شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
تعرفوا على نجوم الراب الكردي... الفن المنقسم بين السياسة والشوق إلى الوطن

تعرفوا على نجوم الراب الكردي... الفن المنقسم بين السياسة والشوق إلى الوطن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 5 ديسمبر 201710:28 ص
لطالما اعتُبر الراب شكلاً من أشكال التعبير التي يلجأ إليها الشبان والشابات حول العالم، على الرغم من اختلاف الثقافات. تتميز أغاني الراب بالرسائل الواضحة والضمنية، سياسية كانت أم اجتماعية أم اقتصادية، إذ يعدّ من السبل التي اعتمدت عليها أجيال كثيرة لتسليط الضوء على قضايا تعنيها. منذ انتشر في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية السبعينات، انطلاقاً من أحياء منطقة برونكس، حيث الاقليات المهاجرة التي عانت من الظلم والقمع وقلة الفرص، اعتمد كثيرون الراب طريقةً سهلة وسريعة، وأحياناً عفوية للتعبير. الراب الكردي واحد من الأساليب الغنائية التي برزت ولو بشكل محدود عربياً، خلال السنوات الماضية، وتحديداً بعد حربي العراق وسوريا. علماً أن المشهد انطلق من بعض الدول الأوروبية، ومن كردستان العراق والموصل وتركيا أيضاً. يقول مغني الراب الكردي بيريندار هاسو "أهم شيء هو الصراحة، فالصراحة من مرتكزات أغاني وموسيقى الراب". [caption id="attachment_129044" align="alignnone" width="700"]يريندار-هاسويريندار-هاسو بريندار هاسو[/caption] يسكن هاسو اليوم في الدانمارك، يبلغ من العمر 35 سنة، قدم الى أوروبا مع عائلته عندما بلغ 6 سنوات. وجد الشاب الثلاثيني في موسيقاه طريقة للتعبير عن النفس ولخدمة قضيته التي يقول إنها إنسانية في الدرجة الأولى، ولكنه لا يخفي خيبته من واقع الراب الكردي. يقول: "كبرت مع الراب الأوروبي وتعلمته هنا، لم يسبق أن اختبرت الراب في العالم العربي. برأيي، إذا لم يتعاون الفنانون يبقى الفن متأخراً، وهذه مشكلة الراب الكردي اليوم". يراقب هاسو تعاون عدد من فناني الراب في الدنمارك، متمنياً لو أن الوضع مماثل بالنسبة للراب الكردي الذي يشهد انقسامات عديدة. لا يخفي الفنان الشاب تذمره من ذلك الانقسام الذي حفزته السياسة. خرج هاسو من سوريا عام 1987، والده كان معارضاً سياسياً "شرساً", شاركت عائلته في تظاهرة مناهضة للنظام عام 1986، يومها لم يسمح النظام السوري للأكراد بالاحتفال بعيد النيروز، إذ اعتبر أن المشاركة نفسها جرم، ما دفع بالعائلة إلى الهرب من سوريا لاحقاً، ومغادرة منطقة ركن الدين حيث قضى هاسو بعض سنوات طفولته. "كنت أستمع الى الراب باستمرار قبل أن أبدأ بالغناء، تلك الموسيقى هي حياتي، كنت أحضر حفلات راب أوروبي مع أصدقائي، والبداية كانت مع انطلاق التظاهرات عام 2011 في سوريا، إذ حضّرت أغنية ونشرتها على يوتيوب دعماً للحراك في الشارع". هاسو المقيم في أوروبا لم يجد طرقاً للمشاركة في الانتفاضات الشعبية الحاصلة في وطنه سوريا، فاختار أن يعبر عن دعمه للتظاهرات السلمية والحراك الثوري بواسطة الموسيقى.

في ألمانيا تستمر الحفلات

يعتبر مغني الراب "آزاد" الكردي الأصل من الأشهر في ألمانيا، وهو من أول المغنين الذين عمدوا إلى تسليط الضوء على التراث الكردي، وجذب الأطفال والمراهقين إلى التنبه لأصولهم، رغم إقامتهم في الخارج، حيث عمد عدد كبير منهم إلى إخفاء أصوله الكردية في ألمانيا بسبب العنصرية. [caption id="attachment_129037" align="alignnone" width="700"]_Azad_Robert-Maschke_Azad_Robert-Maschke آزاد[/caption] موسيقى "آزاد" ساعدت في تغيير المفاهيم، لأن الهوية الكردية باتت مصدر فخر فجأة، بسبب قوة موسيقى وأداء الفنان الفخور بأصوله. انتشرت موسيقاه في أوائل عام 2000. وعلى الرغم من كثرة مغنيي الراب الأتراك في ألمانيا، نال آزاد شهرة كبيرة وجذب هواة ذلك النوع من الموسيقى. 63612_173258189373284_2576979_n63612_173258189373284_2576979_n يقول آدم، طالب علوم الاجتماع في جامعة ميونيخ: "أعتقد أن مغنيي الراب الكردي في ألمانيا موهوبون جداً، وقد نجحوا بعكس صورة جميلة وإيجابية عن تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم، وساهموا بتسليط الضوء على قضايا إنسانية مهمة، كما أدت الاغاني إلى زيادة الوعي في ألمانيا فيما خص المجتمع الكردي".

لكن السياسة فرقت قبل أن تجمع

في إقليم كردستان العراق، ينشط بعض الشبان المتحمسين أيضاً للتعبير عن آرائهم السياسية، وعن إيمانهم بضرورة إنشاء دولة مستقلة، بعضهم يستخدم الموسيقى للتعبير عن تلك الآراء على الرغم من كون شهرتهم محصورة بمجتمعهم المحلي، إذ يعتبر الراب الكردي في بعض الدول الاوروبية أكثر انتشاراً مما هو في الإقليم. وعلى الرغم من شيوعها في ألمانيا وإقليم كردستان العراق، تعتبر موسيقى الراب الكردية محدودة الانتشار عالمياً بسبب الإمكانات الإنتاجية المحدودة والانقسامات السياسية التي يشهدها الوسط الفني. "أنا لا أغني الراب لكي أكون مشهوراً، وهدفي ليس الشهرة، لا أريد أن أكون مايكل جاكسون، أريد فقط إيصال أصوات الناس وعكس التحديات التي يمرون بها سواء كانوا أكراداً أم عرباً"، يقول هاسو. المشكلة الأساسية التي يواجهها مغنّيو الراب بحسب هاسو هي الانقسام السياسي. يقول: "حاولت الابتعاد عن الانقسامات والتشديد على أنني ضد النظام السوري الذي ظلمنا جميعاً وضد أي حكم مستبد، هذا الموقف لم يرضِ الكثيرين. نجد صعوبة كبيرة بمشاركة الفيديوهات مع المحطات التلفزيونية العربية المهتمة والتي غالباً ما تكون مسيسة أيضاً". ولكن بعكس هاسو، يقول مغني الراب كردي الألماني غوهدار كردي أن التعاون موجود في ألمانيا. وهو نفسه يتعاون مع عدد من مغنيي الراب السوريين والأجانب من السويد وألمانيا وسويسرا، وسبق أن تعاون خلال السنوات الماضية مع مغنين من نحو ثلاثين بلداً. اكتشف غوهدار إيلهان هاكو ولعه بموسيقى الراب عندما بلغ من العمر 14 سنة، وبدأ بالاستماع لموسيقي فنانين عالميين ومحليين، منهم "آزاد" و "بوشيدو" وإيمينيم" وغيرهم. [caption id="attachment_129039" align="alignnone" width="700"]134512_174398529259250_3557436_o134512_174398529259250_3557436_o غوهدار كردي[/caption] كتب أغنيته الأولى عند بلوغه السابعة عشرة، وأراد أن يعكس عدة إشكاليات من خلال عمله: تسليط الضوء على الظلم الذي تعرض له الأكراد، الحديث عن تاريخهم وعن الألم، ولكنه أيضاً كتب عن الحب والذكريات وبعض التحديات التي واجهته وعن حياته في ألمانيا. الأغنيات الأولى كانت باللغة الألمانية، ولكنه قرر الكتابة والغناء باللغة الكردية. والدته سورية الأصل ووالده تركي، ولكن غوهدار يطلق على البلدين تسمية كردستان الغربية وكردستان الشمالية ولد في برلين ويذهب أحياناً لزيارة جده وجدته في مردين التركية، هو لم يتخلَّ عن أصوله المختلطة حتى اليوم، ومنها يستقي الكثير من المواد لموسيقاه. يتابع غوهدار المجريات السياسية ويحاول الكتابة عنها وعن الأوضاع الإنسانية في أغنياته، كما يحاول التعاون مع مغنين من خلفيات مختلفة رغم الانقسامات السياسية، يقول لرصيف22 إنه يتطلع إلى إيصال رسائل إنسانية في عالم يشهد هذا الكم من الانقسامات. يعتبر هاسو أن الراب الكردي يحتاج الى 15 سنة لكي ينتشر. أما غوهدار كوزي، فعلى الرغم من مشاركته في بضع حفلات سنوياً في عدة مدن ألمانية وفي سويسرا، يحلم بإقامة حفلة في "كردستان" يوماً ما.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image