sun salutation أو "تحية الشمس"، surya namaskar، هي الماضي، المستقبل. لأن فوائد ممارستها في الحاضر تغيّر حياة الإنسان بأسلوب لطيف يتماشى مع طبيعة جسمه وروحه وعقله، ويتماشى أيضاً مع كل إنسان في أي مكان وزمان.
إن كنتم في لبنان، توجهوا إلى ساحة الشهداء في بيروت يوم 22 أكتوبر الساعة 9 صباحاً، لتتعرفوا على"تحية الشمس" وتعتنقوها نمطاً لحياتكم خلال حدث 108sun salutations، وإن كنتم في دولة عربية أخرى، تعرّفوا على تلك الممارسة اليوغية في هذا المقال.
سوريا نمسكار: كنز ثمين لجسم الإنسان
أجمع خبراء اليوغا على أهمية ممارسة "سوريا نمسكار" أو "تحية الشمس" في الحياة اليومية، بعد أن تبيّن فوائد هذه التمارين على أعضاء الجسد، بالأخص القلب، الكبد، المعدة، الصدر، الحلق والساقين، كما اتضح أنها طريقة جيدة لإنقاص الوزن. تهدف ممارسة "سوريا نمسكار"، وهي عبارة عن 12 وضعية، إلى تحفيز وتنشيط الجسم كله، فيتم التركيز من خلالها على كل مفصل، وكل عضلة، وكل عضو، وكل فقرة من فقرات الجسم. يمكن للمرء القيام بهذه التمارين في أي وقت بشرط أن تكون معدته فارغة، مع العلم أن أفضل وقت لممارسة الـ"سوريا نمسكار" هو عند الصباح، وتحديداً عند شروق الشمس، خصوصاً أن هذه التمارين تنشط الجسم، وتنعش العقل وبالتالي تجعل الشخص يبدأ يومه بنشاط وحيوية. تلعب "تحية الشمس" دوراً كبيراً في تعزيز التدفق الحر للطاقة من خلال مساعدة المرء على تفريغ الطاقة السلبية المكبوتة في جسده وذهنه والشعور بالتالي بالخفة والمرونة.تحية للشمس جماعية في بيروت
أخذت مدربة اليوغا ميرا سبليني، المعروفة بـ"ميراباي"، على عاتقها مهمة تعريف المجتمع اللبناني على أهمية ممارسة "تحية الشمس". فمنذ عامين وبمبادرة فردية منها، أقامت سبليني أول نشاط يوغا جماعي في بيروت، لتقرر بعده تحويل نشاط "تحية الشمس" إلى طقس سنوي ينتظره مئات المواطنين، سواء كانوا من المواظبين على ممارسة اليوغا أو من الذين يحبون ببساطة اكتشاف هذه الرياضة الذهنية وأهميتها في حياتنا اليومية. في هذا السياق، تحدث مدرب اليوغا والمشارك في تنظيم 108 sun salutations لهذا العام حسان مراد عن أهمية اليوغا بشكل عام، مشيراً الى أن هذه الممارسة بدأت منذ نحو 6000 سنة قبل الميلاد، وصمدت طوال هذا الوقت بعد أن اتضح مدى فائدتها على الجسم، خصوصاً أنها نظام حياة، يتعلمه المرء طوال حياته. وبحسب موقع "يوغي أبروفد"، فإن "سوريا نمسكار"، التي تدخل في كل أنواع اليوغا، لها آثار هائلة على صحة المرء الجسدية والنفسية، خصوصاً أنها تحرره من كل قيوده وطاقاته السلبية، وبالتالي تجعل الجسم كله يستفيد من الرأس حتى أخمص القدمين. 20 دقيقة يومياً من هذه التمارين لها فوائد "غريبة عجيبة"، خصوصاً على جيل الشباب الذي يعاني من التوترات والأزمات النفسية، جراء الوضع السياسي الصعب أو الأمني المضطرب"، وفق ما يؤكده حسان، الذي يوجه دعوة إلى جميع اللبنانيين للنزول إلى ساحة الشهداء والمشاركة في 108 sun salutations بهدف عيش تجربة فريدة من نوعها، قد تجنبهم في وقت لاحق فاتورة طبيب أو شراء دواء في حال واظبوا على القيام بهذه التمارين البسيطة على المدى البعيد. ومن هذا المنطلق، يوضح حسان أن المشاركة في حدث "تحية الشمس" هي تجربة لذيذة، كونها تجعل المرء يختبر مشاعر متضاربة في البداية، ويطرح على نفسه تساؤلات غريبة: لماذا أنا هنا؟ ما الذي دفعني إلى المشاركة في هذا النشاط؟ هل سأتمكن من القيام بالتمارين أم سأفشل؟ وقد يصل به الأمر إلى القول: أنا أكره المدرب وأريد المغادرة فوراً، ولكن بعد البدء بالتمارين تتبدل هذه المشاعر السلبية وتتحول من الكره إلى الشعور بالهدوء والسلام الداخلي. وبالرغم من تأخر دخول اليوغا إلى منطقة الشرق، فإن حسان يؤكد أن الناس باتت تعي أكثر فأكثر أهمية هذه الرياضة الذهنية في حياتها. وهو أمر نلاحظه من خلال ارتفاع عدد أساتذة اليوغا في لبنان من نحو 20 مدرباً عام 2005 إلى نحو 300 مدرب حالياً، إضافة إلى ارتفاع عدد المشاركين في حدث "تحية الشمس"، من نحو 100 عام 2015 إلى 200 عام 2016، مع تأكيده أن الهدف المرجو هذه السنة يكمن في زيادة عدد المشاركين الى 600، خصوصاً في ظل "حلف" تكاتف استديوهات اليوغا التي تشجّع تلامذتها على المشاركة في هذا الحدث السنوي.لا يهم كم تحية ستقومون بها
إذا كنتم تريدون المشاركة في 108 sun salutations فما عليكم سوى التّوجه إلى ساحة الشهداء، الأحد، الساعة التاسعة صباحاً، لاختيار أماكنكم وإلقاء التحية على من حولكم. وبعد الإرشادات التي ستزودكم بها ميرا سبليني، تنطلق التمارين على وقع موسيقى حية من فريق الموسيقى العرقية-القبلية بوجا- إثنوتريب، في وقت تعمل ميرا على استعادة الطاقة الإيجابية لدى كل فرد ورفع الوعي الجماعي للوصول إلى الانسجام التام. كما سيهتم فريق عمل مؤلف من جويل عقل سمكية، ونتالي نجم، وجوزيان عازار وسري كومار، بكل المشتركين من خلال التجول في ما بينهم لتقديم المساعدة ورفع المعنويات. وحرص المنظمون هذه السنة على عدم توزيع الملصقات أو المنشورات بهدف الحدّ من التلوث، كما فضلوا الابتعاد عن المعلنين والبحث عن شركاء ثانويين ومؤيدين "حقيقيين"، يهتمون بنشر الوعي حول أهمية اليوغا في حياة الإنسان. ليس من المهم أن تقوموا ب 1 أو 18 أو 108 تحية، إنما المهم هو وجودكم ومشاركتكم في هذا النشاط. وللمناسبة، لا تنسوا جلب زجاجات المياه والبساط الخاص بكم.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين