رسائل مجهولة في مغلفات بيضاء، تلقاها بريطانيون على عناوين مكان إقامتهم، دعتهم إلى شنّ اعتداءات في يوم 3 أبريل المقبل على المسلمين ودور العبادة المتواجدة في نطاقهم.
أثارت الرسائل موجة من المخاوف في أنحاء متفرقة من البلاد، بينما فتحت شعبة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية تحقيقاً بشأنها بعد تداول عدد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية صوراً لخطابات مماثلة قالوا إنها وصلتهم.
وشهد العام الماضي في بريطانيا وتيرة متصاعدة في جرائم الكراهية ضد المسلمين، منها تفجير مسجد في شمال لندن، وحالات نزع حجاب السيدات وإلقاء أحماض حارقة (أسيد) على وجوههن.
وفي الفترة ما بين شهري أبريل ويونيو 2017، تصاعدت جرائم الكراهية في شبكة وسائل النقل العام حيث سُجّلت 822 جريمة، وهو ارتفاع بحوالي الربع مقارنة بالسنة الماضية.
ماذا احتوت الرسائل؟
"يوم عقاب المسلم"، عبارة افتتحت الخطاب الذي كُتب على ورقة من حجم A4، كانت داخل المغلفات التي دعت إلى مهاجمة المسلمين في شرقي لندن.
وجاء في نص الرسالة: "إنهم آذوك، لقد جعلوا أحباءك يعانون، تسببوا في الألم ووجع القلب، ماذا ستفعل إزاء ذلك، هل أنت (نعجة) مثل الغالبية العظمى من السكان، النعاج يتبعون الأوامر وبسهولة يُقادون، إنهم يجعلون الغالبية البيضاء من أمم أوروبا وأمريكا الشمالية يحكمون من قبل هؤلاء، الذين لا يرغبون في شيء سوى إيذاءنا وتحويل ديموقراطياتنا إلى حكم الشريعة.. أنت وحدك من يمكنه المساعدة في حصار وتطويق ذلك، أنت وحدك من لديه القوة، لا تكن نعجة".
وتضمنت الرسائل قائمة من البنود، تطرقت إلى ما يشبه نظام المكافآت بالنقاط للاعتداءات اللفظية ونزع الحجاب، وضرب المسلمين وتعذيبهم، إضافة إلى تفجير المساجد.
وتتراوح النقاط بين 10 و2500. من يهين مسلماً بشكل لفظي يحصل على الحدّ الأدنى من النقاط وهو 10، ومن ينزع غطاء رأس لإمرأة مُحجبة يحصل على 25 نقطة. أما في حالة رمي الأسيد على وجه مسلم فيحصل الشخص على 50 نقطة، وفي حالة تعذيب مسلم بالصاعق الكهربي فيحصل على 250 نقطة، في حين تُحتسب له 500 نقطة إذا أطلق النار عليه أو ضربه بسكين أو صدمه بسيارة.
و1000 نقطة تكون من نصيب من يقوم بتفجير مسجد، فيما كانت المكافأة الأكبر لمن يضرب مكة بالسلاح النووي، حينها يكون قد سجّل 2500 نقطة.
متى ظهرت الحملة؟
"Tell MAMA" ("قل للماما") منظمة بريطانية غير حكومية، معنيّة بتوثيق خطاب الكراهية وحالات التعدي على المسلمين، رصدت بدء توزيع الرسائل البريدية المجهولة منذ 9 مارس الماضي، في 6 مناطق على الأقل.
ووصفت المنظمة الحملة بـ"الخبيثة"، مُعتبرة أنها جزء من حملة أكبر لنشر الكراهية ضد المسلمين. وقالت إنها تدعو إلى يوم عنف ضد أبناء هذه الأقلية في بريطانيا.
كما أشارت المنظمة إلى أنها وثقت حملات تضمنت تهديدات مماثلة العام الماضي، من بينها حملة اسمها "اقتل مسلم"، التي استهدفت مساجد في مناطق في لندن والولايات المتحدة الأمريكية.
"إنهم آذوك، لقد جعلوا أحباءك يعانون، تسببوا في الألم ووجع القلب، ماذا ستفعل إزاء ذلك، هل أنت (نعجة) مثل الغالبية العظمى من السكان؟"، بعض ما جاء في الدعوة لـ"يوم عقاب المسلم"
"25 نقطة لمن ينزع غطاء رأس، 250 لمن يعذّب مسلم بالكهرباء، 500 نقطة إذا أطلق النار عليه أو ضربه بسكين و1000 نقطة لمن يفجّر مسجد"، نقاط تُحسب لمن يشارك في "يوم عقاب المسلم"
ودعت "Tell MAMA" البريطانيين إلى إرسال ما يصلهم من خطابات، مؤكدة أنها تتعاون مع الشرطة في هذا الأمر، بينما أشارت إلى أن السلطات لم تجد علاقة بين هذه الحملة ورسالة تهديدية وصلت إلى مسجد في مدينة مانشيستر نوفمبر الماضي.
ردود فعل على "بريد الكراهيّة"
وصف بريطانيون الحملة بأنها "مُرعبة ومُقرفة"، ومثلهم قال نواب في مجلس العموم إنها مثيرة للخوف.
وقالت ناز شاه، النائبة عن حزب العمال، إن العديد من ناخبيها تلقوا خطابات "بريد الكراهية" على أعتاب منازلهم.
وقالت إنها تواصلت مع الشرطة، التي يعتقد محققوها أنهم يتعاملون مع «سلسلة مترابطة من الجرائم"، مستدركة أنها محاولة فاشلة لبث الخوف فـ"نحن نقف جنباً إلى جنب، لأن لا شي سيقسمنا".
من جانبه، قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، ومقرّه جنيف، إنه يتابع بقلق كبير اتساع ظاهرة العنف المنظم ضد المسلمين في أوروبا، خصوصاً أنها بدأت تأخذ منحىً خطيراً عبر تحول الجريمة ضد المسلمين إلى جريمة منظمة، تقف خلفها مجموعات وهيئات تغذي الكراهية وتدفع الأموال لتشجيع ممارسة الجرائم ضد المسلمين.
واعتبر ذلك "تراجعاً مخيفاً ستكون له آثار كارثية على السلم المجتمعي في أوروبا إن لم تتخذ الحكومات موقفاً حاسماً وموحداً إزاء هذه الجرائم"، داعياً الشرطة البريطانية للتصرّف بشكل حاسم مع الجهات التي تقف خلف حملات التحريض على استهداف المسلمين في البلاد.
وكانت جرائم الكراهية ضد المسلمين تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة في بريطانيا وأوروبا بشكل عام، حيث سجلت مدينة لندن العام الماضي ارتفاعاً ملحوظاً في عدد هذه الجرائم بنسبة 40%، في حين أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن عدد الجرائم الموجهة ضد المسلمين ومساجدهم في ذات العام بلغت حوالي 950 هجومًا، حسب ما ذكر "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.