"معاً لمستقبل أفضل في سوريا"، بهذه الكلمات البسيطة الملأى بالطموح يستقبلك موقع "جسور". وفي جولة سريعة، يتبيّن للزائر اتساع أحلام المنظمة التي تسعى إلى تحقيق طموحات الشباب السوريين عبر مشاريع ترتكز على التعليم.
المنظمة التي تنشط منذ عام 2011 ساعدت حتى اليوم عدداً كبيراً من الطلاب عبر تأمين فرص دراسية مناسبة لهم في لبنان والخارج، ولكن المهمة لا تقتصر على ذلك فحسب، فإتاحة ورصد فرص العمل المناسبة للمستفيدين من المنظمة هما من أركان مسؤولياتها الأساسية.
ليلة السبت 25 نوفمبر، حصلت جسور على جائزة تكريم للخدمات الإنسانية والمدنية، لقاء عملها الذي يبلع اليوم من العمر 6 أعوام.
تحتفي مبادرة تكريم للإنجازات العربية سنوياً بمؤسسات وشخصيات عربية حققت إنجازات في مجالات مختلفة، وقد وقع الاختيار هذا العام على منظمة جسور.
تسلمت الجائزة إحدى مؤسِّسات المنظمة، دانيا اسمعيل، التي عبرت عن سعادتها بهذه الفرصة لكونها تمكنهم من التعريف بقصة جسور أمام جمهور يستطيع أن يدعم المنظمة لإكمال مشوارها.
قصة النشأة
بدأت القصة مصادفةً قبل 6 سنوات، وتحديداً قبل أسابيع من انطلاق التظاهرات الأولى في سوريا. اجتمع بعض الأصدقاء المغتربين في الشام واقترحوا أن يساهموا، باستخدام خبراتهم وتجاربهم وعلاقاتهم في الخارج، في مساعدة الشباب السوريين الذين يفتقرون إلى فرص تمتين قدراتهم. المشروع الأول اقتصر على بناء شبكة من السوريين في المغترب، يتطوعون لإرشاد الشباب في سوريا الراغبين في التعلم في الخارج، ومساعدتهم على إتمام عملية قبولهم في الجامعات. الإقبال الكبير من الطرفين، الشباب السوريين والمتطوعين أعطى دفعاً كبيراً للمشروع، الذي تطور لاحقاً لمحاولة مساعدة الشباب في توفير الإمكانات المادية وتغطية تكاليف دراستهم.المستفيدون
يستهدف نشاط المنظمة اليوم السوريين من جميع الفئات. تعمل المنظمة مع الأطفال السوريين في لبنان من خلال مساعدتهم على التسجيل في المدارس الرسمية أو الخاصة، أو في مراكز جسور الثلاثة في لبنان. كما تعمل مع الشباب ورجال الأعمال عبر برنامج لريادة الأعمال وتأسيس المشاريع. تقول مديرة جسور مايا الكاتب شامي: "نطمح منذ اليوم الأول كمغتربين سوريين إلى أن نساهم ولو بجزء بسيط بتحقيق طموحات الشباب السوريين وذلك عبر وسيلة أساسية ورئيسية وهي التعليم"، تركز المنظمة على دعم مراحل أساسية هي المرحلة الجامعية، والتعليم المدرسي للأطفال اللاجئين في لبنان، بالإضافة إلى الريادة والتدريب وتنمية المهارات. تقدم برامج إرشاد وظيفي ومهني من خلال الإنترنت وعلى الأرض في منطقة الخليج، حيث يوجد العديد من الشبان السوريين الباحثين عن عمل أو عن فرصة لتأسيس مشروع خاص. كما تقيم حملات لتنمية القدرات الريادية في عدة مجالات عمل، من خلال دورات رقمية يتولاها مدربون مختصون."نطمح منذ اليوم الأول كمغتربين سوريين إلى أن نساهم ولو بجزء بسيط بتحقيق طموحات الشباب السوريين وذلك عبر وسيلة أساسية ورئيسية وهي التعليم"... منظمة جسور
التحديات
يعتمد عمل "جسور" اليوم على الوجود الرقمي "أونلاين"، وسبب ذلك بحسب القائمين على المنظمة، الجغرافيا والوضع الذي حتّم على عدد كبير من السوريين الابتعاد عن وطنهم، وبالتالي البحث عن فرص بديلة في مكان مختلف. التحديات التي يمر بها السوريون دفعت بـ"جسور" للتركيز على المنصات الرقمية من أجل الوصول الى أكبر عدد من المستفيدين. تمتلك المنظمة اليوم شبكة واسعة من المتطوعين حول العالم، وهذا ما ساعدهم على تحقيق أهداف واسعة. تنظيم تلك الشبكة لم يكن سهلاً في ظل الانقسامات السياسية الحالية، لذلك اتخذت "جسور" قراراً منذ انطلاقها بالابتعاد عن السياسة والسعي لخدمة جميع شرائح المجتمع السوري. تقول شامي: "طلب منا في البداية، وبسبب التغير السياسي والأمني في سوريا، أن نتخذ موقفاً واضحاً، ولكننا أصررنا على الحياد لأننا رأينا أن تحقيق أهدافنا يتطلب ذلك، من أجل مصلحة الشرائح السورية المستفيدة". ولكن أبرز التحديات، بحسب شامي، تبقى مادية. تشرح أن المساعدات غير كافية لذلك تضطر المنظمة إلى اختيار الطلاب المتفوقين لتقديم المساعدات لهم بشكل كامل. تصف شامي الطالب المتفوق بـ"المكافح" الذي يناضل من أجل تحقيق حلم معين من خلال التعليم. تروي قصة شابة من المستفيدين من منح جسور اضطرت للانتقال من شمال سوريا إلى دمشق ومصر وتركيا قبل أن تصل أخيراً إلى الولايات المتحدة الأميركية وتستقر هناك لإكمال مسيرتها التعليمية. تقول "الأزمة في سوريا مستمرة، وصلتنا طلبات لطلاب من لبنان أعمارهم لا تتعدى العشر سنوات، وهم غير قادرين على القراءة أو الكتابة. يعتقد البعض أن الحاجة للتعليم والمتابعة غير ضرورية، وأن الوضع عادي، إلا أن الوضع التعليمي سيىء جداً اليوم ويحتاج جهداً جماعياً كبيراً". متابعة المتفوقين والتلاميذ الذين منحوا مساعدات من "جسور" تعتبر تحدياً آخر تواجهه المنظمة، إذ يصعب على القائمين على المشاريع التواصل مع الجميع، ولكن جهد الفريق متواصل لمتابعة المستفيدين بين فترة وأخرى، وللتأكد أنهم مثابرون على التعليم. وضع بعض اللاجئين المؤقت في عدد من البلدان، وتحديداً لبنان، يشكل أيضاً تحدياً آخر لناحية المتابعة بحسب شامي: "عدد كبير من اللاجئين بانتظار قبول طلبات انتقالهم الدائم إلى بلدان الخارج مثل أوروبا، مهمة المتابعة معهم صعبة ولكننا نحاول أن نبقى على تواصل معهم، وكذلك الأمر مع طلاب المراحل الثانوية الذين يضطرون إلى العمل في بعض الاحيان ما يحتم عليهم الاختيار بين العلم والوظيفة". بحسب إحصاءات "جسور"، يستفيد اليوم من برنامجهم 600 طالب، تم إرشادهم إلى دخول الجامعات، بالإضافة إلى 3412 طفلاً سورياً التحقوا بالمدارس اللبنانية. تشير شامي بفخر إلى تفوق عدد من طلاب المنظمة في المدارس، كما تشير إلى أولئك الذين حصلوا على منح في دول الخارج وأنهوا دراساتهم وانضموا لشركات عالمية مثل آبل وغوغل وGeneral Motors، على عكس الطلاب المقيمين في لبنان والأردن الذين يصطدمون بقلة الفرص، والتحديات المحيطة بسوق العمل في البلدين وأوضاع اللاجئين القانونية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 16 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت