شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"سنسقط الصواريخ الأمريكية ومواقع إطلاقها"... روسيا تزيد حدّة تحذيرها بشأن سوريا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 11 أبريل 201807:10 م

على وقع التصريحات الأمريكيّة التي وعدت بـ"قرار وشيك" يتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص ضربة عسكرية على سوريا، ارتفعت حدة التحذير الروسي لواشنطن من "المغامرة العسكرية غير المشروعة التي تخطط لها"، في وقت بقي هامش الحديث عن استبعاد المواجهة مفتوحاً ولو على نطاق أضيق.

"أي صواريخ أمريكيّة تُطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها"... أتى هذا التحذير على لسان السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين في حديثه مع قناة "المنار" اللبنانية.

وربط السفير الروسي تصريحه بموقف كلّ من الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف اللذين حذرا أمريكا من تنفيذ تهديدها بالرد عسكرياً في سوريا على خلفية الهجوم الكيميائي الذي وقع في دوما، في الغوطة الشرقية، مطلع الأسبوع.

في المقابل، ردّ ترامب، في تغريدة حديثة، على تهديد روسيا بإسقاط الصواريخ الأمريكية قائلاً "استعدي يا روسيا. الصواريخ القادمة ستكون لطيفة وجديدة و"ذكيّة"! لم يكن يجب أن تكوني شريكة للأسد الحيوان الذي يستخدم الغاز الكيميائي ويستمتع بذلك!".

وكان النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي لشؤون الدفاع يفغيني سيريبرينيكوف أعلن، في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن الرد الروسي سيكون فورياً في حال تعرض الجنود الروس في سوريا لأي ضرر من عملية عسكرية أمريكية محتملة ضد سوريا.

وأشار المسؤول الروسي إلى أن القواعد العسكرية الروسية في حميميم وطرطوس "محمية جيداً"، قائلاً "نحن نعوّل مع ذلك، في حال كانت هناك ضربات أميركية، على ألا تتعرض حياة جنودنا للخطر. أعتقد أن الولايات المتحدة تفهم ذلك ولن تسمح بذلك".

كما ربط كلامه بما كان القائد العام لهيئة الأركان الروسية قد أكد عليه وهو أن " الردّ الروسي في هذه الحالة سيكون فورياً".

تبادل كلمات قاسية

تأتي التصريحات الروسيّة بعد جلسة حادة شهدها مجلس الأمن وتبادل فيها الطرفان (الروسي والأمريكي) كلمات قاسية، استخدمت خلالها روسيا حق النقض "الفيتو" لإحباط مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة لتشكيل لجة مستقلة من الأمم المتحدة للتحقيق حول الهجوم الكيميائي في سوريا، إذ اعتبرته موسكو "ذريعة لتمرير العمل العسكري".

"أي صواريخ أمريكيّة تُطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها"... أتى هذا التحذير على لسان السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين في حديثه مع قناة "المنار" اللبنانية
فيتو روسي في مجلس الأمن، تصعيد في التهديد وتشويش على الطائرات الأمريكية المسيّرة... بعض أوجه الردّ الروسي على الضربة الأمريكية على سوريا، بعدما وعد ترامب بحسم أمرها في "قرار وشيك"

في المقابل، طلبت روسيا أن يصوت المجلس على مسودة ثانية تدعم إرسال محققين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع الهجوم المزعوم، لكنها فشلت أيضاً في الحصول على موافقة.

وقال مبعوث روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أثناء اجتماع مجلس الأمن،"سأطلب منكم مرة أخرى الإحجام عن الخطط التي تعملون عليها حالياً"، محذراً واشنطن من أنها "ستتحمل المسؤولية عن أية "مغامرة عسكرية غير مشروعة تقوم بها".

وبينما حذّر المندوب الروسي من الوصول إلى "أعتاب أحداث محزنة وخطيرة للغاية"، ردّت المبعوثة الأمريكية نيكي هايلي باعتبار التصويت "استهزاء"، متهمة روسيا بـ"تحطيم مصداقية المجلس".

وأكد مندوب موسكو في مجلس الأمن أن بلاده تتعرض لحملة ابتزاز وشتم، لم تحدث حتى إبان الحرب الباردة، متهماً بريطانيا وفرنسا بالتبعية "العمياء" لأمريكا، كما رأى أن اتهام بلاده بتسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا مرتبط أيضاً بالهجوم الكيميائي المشتبه به في سوريا.

احتمال تفاوض؟

في المقابل، بقي الحديث عن احتمال عدم المواجهة بين الطرفين قائماً، حيث وبالعودة إلى تصريحات السفير الروسي في لبنان فقد أشار إلى أن الطرفين يفضلان عدم المواجهة، وما زالت قنوات التفاوض متاحة.

ويتلاقى هذا التصريح مع ما كان أعرب عنه قبل يومين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف متحدثاً عن "أمل موسكو في ألا تصل الأمور في سوريا إلى مستوى التهديد باندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة"، مؤكداً أن "موسكو لا تزال تجري اتصالات عملية مع واشنطن بخصوص سوريا" و "أن الطرف الروسي يأمل في أن تنتصر العقلانية في هذا البلد".

النزعة التطمينية شاركها مع بوغدانوف أمريكياً محلّل الأمن القومي وليد فارس، في حديثه مع قناة "فوكس نيوز" المفضّلة لدى ترامب، قائلاً "الروس هم أقوى اليوم في سوريا عما كانوا عليه قبل عام وبالتأكيد عما كانوا عليه قبل ستة أعوام".

وقال "المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن نبدأ القيام بالعمل الصحيح وهو الحصول على تقرير مفصل حول الهجمات الكيميائية … ونحن لا نريد الانخراط في مواجهة مباشرة مع روسيا لأن الاستهداف العسكري لأي دولة يجرّ رداً عسكرياً طبيعياً".

التشويش الروسي

بانتظار الردّ الأمريكي المرتقب من ترامب، الذي ألغى رحلته إلى أمريكا الجنوبية للتفرغ للملف السوري، كثرت السيناريوهات بشأن الرد الأمريكي والرد الروسي عليه، بين من طرح احتمال المواجهة العسكرية ومن استبعدها.

وفي سياق متصل، ذكر مسؤولون أمريكيون لقناة "أن بي سي" الأمريكية أن روسيا كانت قد بدأت قبل أسابيع بالتشويش على الطائرات المسيرة (الدرونات) الأمريكية فوق سوريا، ما قد يؤثر على العمليات الأمريكية هناك.

ونقلت "أن بي سي" عن 4 مسؤولين أمريكيين قولهم إن القوات الروسية في سوريا قلقة إزاء احتمال قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات جوية على سوريا، وبدأت بالتشويش على إشارات أنظمة "جي بي أس" للملاحة التي تزود بها الطائرات الأمريكية المسيرة.

وقال الخبير في جامعة تكساس الأمريكية تود هامفريز إن التشويش على أنظمة "جي بي أس" للطائرات المسيرة ليس صعباً، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تعطيلها أو تحطمها.

من جانب آخر، نفى النائب الأول لرئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي يفغيني سيريبرينيكوف صحة هذا التقرير حول تشويش القوات الروسية على "الدرونات" الأمريكية، بينما اعتبر رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف أن هذا الأمر محتمل، مشيراً إلى أن "لدى روسيا كل الوسائل للقيام بذلك".

"خط التسوية" لا يزال في الخدمة

في المقابل، نقلت وكالة أنباء "تاس" عن داميان بيكارت، المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، وهي تغطي في المقام الأول منطقة الشرق الأوسط، قوله "يمكنني أن أؤكد أن خط تسوية الخلافات في مركز العمليات الجوية المتحدة لا يزال يُستخدم كما في السابق، ولا يزال آلية بناءة لتحييد المخاطر والحسابات الخاطئة".

ويوجد المركز في قاعدة "العديد" العسكرية المتمركزة في قطر، بينما يربط الخط الهاتفي، المُشار إليه، المركز الأمريكي في تلك القاعدة بالقاعدة الروسية في "حميميم" السورية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image