت جائزة "نوبل للجهلاء" أو جائزة الحماقة العلمية ‘Ig’ Nobel Prize، التي تمنح سنوياً للأبحاث العديمة الفائدة، في عام 2007، لثلاثة علماء أرجنتينيين أثبتوا أن الفياجرا ساعدت الهامستر على التعافي بشكل أسرع من الرحلات الطويلة.

البنسلين

الدواء الثاني الذي ذكره تقرير الجارديان هو البنسلين. يحكي التقرير أن عالم الأمراض الكسندر فليمينغ Alexander Fleming اكتشف بعد عودته إلى العمل عقب إجازة لمدة شهر في اسكتلندا عام 1928، أنه ترك طبق زراعة البكتريا مكشوفاً دون قصد. وجده ملوثاً بفعل الأشياء التي تجمعت عبر عتبة النافذة في مختبره الخاص بمستشفى سانت ماري St Mary’s Hospital في لندن. وفي غياب فليمينغ، تجمعت البكتيريا العنقودية الخطرة، المحاطة بالعفن والفطريات، فلاحظ توقف نمو البكتيريا في مساراتها عند نقطة معينة بالقرب من خيوط الفطر الأزرق والأخضر. وعثر فليمينغ من هنا، وعن غير قصد، على أول المضادات الحيوية، والذي أطلق عليه اسم البنسلين أي العقار المستخلص من العفونة. بفضل اكتشافه العرضي، تشارك فليمينغ جائزة نوبل للطب في عام 1945 مع فلوري وسين، الباحثين الكيميائيين بجامعة أوكسفورد، واللذين أكملا عملية إنتاج البنسلين، لعلاج الإصابات الخطرة التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية. وعلق فليمنغ ذات مرة على إنجازه غير المقصود بالقول: "عندما استيقظت بعد الفجر مباشرة في 28 سبتمبر 1928، لم أكن مستعداً لإحداث ثورة في عام الأدوية باكتشاف أول مضاد حيوي في العالم أو القاتل البكتيري، لكني يبدو أن هذا هو ما فعلته بالضبط ".

قرحة المعدة

في عام 1980، تعرض اثنان من الأطباء الأستراليين للسخرية بسبب اقتراح يرد حدوث قرح المعدة إلى نوع منتشر من البكتريا، وليس بسبب الضغط النفسي والإجهاد في العمل أو نوع الطعام كما كان شائعاً. وكان باري مارشال Barry Marshall، طبيب مختص في أمراض الجهاز الهضمي وزميله الباحث في علم الأمراض في بيرث، روبن وارن Robin Warren قد لاحظا أن عينات المعدة المأخوذة من مرضى القرحة تحتوي جميعها على البكتيريا الحلزونية الشكل نفسها، والمعروفة باسم هيليكوباكتر بيلوري helicobacter pylori. ولإثبات حدسهما، قام مارشال بابتلاع نصف لتر من محلول البكتريا التي زرعها في معمله بعد أن أخذها من أحد مرضاه، حتى ظهرت عليه أعراض الإصابة خلال أسبوع، قبل أن يتمكن من معالجته تماماً باستخدام المضادات الحيوية. وساعد اكتشاف الطبيبين في القضاء الافتراضي على نوع من سرطان المعدة ينتج عن العدوى بالبكتريا ذاتها. نال مارشال ووارن جائزة نوبل للطب في العام 2005 بفضل اكتشافهما هذا وشجاعة مارشال تحديداً.

مضادات الاكتئاب

العديد من مضادات الاكتئاب يرجع اكتشافها للصدفة، بداية من إبرونيازيد الذي كان يستخدم في الأساس لعلاج السل في 1950، وحتى مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات tricyclics في 1960، والتي اشتقت من العلاج التجريبي للفصام، وحتى أحدث الاكتشافات المتعلقة باستخدام الكيتامين في علاج الاكتئاب.

الفاليوم

تم تطوير بنزوديازابين benzodiazapine، أحد علاجات الأمراض النفسية، في العام 1950 من قبل مهاجر بولندي في الولايات المتحدة، يدعى ليو ستيرنباش Leo Sternbach، من عدد من المركبات الكيميائية قام بتوليفها قبل 20 عاماً في بولندا، خلال إجرائه بعض التجارب لابتكار أصباغ جديدة. ورغم أن الرجل فشل في التوصل للأصباغ التي عمد إلى ابتكارها، فإن البنزوديازيابين والفاليوم أحد أبرز العلاجات المشتقة منها، أصبحا بسرعة أكثر الأدوية شعبية في الولايات المتحدة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image