شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
هل يصل عمّار نجّار إلى الكونغرس... ولماذا تهاجمه إسرائيل؟

هل يصل عمّار نجّار إلى الكونغرس... ولماذا تهاجمه إسرائيل؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 9 مارس 201805:25 م
يسعى لأن يكون أوّل عضو في الكونغرس من أصول عربيّة - لاتينية، وأصغرهم كونه لم يتجاوز الـ28 من العمر. إنّه المرشح عمّار كامبا نجّار الذي يخوض سباق المنافسة على مقعد في الكونغرس الأمريكي، في ظلّ هجوم كبير يتعرّض له نظراً لأصوله الفلسطينيّة وتاريخ عائلته.

من هو هذا الشاب؟

وُلد نجّار في مدينة سان دييغو الأمريكية لأم مكسيكية كاثوليكية وأب فلسطيني مسلم هو ابن محمد يوسف النجّار، القيادي الفلسطيني المعروف بـ"أبو يوسف". انتقلت عائلته لاحقاً للعيش في غزة، وبقيت هناك لـ 4 سنوات حيث اختبر نجّار الحرب بنفسه، كما يقول، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة قبل وقوع أحداث 11 سبتمبر بفترة قصيرة. يعتبر نجّار أنّ ما شاهده من حروب جعله يعرف "إلى أي مدى يمكن أن يكون الناس مدمّرين تحت اسم اختلافاتهم الإيديولوجية"، مضيفاً "ولكنني أرى أيضاً كيف يمكن أن يكون الناس محترمين عندما يتوحّدون انطلاقاً من إنسانيتهم المشتركة". وعندما يتحدّث عن فترة وجوده في غزة يقول نجّار: "أتذكر يوم مات محمد الدرّة وماذا حصل بعده، أتذكّر الانتفاضة وكنت أسأل لما تركني الله على قيد الحياة وأناس وأطفال كمحمد الدرّة ماتوا (...)، كان لا بدّ أن أعيش لأقول القصة، القصّة الأمريكيّة".
يخوض عمّار نجّار سباق المنافسة على مقعد في الكونغرس الأمريكي، في ظلّ هجوم إسرائيلي عليه
هو حفيد أحد المتهمين بالتخطيط لعملية ميونخ، لكنه يقول عنها "لن أكون قادراً على الفهم أو التغاضي"
يحرص نجّار على تبني خطاب منفتح على إسرائيل، ويؤكد أنّ العنف لا يؤدي إلى حلّ

السباق في وجه الجمهوريين

يخوض نجّار سباق المنافسة على مقعد في الكونغرس الأمريكي بعدما حصل على دعم 97% من المندوبين المحليين، ما أهّله للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في المقاطعة الخمسين في كاليفورنيا. ويُنافس صاحب الأصول العربية - اللاتينيّة المرشّح الجمهوري دانكان هانتر الذي يترأس المقعد لكنه يخضع لحملة استجوابات حول إساءة التعامل مع أموال دعم حملته. يعرف نجّار أنّ السباق صعب في مقاطعة لطالما سيطر عليها الجمهوريون، ولكنه يرى أنه يملك فرصة للفوز عبر طرح برنامج انتخابي يُركّز على فرص العمل والرعاية الصحية والتغيير المناخي والاهتمام بأمور المهاجرين. ويراهن كذلك على الأمريكييّن من أصول عربية ولاتينيّة، إذ يقول إن 36% من الناس الذين يسكنون في سانتياغو هم من أصول لاتينية بالإضافة إلى 15% منهم من أصول عربيّة.
وكان نجّار قد عمل، بعد عودته إلى أمريكا، كحارس في كنيسة محلية، ثم انضم لبرنامج قيادي شبابي، وعندما تخرّج من جامعة سان دييغو التحق بحملة إعادة انتخاب باراك أوباما، وتحديداً في برنامج "أوباما كير" الصحي، وفي وزارة العمل، كما اهتم بعدد من الملفات والقضايا مع فريق أوباما آنذاك.
/   وفي حين أكّد نجّار أنّ عائلته لديها مخاوف من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال إنه التقى ترامب وفريقه، ومعلناً استعداده للعمل مع ترامب حتى يبرهن "أن المهاجرين من الشرق الأوسط والمكسيك مواطنون أمريكيون، وكل ما يقومون به يفيد الاقتصاد الأمريكي".

كيف ينظر نجّار إلى تاريخ جدّه والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي؟

يواجه عمّار حملة كبيرة من الصحف الإسرائيليّة، باعتباره حفيد أحد المتهمين بالتخطيط لعمليّة ميونخ (عام 1972) محمد يوسف النجّار، حين اجرى اقتحام مقر البعثة الرياضية الإسرائيلية في القرية الأولمبية في ميونيخ، واحتجاز رهائن إسرائيلية. وبعد سنة من تنفيذ هذه العملية، تمّت تصفية نجّار الجدّ وزوجته في منزلهما في شارع فردان في منطقة بيروت، في عملية وُجهت فيها أصابع الاتهام إلى جهاز الموساد الإسرائيلي. يردّ نجّار على من يربط حاضره بتاريخ جدّه بالقول: "من أجل الضحايا، آمل أن لا يتم تسييس هذه المأساة. وإذا كان لا بدّ من إعادة فتح هذه الجراح القديمة، أصلّي إلى ربي ألا يذهب ألم الضحايا الذي لا يوصف هباء. أصلّي أن يكون من أجل أن نرى السلام الأولويّة في جيلي من الفلسطينينن والإسرائيليين وكل البشرية".

وفي حديث نقلته صحيفة "سانتياغو تربيون"، يقول نجّار مندداً بما قام به جده وبدوافعه:"لن أكون قادراً على الفهم أو التغاضي" مضيفاً "لا تبرير لقتل الأبرياء".

 وفيما خصّ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، يحرص نجّار على تبني خطاب منفتح على الطرفين، مع التأكيد على أنّ العنف لا يؤدي إلى حل وهناك ضرورة للتوصل إلى سلام دائم.

ويعتبر، في هذا الإطار، أن الفلسطينيين والإسرائيليين خسروا الكثير على مرّ السنين من سفك الدماء، لذلك "أنا ملتزم طيلة حياتي بالمساعدة في إيجاد سلام دائم"، حسب نجّار.

ويضيف "في النهاية سيتم التوصل إلى اتفاق سلام لا يريده الطرفان. ولكننا كلنا نحتاجه. على إسرائيل أن تقبل بمخالفاتها كدولة ذات سيادة وعليها أن تقبل حق الفليسطينيين في تقرير المصير والإستقلال والمساواة. وسيتعين على الفلسطينيين أيضا التخلي عن العنف والتعصب، والإعتراف بجيرانهم اليهود، وقبول الحقائق جديدة".

وعند الحديث عن والده، يقول نجّار، في مقال كتبه لـ"nbc news": "والدي ياسر نجّار رأى والديه يُقتلان أمامه عندما كان في الحادية عشرة من عمره. يتيم محروم انتقل بين مصر ولبنان والمغرب بحثاً عن وطن جديد. وعندما بلغ الثامنة عشرة من العمر وجد نفسه عند مفترق طرق حرج، إمّا أن يبقى يبحث عن ملجأ في الشرق الأوسط أو ينتقل إلى أمريكا". ويتابع "اختار والدي أمريكا التي اختارته بدورها. اليوم والدي ملتزم بالقانون، يدفع الضرائب، هو مسلم أمريكي كرّس حياته لتعزيز السلام بين الإسرائيلين والفلسطينين. ألمه تحوّل إلى هدف يلخّص بتحويل العالم إلى مكان أفضل للأطفال". بعيداً من السياسة وأصوله العربية - اللاتينية يملك نجّار كاريزما لافتة، إذ أنّه بالإضافة إلى إتقانه اللغات الإسبانية والعربية والإنكليزيّة واهتماماته الموسيقية، يحظى شكل نجّار وجسمه الرياضي باهتمام متابعين، حتى بلغ الأمر بالبعض إلى سؤاله عن السرّ وراء ذلك، ليجيب أنّ "المهم ما يوجد في العقل والقلب".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image