شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
نصيحة مختلفة هذه المرة: احذروا الإفراط في ممارسة الرياضة

نصيحة مختلفة هذه المرة: احذروا الإفراط في ممارسة الرياضة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 22 ديسمبر 201705:39 ص
لا شك في أن التمارين الرياضية مفيدة للجميع، فهي تحمي من أمراض عدة، وتضمن لكم حياة صحية ونشاطاً دائماً. لكن، هل من أضرار لها؟ بالتأكيد، لا أضرار للتمارين الرياضية المعتدلة، إلا لو اعتبرنا أن بعض الإصابات الوارد حدوثها أثناء إجراء بعض التمارين هي أضرار لممارسة الرياضة. لكن، هل يمكن اعتبار الحكمة التي ترى أن "الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده"، سليمة حتى في ممارسة التمارين الرياضية؟ يرى العلم أن الإفراط في ممارسة الرياضة بصورة تفوق المعدل الطبيعي الآمن، له أضرار كثيرة، وليس في مصلحتكم على الإطلاق.

ما الذي يحدث للنظر عند الإفراط في التمارين؟

بحسب دراسة حديثة عمل عليها باحثون كوريون، فإن النشاط البدني الزائد عن الحد قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الضمور البقعي للشبكية (وهو نوع من أنواع العمى).

بحسب دراسة حديثة فإن النشاط البدني الزائد عن الحد قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الضمور البقعي للشبكية (وهو نوع من أنواع العمى).

ووفق طبيب العيون المصري سامح عطية، فإن الضمور البقعي للشبكية يعد أحد أنواع مرض ضمور الجزء المركزي في شبكية العين، وهو مرتبط بصفة عامة بتقدم العمر. ويضيف لرصيف22، أن المرض يتسبب في حدوث تأكّل المنطقة المركزية في العين المسؤولة عن وضوح الرؤية، ما يصعب على كبار السن ممارسة الأعمال اليومية العادية مثل قيادة المركبات والقراءة والخياطة وغيرها من النشاطات التي يقوم بها الشباب بشكل عادي. وتابع الباحثون الذين عملوا على هذه الدراسة، النشاطَ البدني لحوالى 212 ألف رجل وامرأة تراوحت أعمارهم بين 45 و79 سنة في الفترة من 2002 وحتى 2003، ثم تتبعوا تشخيص تدهور النظر لديهم في الفترة من 2009 وحتى 2013. وثق الباحثون تدهوراً تدريجيّاً في المنطقة المركزية لشبكية العين لدى الرجال الذين كانوا يمارسون رياضة بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي ساهم في إصابتهم بفقدان البصر مع تقدمهم في السن. وتوصلوا أيضاً إلى أن الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية بمعدل خمسة أيام أو أكثر أسبوعياً، يزيد خطر الإصابة بالضمور البقعي للشبكية لدى الرجال بنسبة 54 في المئة. ترى الدراسة العلمية أن ممارسة الرياضة المفرطة قد تؤثر أيضاً في الأوعية الدموية الحساسة التي تحيط بشبكية العين.

تعاملوا مع التمارين الرياضية بحكمة

"عليكم أن تدركوا أن الرياضة خلقت لتمارس بشكل متوازن"، يقول لرصيف22 المدرب الرياضي أحمد المصري، مؤكداً أنه كثيراً ما يقابل في الصالة الرياضية التي يديرها، أشخاصاً "يدمنون الرياضة". يعتبر المصري أن هذا الأمر من أبرز سلبيات ممارسة الرياضة على البعض، فهم يظنون أن الإفراط في التمارين يؤدي إلى نتائج أسرع وأفضل لشكل أجسادهم ولصحتهم، لكن بالتأكيد هذا خطأ. ويرى أن الرياضة كأي شيء في حياتنا تحتاج إلى أن نتعامل معها بالعقل والحكمة، فهي نشاط ليس لليوم كله، بل لجزء بسيط منه. ويضيف أن هناك أضراراً عدة تواجه من يمارس التمارين بإفراط شديد داخل الصالات الرياضية، أبرزها آلام المفاصل والعضلات، إلى جانب الشعور بالضيق والتوتر والاكتئاب. ينصح المصري كل من يريد أن يدخل عالم الرياضة بأن يبدأ الأمر بتمارين بسيطة وتدريجية، مثل السير يومياً بمعدل نصف ساعة، ثم زيادة الأمر تباعاً، بعد ذلك من الممكن ممارسة الجري بالتدريج. ويرى أن التدريب يومياً في الصالة الرياضية لمدة ساعة على مدى ثلاثة أيام أسبوعياً، لن يضر الإنسان ما دامت التمارين تحدث بالتدريج وتحت إشراف مدرب مختصّ.

الرياضة والقلب... الأضرار والفوائد

ترى دراسة علمية صدرت عام 2015، أن الرياضة المعتدلة تفيد القلب بشكل كبير، وأن من يمارسون تمارينها بشكل معتدل ومنتظم تقل لديهم فرص الإصابة بالقلب والأوعية الدموية بنسبة قد تصل إلى 50 في المئة. وتؤكد أيضاً أن الانتظام في ممارسة الرياضة يطيل العمر، ويقلل خطر الإصابة ببعض الأورام الخبيثة، كما يمنع الإصابة بمرض الخرف لدى كبار السن ويعد مضاداً حقيقياً للاكتئاب. لكن، بحسب الدراسة، فإن فوائد الرياضة تُكتسب فقط عند ممارستها بشكل معتدل، أما الإفراط في التمارين فيؤدي بحسب الدراسة العلمية نفسها إلى مشكلات عدة في القلب والأوعية الدموية. تحذر هذه الدراسة من أن التمارين الرياضية الشديدة لأنها تؤدي إلى مشكلات تتسبب في عدم انتظام ضربات القلب، وهو ما يؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض عدة في القلب. وترى أن ممارسة الرياضة الخفيفة والمعتدلة مثل السير يمكن أن تكون أكثر فائدة من الرياضة الشاقة، وأن السير السريع يعد الرياضة الأمثل للصحة. وتعتبر أن مدة ممارسة الرياضة السليمة والموصى بها هي 150 دقيقة في الأسبوع.

أخيراً

مارسوا الرياضة، فهي مفيدة من دون شك، لكن احذروا كل الحذر من الإفراط في الأمر.  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image