شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
سافروا إلى 9 بلدان وتذوّقوا أطباقها من دون مغادرة القاهرة

سافروا إلى 9 بلدان وتذوّقوا أطباقها من دون مغادرة القاهرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رود تريب

الثلاثاء 20 مارس 201803:22 م
إذا كان العالم قرية كونية صغيرة وبإمكانكم أن تتحدثوا مع من تشاؤون من خلال ضغط بضعة أزرار، أو مشاهدة ما تريدونه فقط من خلال فيديو صغير، فبمقدوركم أيضًا أن تذهبوا إلى مطبخ هندي بـ3 جنيهات، أو أن تتناولوا غداءكم بعد 10 دقائق من مغادرتكم إحدى محطات مترو القاهرة، وتذوق أطباق عالمية في أجواء خاصة بكل بلد، وكأنكم سافرتم إلى دولة أخرى لكن من دون الحاجة إلى حجز رحلة الطائرة والفندق. ربما لا تستطيعون السفر اليوم إلى الهند أو أميركا أو اليمن أو سويسرا، لاكتشاف الحضارات من خلال طعامها، ومن قال إنها مشكلة؟

زوروا الهند

يمكن أن تتناولوا غداءكم في الهند من دون السفر 6 ساعات. فكرة راودت رجل الاعمال محمود مهنا، صاحب مطعم« India Gate Restaurant» المتخصص في الأكل الهندي. يقول مهنا لرصيف22 "لم تكن الفكرة مجرد مطعم غربي يقدم المأكولات فقط، تلك نظرة باتت قديمة، فالمسلسلات الهندية التي تلقى إقبالًا من المصريين جعلت أحلامهم أكبر من مجرد "أكلة". لذلك فإن المطعم هندي 100%، بداية من الفيلة في الديكور، وصولًا إلى الأغاني وشاشات العرض التي لا تعرض سوى أفلام «بوليوود»، وأخيرًا فرقة هندية للرقص مع وجود شيف هندي لطهو الطعام الحار، بجانب الحلوى التي هي أيضًا هندية. "هكذا تم توفير المناخ الكامل لتشعروا أنكم انعزلتم عن كل شيء وأصبحتم في قلب الهند فعلياً"، يضيف مهنا. لم يكن الإقبال في أي يوم ضعيفًا منذ افتتاح المطعم بل يزداد مع الأيام، هكذا يؤكد صاحب المطعم الذي يوضح أن الإقبال أكثر للشباب الذين ينقسمون لنوعين في رأيه، إما حبهم للطعام الهندي أو حبهم للتجربة في مناخ مختلف. وفي الحالتين يحصلان على ما يريدانه من متعة، خاصةً أن الأسعار عادية والأطباق متنوعة.

إيطاليا

في عُرف مطاعم القاهرة، فإن الفرق بين الهند وإيطاليا فقط 45 دقيقة، ستحتاجونها حين تتركون المطعم الهندي في مدينة 6 أكتوبر لتذهبوا إلى «tutti matti» أحد المطاعم على الطريقة الإيطالية في منطقة المعادي، وتجلسوا في ديكور أشبه بالحارة الإيطالية تماماً، من كراسي على الجانبين في ممر ضيق تدخلونه من خلال نصف دائرة تظلل عليكم بعض الأشجار. هذا «المود» الإيطالي ليس إلا بداية، لما هو لاحق من موسيقى إيطالية وأسماء على شاكلة "Tutti Pan" أو “Lasagna” و”Arancini”، وهو ما يتطلب في نهاية الأمر أن يكون الحاضر على دراية كاملة بالأكل الإيطالي، وأشهر تلك الأطباق، خاصةً أن المطعم لا يقدم غيرها، هو يعرف نفسه لمن يريد السفر إلى إيطاليا فقط. الشيف «بحراوي» الذي يعمل في هذا المطعم، يقول لرصيف22 إنه تنقل بين أكثر من مكان متخصص في المطعم الإيطالي وإن كان  «tutti matti» هو الوحيد الذي أضاف الديكور والأغاني، لافتًا إلى أنه عمل لمدة عام في إيطاليا ولا يوجد أي اختلاف، فالطعام أولًا واخيرًا يخضع للمعايير التي يتم طهوه بها، ومن يستطيع فعل كل شيء بدقة ينجح، وما يميز مكان عن آخر هو مدى إبداع الشيف في وضع لمسته على الطعام. ويضيف «بحراوي» أن المصريين شعب يحب الأكل وهم بعيدون عن بلده شرط أن يكون طيبًا، هم يجربونه، فإن أعجبهم أدمنوه وإن نفروا منه فلن يقتربوا منه مرة اخرى، لكن الميزة في تلك المطاعم التي استحدثت موضة ألا يقتصر الأمر على طعام فقط، بل كل التفاصيل الأخرى التي يمكن أن تروها في الخارج، والتي تجذب عددًا من الأجانب الذين يجدون في تلك الأماكن ما اعتادوه. لذلك فإن المطعم يوميًا يستقبل إيطاليين يعيشون في القاهرة بل ويبدون إعجابهم بالطعام الذين وصفوه بأنه يتمتع بالمذاق نفسه الذي يتمتع به طعام بلادهم.

الولايات المتحدة الأمريكية

لن يستغرق الأمر 10 دقائق إن أردتم تناول إفطار أو غداء على الطريقة الأمريكية، أو ربما قرأتم كثيرًا عن  «Tex-Mex» أشهر الأطباق في ولاية تكساس الأمريكية وترغبون في تجربتها، ففي مطعم «Union Lounge» ستنتقلون إلى نيويورك لتجلسوا في مطعم موسيقاه «Jazz» و«Blues»  بجانب ديكورات لا تختلف كثيرًا عن الطقس الأمريكي. العاملون الذين لا يتحدثون إلا باللغة الإنجليزية، وهذا أحد شروط العمل في هذا المطعم الأمريكي، لا يوفرون فقط الطعام أو المشروبات بل الكتب أيضًا التي تتناول التاريخ الأمريكي، مما دفع «نجوى» إلى الذهاب أسبوعيًا لتناول الغداء وتتصفح بعض الكتب الأمريكية لتقوية لغتها، كما تقول.

الصين

الانتقال إلى الصين لن يكون صعبًا داخل القاهرة، بل يمكن زيارتها في أكثر من منطقة شرط أن يوجد فيها أحد فروع سلسلة مطاعم «بكين»، التي تعتبر نفسها امتدادًا للسفارة الصينية، كما تعبّر عن نفسها من خلال ملصقات المطعم. ولأنها تتبع «التنين الأحمر» فليس غريبًا أن يكون كل فروع تلك السلسلة على شكل كوخ صيني كلاسيكي، وعلى جدرانها نقوش صينية مع أنوار هادئة وموسيقى «البلوز»، بالإضافة إلى بعض الملابس الصينية المجهزة للزبائن إذا هم رغبوا في التقاط صور تذكارية لهم بالزي التقليدي للصين. كل ذلك هو ما دفع «محمود» إلى اصطحاب زوجته وابنه البالغ من العمر 5 سنوات للاستمتاع بالأجواء الصينية التي يرغب ابنه في زيارتها، ونظرًا لأن ثمن التذكرة يتخطى الـ7 آلاف جنيه، رأى أنه الأفضل زيارة تلك المطاعم التي لن تُكلف في أفضل الأحوال أكثر من 300 جنيه كما هو الحال في مطاعم «بكين".

فرنسا

لن تتوفر لكم إمكانية السفر إلى فرنسا في مطعم «لو باليه- Le Palais» فقط ، بل  سيمكنكم أيضًا السفر عبر الزمن، فالمطعم مصمم بطريقة أشبه بقصر قديم ذي ديكورات كلاسيكية وبيانو يتم العزف عليه، أما الطاولة فهي مستديرة على الطراز الأوروبي. لن تنتهي الدهشة عند ذلك الحد، إذ صحيح أن من يريد عيش التجربة عليه الإلمام ببعض أسماء الأطباق بالطريقة الفرنسية التي يُكتب بها الـmenu مع شرح بالعربية، لكن طريقة تعامل من يقدمون الطعام ترسخ إحساس الجلوس في باريس، بداية من ارتداء البدلة الكاملة وعلى الطريقة الفرنسية الحديثة قليلًا والابتسامة الوقورة، لذلك كما يقول مندور السيد، أحد العاملين في هذا المطعم، فإن رواده من الأسر وبعض كبار السن الذين يفضلون الهدوء والطقس الذي يعود لستينيات القرن الماضي.

سويسرا

القائمة تضم أيضًا الباحثين عن زيارة المطاعم السويسرية كما هو الحل في مطعم «لو شانتيللي – Le Chantilly»  الذي يعتمد الطريقة السويسرية بشكله المعماري القريب إلى القصور الحديثة وصولًا إلى مقدمي الطعام بالزي الرسمي، والعزف على آلة الكمان من خلال فرقة مخصصة من أجل الترفيه عن الزائرين، وإضاءة خافتة ذات مفعول سحري لدى الكثيرين، أما أهم ما يميز هذا المطعم فهو الحلوى، خاصةً «آيس كريم الفراولة» والـ Coupe Wafer Fraise.

سوريا

القاهرة تقول إن السفر لن يكون فقط لدول أوروبية، فإذا كنتم من محبّي الأكل الشامي والحلبي يكفي أن تتجهوا لمدينة 6 أكتوبر، حيث مطعم «ليال الشام» الذي يعد قطعة من دمشق، بداية من الطعام الملآن بالبهارات السورية والمقرمشات التي يُعرف بها أهل الشام، وصولًا إلى الأغاني التقليدية مع القليل من الفيروزية، التي لا تنقطع ليلاً نهارًا كجزء من «استايل» هذا المطعم. وبالإضافة إلى هذا الطقس كما يقول «حسان» الذي ترك سوريا منذ 2012 لرصيف22 إن الإقبال على المطعم السوري كبير، وإن كان يؤكد أن سبب تصميم المطعم على التراث السوري هو كثرة السوريين المقيمين بمدينة السادس من اكتوبر ولم يكن الأمر مخصصًا منذ البداية للمصريين.

العراق

وبجوار «ليال الشام»، هناك مطعم «أبو حسين العراقي»، الذي يعتمد في مطعمه على التراث العراقي من الأرائك والطاولات، إضافة إلى العراقيين الذين يعملون داخله. يقول عنهم سيد مراد، الذي سافر إلى العراق في تسعينيات القرن الماضي، إنه يكفي «لكنتهم» وكلماتهم الترحيبية التي تذكره بأيام جميلة، إضافة إلى الطعام العراقي المعروف بدسمه والذي أصبح نادراً في الأيام الحالية.

اليمن

سنختم قائمتنا لليوم مع اليمن التي باتت زيارتها صعبة، لكن مطاعمها في القاهرة لا تختلف كثيرًا مطاعمها عن صنعاء، من ناحية الأكل اليمني مثل «المندي أو الزبيان» أو حتى من ناحية الديكور. فمطعم "باب اليمن" الذي يملك عدة فروع في بعض الدول العربية، يعتمد في شكله على الأصل اليمني من الجلوس على الأرض في أماكن ذات أبواب تغلق على من يتناولون الطعم في الداخل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image