فريدة عثمان، سباحة مصرية وصلت للعالمية وهي لم تتخطى الـ20.
فازت بذهبية البطولة الأفريقية 50 متراً/ سباحة فراشة، محققة رقماً قياسياً (27.28 ثانية) وفضيتين و3 برونزيات في الدار البيضاء بالمغرب 2010.
حطمت الرقم القياسي العالمي للناشئين في بطولة العالم في ليما - ببيرو 2011، محققة 26.69 ثانية في مسابقة الـ50 متراً/ سباحة فراشة.
وعلى المستوى القاري، فازت فريدة في دورة الألعاب الأفريقية 2011 بذهبية الـ50 متراً/ سباحة حرة، محققة رقماً قياسياً في البطولة بـ27.08 ثانية. وحديثاً، حصلت فريدة على جائزة أفضل رياضية في أفريقيا في تشرين الثاني (نوفمبر)الجاري.
تخبرنا فريدة بالصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها وتخطّيها حواجز وضعت لمنع الفتيات من ممارسة ألعاب رياضة وكسرها عادات وتقاليد من شأنها ترسيخ أفكار نمطية عن حدود قدرات الفتاة العربية، وحققت ميدالية برونزية في بطولة العالم في المجر أغسطس الماضي.
كما أن ثقافة بعض الدول العربية لا تتيح للفتيات دخول عالم الرياضة بشكل عام، والألعاب الفردية بشكل خاص، وإذا احترفت أي فتاة لعبة رياضية واجهتها صعوبات وعراقيل جمّة. في مصر، كنت أنظم كل شيء، من دراسة ورياضة واجتماعية وجسدية، كنت أجد صعوبة في تنظيم كل شيء، إضافة إلى تغيير مدرب كل 3 أو 4 أشهر وهو ما أثر فيّ سلباً، لكنني تجاوزته واستطعت تحقيق أرقام قياسية في وقت قصير. مثلاً، حصدت ذهبية مسابقات (50 و100 متر) سباحة حرة وفراشة في المشاركة الأولى في البطولات المصرية، ثم شاركت في دورة الألعاب العربية في مصر عام 2007 وفزت بها وكنت أصغر سباحة مصرية وعربية. تترك مجتمعات محافظة إنجازات لاعبة الرياضة جانباً وتلتفت إلى لباسها، وهي مشكلة لا يواجهها الرجال. فمثلاً، واجهتْ لاعبة التنس ساندرا سمير، حديثاً، انتقادات بسبب لباسها القصير خلال لعب التنس. كيف تغلبتِ أنت على هذا النوع من الانتقادات؟
أحاول كثيراً الابتعاد من الانتقادات حتى لا تؤثر فيّ. مثلاً، قبل أي بطولة، أبتعد من العوامل التي يمكن أن تؤثر في تركيزي، لمدة شهر، ولا أدخل مواقع التواصل الاجتماعي حتى أنجز هدفي.
المضايقات اللفظية أو التحرش الجنسي عوامل تمنع فتيات من ممارسة هوايتهن، نعرف أنك تعرض لبعضها. كيف تجاوزتِ هذا؟
بالطبع، أنا أفهم ذلك، هناك فتيات تخلين عن حلمهن نتيجة ثقافة بعض المجتمعات العربية التي تمنعهن من تحقيق أحلامهن، لكن إذا كان أحد يحب شيئاً ما، فيجب أن يجاهد حتى يتخلص من ثقافة هذه المجتمعات ويبتعد منها. فالناس لن يمتنعوا عن الحديث عن أي شيء. لذلك، أسعى لأن أكون نموذجاً لفتيات المجتمعات العربية، فأنا فتاة عربية حققت أحلامي وأهدافي ووصلت إلى العالمية.
ما الصعوبات التي واجهتِها في مصر؟
هنا، في مصر، كرة القدم الرياضة الرقم واحد. ورياضة السباحة ما زالت غير مشهورة. لذا، كان صعباً أن أجد من يشجعني أو يكون خلفي ويقول لي أكملي.
هناك فتيات تخلين عن حلمهن نتيجة ثقافة بعض المجتمعات العربية التي تمنعهن من تحقيق أحلامهن
ثقافة بعض الدول العربية لا تتيح للفتيات دخول عالم الرياضة بشكل عام، والألعاب الفردية بشكل خاصهل هناك تحديات أخرى واجهتيها؟ لا شكّ في أنني واجهت صعوبات مضاعفة، كوني فتاة تمارس رياضة فردية في مصر، أهمها وأصعبها التوازن بين الرياضة والدراسة، وهو ما تلاشى بعد وصولي إلى الولايات المتحدة الأميركية. فالناس هناك يهتمون بالرياضة بوجه عام فردية كانت أو جماعية، على عكس المجتمعات العربية التي تتجاهلها تقريباً. كما وجدت هناك، تشجيعاً وإعداداً نفسياً بعد فوزي بكل بطولة، إضافة إلى منظومة متكاملة لتأهيل اللاعب على عكس مصر. من مَثلك الأعلى في الرياضة، وكيف ساعدك ذلك في التفوق؟ بكل تأكيد السبّاحة المصرية رانيا علواني، فمنذ صغري كانت مثلي الأعلى، إضافة إلى السبّاحة الأميركية نتالي كافلن. وهذا ساعدني عندما كنت صغيرة في تحطيم القوالب النمطية لقدرات الفتيات في المجتمعات العربية، واستطعت الفوز في البطولة الأفريقية للناشئين في موريشيوس 2009 في مسابقة الـ50 متراً/ سباحة حرة و50 متراً/ سباحة فراشة و50 متراً/ سباحة ظهر وأنا بعد دون 16 عاماً. كنت أنظر إلى السبّاحات المتفوقات وأحفز نفسي على أن أحقق إنجازات مثلهن، ولا أدع الأفكار السلبية والنمطية تدخل عقلي، كنت أبتعد منها تماماً، ما ساعدني في الفوز بأول ميدالية لمصر في تاريخ بطولات العالم للناشئين في السباحة، وفي دورة الألعاب الأفريقية 2011، حزت ذهبية الـ50 متراً. كيف كان عامك الأول في أميركا؟ هناك، نظم القائمون دراستي حتى تتماشى مع التدريب. مثلاً، لو صادف توقيت امتحاني مع البطولة، ترسل الجامعة مشرفاً يمتحنني أثناء التدريب. هذه عوامل تسهل على المتدرب الإنجاز بشكل أسرع، إضافة إلى تنظيم الدراسة كي تتوافق مع النظام الرياضي. فقد كنت أختار توقيت المواد التي لا تتعارض مع تمارين السباحة. السنة الأولى كانت صعبة علي، بسبب الشعور بالغربة عن أهلي وأصدقائي ومعارفي، لكنّني كنت أتحمل المسؤولية بشكل كامل، إضافة إلى أن المدربة الأجنبية في الجامعة لم تكن تعلم أنّني سبّاحة قوية مثل السبّاحات الأخريات، وهذا سببه الصورة النمطية عن مصر لدى الأجانب، لكنّني تجاوزت ذلك وأثبت لها أنّني قوية وأستطيع منافسة نظيراتي السبّاحات. ما لفتني هناك وجود منظومة متكاملة تساعد في إعداد بطل رياضي، فالأمر لم يكن معتمداً على مدرب فقط، فهناك طبيب نفسي، خبير للتغذية، مدرب أحمال ومعالج فيزيائي. ما الصورة النمطية عن مصر لدى الأجانب، ماذا تقصدين؟ في الغرب، تعتقد الغالبية أننا ما زلنا نعيش في الصحراء ونركب الجمال وليس لدينا أي تمدن وتحضر، أو حتى أننا لم نلحق بالثورة التكنولوجيا. ما الخطوات التي تقترحينها على أي فتاة حتى تصل إلى هدفها؟ في البداية، يجب أن تحدد حلمها جيداً، ماذا تريد، ومن ثم تعلم أن الهدف يحتاج إلى تضحية وتعب ومجهود وعناية، ثم تبحث عن دعم معنوي ونفسي قبل أن يكون مادياً من قبل الأهل والمجتمع. ما مشروعك بعد تحقيق هدفك في طوكيو 2020؟ أفكر في فتح أكاديمية لتعليم السباحة بشكل عصري وحديث، تحتوي عناصر إضافية غير مدرب السباحة، كطبيب نفسي وخبير تغذية وخبير تدليك ومساج إلى غير ذلك من الاختصاصات المهمة، سأنقل ما تعلمته في الولايات المتحدة الأميركية إلى مصر، وستكون منظومة متكاملة حتى تساعد أي رياضي في أن يصل إلى هدفه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...