شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
آلان ديرشويتز ليس الأول... إسرائيليون كثر زاروا قطر في مناسبات تطبيع مختلفة

آلان ديرشويتز ليس الأول... إسرائيليون كثر زاروا قطر في مناسبات تطبيع مختلفة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 7 مارس 201803:54 م
أثارت زيارة المحاضر الأكاديمي الأمريكي آلان ديرشويتز لجامعة "نورث ويسترن" في قطر، قبل أيام، ردود فعل غاضبة بسبب دعمه لإسرائيل، وقام الطلاب خلال تقديمه محاضرة تحت عنوان "القانون والإعلام" بالاحتجاج على وجوده هاتفين "إن الصهاينة غير مرحّب بهم في قطر".
لم تكن هذه المرة الأولى لديرشويتز في قطر. في مقالة نشرها منتصف شهر يناير الماضي، قال إنه "عاد للتوّ من زيارة خاصة لقطر بعد دعوة رسميّة تلقاها". ورغم نظرته السلبيّة المسبقة عنها، كما أوضح، إلا أنه أكد أن ما رآه هناك كان إيجابياً وسمع من القطريين ملاحظات إيجابيّة عن إسرائيل، بينما شبّه الإمارة الصغيرة بإسرائيل الخليج. كما لم يكن ديرشويتز الأول الذي تستقبله قطر وهو على علاقة بإسرائيل، فهي استقبلت في السابق سياسيين ورياضيين وإعلاميين ومحاضرين إسرائيليين كثر.

العلاقات القطرية الإسرائيلية منذ العام 1996

تعود العلاقات الإسرائيلية القطرية إلى العام 1996، حين زار رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها شمعون بيريز، وبشكل علني، الدوحة لافتتاح مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي، بعد عام على وصول الأمير حمد بن خليفة إلى سدّة الحكم. ثم عاد بيريز ليزور قطر في العام 2007 حيث استقبله الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر حينها، وكان سبب الزيارة المشاركة في مناظرات مع طلاب بمبادرة من "مؤسسة قطر للتربية والعلوم والتنمية" التي تترأسها زوجة الأمير الشيخة موزة. وفي العام 2010، زار وزير الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر الدوحة للمشاركة في اجتماع اقتصادي دولي، وقبله كانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني زارت قطر في العام  2008 للمشاركة في منتدى الدوحة للديموقراطية والتطوير والتجارة الحرة. وكانت الصحف الإسرائيليّة تتحدّث بين فترة وأخرى عن لقاءات تجمع قيادات قطريّة بمسؤولين إسرائيليين. في العام 2007، ذكرت إحدى هذه الصحف أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التقت أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاتي على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وذكرت الصحيفة حينها أنّ اللقاء كان إيجابياً وأن الجانبين، الإسرائيلي والقطري، ناقشا أهمية وجود دول مثل قطر تنتهج الإسلام المعتدل. وفي العام 2008، نقلت الصحف الإسرائيلية أيضاً أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك التقى رئيس الوزراء القطري عبدالله بن خليفة آل ثاني، على هامش منتدى دافوس الإقتصادي في سويسرا، وأن اللقاء امتد لنصف ساعة ناقش خلالها الطرفان حصار غزة والوضع بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الجنديّ الإسرائيلي جلعاد شاليط. ومؤخراً، قال رئيس لجنة إعادة إعمار غزة في وازارة الخارجيّة القطريّة السفير محمد العمادي، في مقابلة مع "رويترز"، إنه زار إسرائيل 20 مرة منذ العام 2014، وإنّ الزيارات كانت سرية في السابق لكنها لم تعد على هذا النحو اليوم. وأضاف الدبلوماسي القطري أن قطر تساعد إسرائيل على تجنب حرب أخرى في غزة بتحويل أموال إغاثة للفلسطينيين الفقراء بمباركة من واشنطن، واصفاً التعاون بأنه دليل على نأي الدوحة بنفسها عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
العلاقات القطرية الإسرائيلية بدأت مع زيارة شمعون بيريز الدوحة عام 1996، واستمرت بأشكال مختلفة
سياسيون ورياضيون وإعلاميون ومحاضرون إسرائيليون كثر زاروا الدوحة أو التقوا بمسؤولين قطريين
وقال العمادي، في مقابلة أخرى لوكالة "أسوشيتد برس": "عندما تريد العمل في غزّة، يتعيّن عليك المرور بالإسرائيليّين". يُشار هنا إلى أنّ وثائق ويكيليكس كشفت أن الاتصالات الهاتفية بين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لم تنقطع طوال أيام الحرب على غزة.

تطبيع رياضي

في العام 2009، وقبل فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022، أعلنت بأنها ستسمح للفرق الإسرائيلية بالدخول إلى أراضيها، لكنّ هذه الفرق لم تنتظر العام 2022 لدخول الدوحة، إذ شارك منتخب كرة الطائرة الإسرائيلية في جولة قطر العالمية المفتوحة للكرة الشاطئية العام 2016 ودخل اللاعبان الإسرائيليان شون فايغا وأريئيل هيلمان الدوحة عبر مطارها بعد حصولهما على تأشيرة دخول. ومؤخراً، استضافت قطر اللاعب الإسرائيلي دودي سيلا في بطولة كرة المضرب "التنس"، ممّا أثار ردود فعل غاضبة، وجاءت هذه الإستضافة بعدما أعلنت صحف إسرائيلية الشهر الماضي مشاركة فريق كرة اليد من المدرسة الثانوية "كتسير الإسرائيلية" في بطولة العالم المدرسية لكرة اليد التي تستضيفها الدوحة.

تطبيع إعلامي

كما يوجه البعض أصابع الاتهام لقطر بالتطبيع الإعلامي عبر استقبال صحافيين إسرائيليين أو استضافة مسؤولين إسرائيليين على شاشات تابعة للدوحة. وهذا ما حصل بداية هذا الشهر حين أثارت إطلالة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في برنامج "الاتّجاه المعاكس" على شاشة الجزيرة، الإنتقادات.  ووصف بعض المنتقدين هذه الإستضافة بأنها "استفزاز وتلميع وتطبيع إعلامي مع الكيان الصهيوني". وبعد الحصار المفروض على الدوحة من قبل الدول الخليجيّة،  أعدّت مراسلة "يديعوت أحرونوت" أورلي ازولاي كاتص، تقريرا من العاصمة حول الوضع الإقتصادي، مؤكدة أنّها الإسرائيلية جالت على أنحاء الدوحة ومرافقها وأجرت أحاديث مع قطريين ومقيمين. وقبلها قال صحافي إسرائيلي يُدعى أنريكه تسيمرمان إنه زار الدوحة حيث أعد تقريرا عن الأوضاع هناك، موضحاً أنها لم تكن زيارته الأولى بل الثامنة للعاصمة القطرية.

تبادل تجاري محدود

على الرغم من أنّ حجم التبادل التجاري بين قطر وإسرائيل ليس كبيراً، إلّا أنه يدخل في إطار التطبيع. وبلغت  الصادرات الإسرائيلية إلى قطر 509 آلاف دولار أمريكي عام 2012، بعدما كانت 598 ألف دولار أمريكي عام 2008. وبلغت واردات إسرائيل من قطر 353 ألف دولار أمريكي عام 2013 (2،141،000 دولار أمريكي عام 2008) حسب الجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي. وتشمل الصادرات الإسرائيلية إلى قطر الآلات والمعدات الحاسوبية والأدوات الطبية، أمّا وارداتها فتقوم  على البلاستيك بشكل أساسي. ويرى الخبراء أنّ العلاقات القطرية الإسرائيلية مهمة إستراتيجياً واقتصادياً لأنها تساعد في تمتين العلاقة مع الغرب بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى موضوع الغاز القطري.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image