إنها لحظة الاختلال مع الذات، لحظة الوقوف في بقعة صغيرة والبدء بالغناء، اللحظة التي يتحول فيها الدوش إلى "مايكروفون" والصابون والليفة والشامبو إلى جمهور، والماء إلى كورس.
منهم من يطالع، ومنهم من يرقص، وآخرون يأكلون الليمون ويمضغون العلكة، عادات كثيرة نقوم بها "تحت الدوش"، بعضها غريب وبعضها الأخر مضحك إلا أنها تجعل تجربة الاستحمام ألذ.
اللعب بالفقاعات
منذ طفولتنا يحرص أهلنا على "إقناعنا" بلذة الاستحمام، وأمام إصرارنا يسمحون لنا بإدخال ألعابنا التي تشاركنا في "البانيو". via GIPHY نكبر، ولكن المرح تحت الدوش يرافقنا ويبقى اللعب بالماء من الأمور التي تشعرنا بالسعادة والفرح، فنصنع مثلاً الفقاعات الملونة التي تساعد الجسم على الاسترخاء وإبقاء البشرة ناعمة ومنعشة. كما يحاول بعض الأشخاص اكتشاف الجانب الفني من شخصيتهم من خلال الرسم بالماء والصابون على الجدران والزجاج.المطالعة الكيميائية
لا يخفي بعض الأشخاص عشقهم للقراءة حتى تحت الدوش، فهم يقومون مثلاً بوضع البلسم على شعرهم لتغذيته وأثناء عملية انتظار تغلغل البلسم يلتقطون أي مستحضر موجود أمامهم: الشامبو، البلسم، الكريم المرطب، ويقرأون المكونات وطريقة الاستخدام والإرشادات، مراراً وتكراراً. للقراءة تحت الماء، كشفت شركة أمازون عن قارئ إلكتروني يحمل اسم "kindle oasis” يتميز بشاشته الكبيرة وخفته ومعايير مميزة لمقاومة المياه، مما يسهل على الأفراد إمكانية قراءة ومتابعة آخر الأخبار والمستجدات الشيّقة أثناء الاستحمام من دون الاضطرار إلى قراءة غلاف الشامبو وغيره من المستحضرات.ممارسة الشراهة مع برتقالة
قد تبدو الفكرة غريبة، إلا أن التهام البرتقال تحت الدوش بات أحد أنواع العلاجات النفسية. وقد انتشرت هذه الصيحة الغريبة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما أفصح موقع "ريديت" عن أهمية الاستحمام الصباحي مع البرتقال. via GIPHY وكان شاب تحدث على "ريديت" عن تجربته مع البرتقال تحت الدوش والشعور بالتحرر، ناصحاً الجميع: "انزعوا قشرة البرتقالة الطازجة، واتركوا العصير ينساب على جسمكم، ولا تقلقوا بشأن يديكم اللزجتين. اصنعوا ثقباً في منتصف البرتقالة، وأقضموها بشراسة كما لو أنكم لم تأكلوا طعاماً منذ أسبوع. نعم هذا الفعل هو الأكثر شهوانية وعنفاً وتحريراً قد يفعله أي إنسان". وأثنت صحيفة "الميرور" البريطانية على التجربة اللذيذة التي يختبرها المرء أثناء التهام البرتقال بشراهة عند الاستحمام من دون التفكير بالفوضى العارمة.حركات راقصة
يحول بعض الأشخاص أرض الحمام الى حلبة رقص، فيشعرون وكأنهم في ملهى ليلي، وبهدف جعل التجربة أمتع يصطحبون "المذياع" أو يكتفون بالغناء على طريقة "السولو". ومن الابتكارات التي قد تضفي أجواء ممتعة "تحت الدوش"، سوّقت شركات عدة لأجهزة قادرة على بث الموسيقى أثناء الاستحمام، على غرار "دوش موكسي" الذي يبث الموسيقى من الدوش نفسه، تخيلوا.التخيّل والإبداع واللمبة
قد يتسمر البعض تحت الدوش من دون حراك إذ تجعلهم المياه المتدفقة يبحرون في عالم جميل من نسج خيالهم، فيتخيلون الحبيب/ة ويخلقون سيناريوهات رومانسية أو يحلمون بمنصب رفيع، وزيادة على الراتب، وقيادة سيارة جديدة، واكتشاف فكرة مبدعة... فيمر الوقت من دون أن يشعروا، ثم يتفقدهم أحد فتتبخر أحلامهم ويستعيدون صوابهم. via GIPHY ومعلوم أن للإبداع سبباً علمياً، فقد أظهرت دراسة قام بها عالم أميركي أن 72% من الأشخاص يخرجون بأفكار مبتكرة ومبدعة أثناء الاستحمام، ويوضح الباحث سكوت كوفمان أن الاسترخاء والاختلاء بالذات وعدم حكم الآخرين، كلها أمور تفتح المجال أمام العقل لكي يبدع".تنظيف الأسنان ربما؟
يشعر بعض الناس بالضغط جراء الأمور والمهمات العديدة التي يتعين عليهم القيام بها، لذا بهدف كسب الوقت يقوم البعض منهم بتنظيف أسنانهم تحت الدوش. ينصحكم موقع "ساوث إيست" بتنظيف أسنانكم أثناء الاستحمام إنما بشرط الحرص على أن تجري عملية التنظيف على مهل. كما يؤكد موقع "باثروم سيتي" أن تنظيف الأسنان تحت الماء يوفر لكم الكثير من الوقت، إلا أنه ينصحكم بعدم وضع الفرشاة لوقت طويل قرب حوض الاستحمام لأن البيئة الحارة والرطبة قد تسبب البكتيريا.الحلاقة الساخنة
via GIPHY لا يحظى بعض الأشخاص بفرصة التمتع بوقت كاف للحلاقة قبل التوجه الى العمل، وبهدف تبسيط "روتينهم اليومي" يلجؤون الى حلاقة ذقنهم أثناء الإستحمام وهو أمر يوفر لهم الوقت إضافة الى أن الحلاقة تحت الدوش تعتبر أسهل من الحلاقة العادية خاصة وأن الماء الساخن يساعد على جعل مسامات البشرة مفتوحة مما يحد من تهيج الجلد.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...