تداولت الصحف العالمية مؤخراً اسم رجل الأعمال اللبناني الأمريكي جورج نادر، لا سيّما بعد ظهور اسمه في إطار التحقيقات التي يقوم بها روبرت مولر، المدعي الأمريكي الخاص، في موضوع التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. نادر ليس لاعباً جديداً على الساحة السياسية، فقد أمضى سنوات يتقرّب بها من البيت الأبيض وقادة الشرق الأوسط، إلا أن اسمه بات في دائرة الضوء مؤخراً بعد استجوابه حول علاقته بتقديم الإمارات الدعم المالي لحملة ترامب الانتخابية عام 2016. يبدو أن علاقات هذا الرجل تمتد لتشمل معظم القوة المؤثرة على الساحة السياسية، وتحديداً في الشرق الأوسط، بدءاً من أمريكا مروراً بإسرائيل وصولاً إلى إيران وأبرز القادة العرب، الأمر الذي مكّنه من التأثير على سياسات المنطقة إن لم نقل رسمها. الجديد المتداول حول نادر، كان ما كشفه موقع "ميديل إيست آي" البريطاني عن تنظيمه قمة سريّة عام 2015، جمع فيها ولي ولي العهد السعودي آنذاك محمد بن سلمان، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ولي العهد الكويتي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني، مقترحاً عليهم إنشاء مجموعة إقليمية نخبوية من ست دول لتحلّ مكان كل من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.
وصول بن سلمان وترامب
وضع " ميدل إيست آي" القمة السرية في سياقها السياسي آنذاك، حيث جرى عقدها مع نهاية العام الأول على تولي الملك سلمان الحكم في السعودية، حيث كان ابنه محمد لا يزال ولياً لولي العهد، وكان وجود ابن عمه الأمير محمد بن نايف العقبة الوحيدة أمامه، قبل أن تتم إزالة هذه العقبة بعزل بن نايف في يونيو 2017. أمريكياً، تزامن انعقاد القمة السرية مع إعلان دونالد ترامب ترشحه للرئاسة الأميركية، في وقت كانت منافسته هيلاري كلينتون تتصدر جميع استطلاعات الرأي. وهنا يلفت الموقع إلى أن السعوديين والإماراتين رأوا حينها أنّ فوز كلينتون ليس من مصلحتهم، معتقدين أنّها سترسخ الاتفاق النووي مع إيران الذي كان الرئيس باراك أوباما طرفاً فيه، مما يعني أن وصول كلينتون سيحول دون تنفيذ خططهم في المنطقة. في المقابل، كانوا يرون، والكلام للموقع، في وصول رئيس بمواصفات ترامب مفتاحاً لتنفيذ خططهم والهيمنة على المنطقة.ترويج للتطبيع
نقل الموقع عن مصدرين حضرا القمة، التي عُقدت على يخت في البحر الأحمر، أنّ نادر كان يريد من هذه المجموعة أن تكون قوة في المنطقة تعتمد عليها الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ إيران وتركيا، وإنّه كان يرى أن هذه الدول، بالإضافة إلى ليبيا التي لم تكن ممثلة، ستشكل نواة داعمة للولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة. ونقل الموقع أن نادر خاطب القادة قائلاً: "إذا وافقتم على الأمر سأعمل على ترويجه في واشنطن"، مضيفاً أن القادة أحبوا الفكرة. وأوضح "ميدل إيست آي" أن لنادر علاقات قوية مع إسرائيل، ناقلاً عن مصادر أنه وخلال فترة انتخابات الرئاسة الأمريكية أرسله ولي عهد أبو ظبي للقاء مسؤولين إسرائيليين بهدف بحث مسألة حل الدولتين، لافتاً إلى أن نادر قام ببناء علاقة وطيدة مع إسرائيل عن طريق متمول أمريكي يهودي يدعى إليوت برويدي، وهو مقرّب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.أراد نادر من هذه المجموعة أن تكون قوة في المنطقة تعتمد عليها الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ إيران وتركيا، وكان يرى أن هذه الدول، بالإضافة إلى ليبيا، ستشكل نواة داعمة للولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة
خطّط مع دول عربيّة لاستبدال مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربيّة، جمعته علاقات وثيقة بترامب وإسرائيل وتواصل مع طهران لتحذيرها من عقوبات ضدها… كيف يسعى جورج نادر لرسم سياسات جديدة في الشرق الأوسط؟وفي هذا السياق، استعاد الموقع الحديث عن المذكرة المسربة، التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" وكشفت أن برويدي سعى لدى ترامب من أجل أن يجتمع مع محمد بن زايد لدعم سياسات الإمارات وإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي أُقيل لاحقاً بالفعل.
انزعاج من الأردن
كشف "ميدل إيست آي" أنه وبعد أسبوع من اللقاء السري، وتحديداً في يناير 2016، أخبر الملك الأردني الكونغرس الأمريكي في اجتماع سري أن تركيا تمثل حالياً الخطر الأساسي على المنطقة وأنها تصدّر الإرهابيين إلى أوروبا، الأمر الذي نفاه علناً في وقت لاحق. لكنّ علاقة الأردن تدهورت لاحقاً مع الدول التي شاركت في قمة اليخت، بعدما اعتبرت السعودية أن عمّان لم تدعم الحصار الذي فرضته الدول خليجية ومصر على قطر، وتفاقم الخلاف أكثر بعد تصويت الأردن في الأمم المتحدة ضد قرار الرئيس الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.ترامب يثق بنادر وإيران استخدمته
بحسب الموقع البريطاني، كان ترامب يعتمد على نادر بشكل كبير على الرغم من سجل الأخير الإجرامي، في إشارة منه إلى إدانته بتهم التحرش بالأطفال. وكان نادر يحضر مع الرئيس الأمريكي اجتماعات مهمة منها اجتماعاً ضم صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر وكبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الأبيض ستيف بانون وذلك في برج ترامب نهاية عام 2016. وقال الموقع إنّه بعد شهر من هذا الإجتماع، التقى نادر، في جزر سيشل، كل من الرئيس السابق لشركة "بلاكووتر" إريك برينس ومصرفي روسي وولي عهد أبو ظبي. وكشف الموقع أيضاً أنّ نادر كان يجري اتصالات متكررة في العامين الماضيين مع الحرس الثوري الإيراني للحديث عن قانون جديد يعمل عليه الكونغرس يتضمن عقوبات جديدة على طهران تمنعها من دخول منظمة التجارة العالمية. ويبدو أن التواصل مع طهران كان عن طريق رجل الدين العراقي عمّار الحكيم، وأن إيران استخدمت نادر لإيصال رسائل إلى الشرق الأوسط، كما أخبرت بعض المصادر الموقع.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه