يرتدي أحدهم زي محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، ويجسد الشخصيات التاريخية حينما يقدم على شرح إحداها، وآخر يعتمد على الغناء، في توصيل المعلومة، وشابة تستخدم الطبلة... هذه عيّنة من طرائق للتدريس، اختلف عليها البعض، كونها تنتقص من شخصية المعلم، ولا يرى البعض فيها أزمة ما دامت الوسيلة ناجحة في توصيل المعلومة للطلاب.
الكيمياء "السخنة"
انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي المصرية لمدرس كيمياء يدرس في أحد المراكز التعليمية الخاصة، الكيمياء بطريقة الإيحاءات الجنسية، واعتمد على فكرة التزاوج والتكاثر بين الذكر والأنثى، وانتشر الفيديو تحت عنوان "لا حياء في الكيمياء"، وأطلق البعض عليه اسم "الكيمياء الغدارة"، أو الكيمياء "السخنة". هذه الواقعة حثّت وزارة التعليم المصرية على فتح تحقيق عاجل، لكن اللافت كان أن بعض طلاب المدرس طالبوا بعودة المدرّس بعد استبعاده من المركز التعليمي الكائن في منطقة الشيخ زايد في الجيزة، ولم يعترض الكثير من الفتيات على الطريقة، وذلك بعدما تناول الاعلام المصري الفيديو، وأثار غضب البعض. بدورها، قررت وزارة التعليم المصرية معاقبة مدرس الكيمياء إيهاب سعيد حسن بحسم مبلغ معيّن من راتبه، بحسب تصريح أحمد خيري، المتحدث الرسمي باسم الوزارة.الفلسفة بالطبلة
يبرر الأستاذ عمر حامد، مدرس علم النفس والفلسفة، استخدام طريقته الخاصة والمميزة كما وصفها طلابه في تدريسه مادة المنطق والفلسفة بأنها فروق فردية للمدرس، وأسلوب يحبه الطلبة، إذ حوّل المادة التي تعتمد على الحفظ إلى مقطوعات مختلفة من الغناء والألحان الخاصة التي يؤلفها بنفسه على نمط المهرجانات الشعبية. أثار مدرس الفلسفة الرأي العام المصري في مايو الماضي بسبب انتشار فيديو استخدم فيه الثعبان وفقرات من السيرك، لإيصال المعلومة، وظن البعض أن مدربة السيرك التي ساعدته راقصة. https://youtu.be/OCcA4VHVj_0 عمر حامد أكد أنها ليست راقصة بل زوجة نجل مدرب السيرك المصري الشهير محمد الحلو، وبادرت العديد من الفضائيات المصرية إلى استضافة عمر حامد الذي تعاطف معه طلابه في وقت اختلف الرأي العام المصري معه، وأطلقوا هاشتاغ بعنوان "#مجهورية_عمر_حامد". ويؤكد حامد أنه يرقص ويغني للطلاب أثناء الشرح وليس كنوع من الفكاهة بل لتسهيل المادة العلمية الروتينية في كتب وزارة التعليم، وبات "الدي جيه" والميكروفونات والأغاني الأدوات الأساسية التي يعتمدها مدرس الفلسفة وعلم النفس الذي أصبح أشهر معلمي المادة في مصر. وقد دفعت واقعة استخدام الراقصة عمر حامد لتوضيح الموقف، وذلك في لقاء على فضائية DMC المصرية، وأكد حامد لدى استضافته في البرنامج نفسه على أنه يستخدم نظرية "غارنر" للذكاءات، التي تعتمد على الذكاء الحركي والاجتماعي، والذي يندرج تحت ما يسمى "معالجة المعلومة". فللمعلومة العلمية صورة ذهنية عكس الفلسفة وعلم النفس، لكن ليس المصطلح الفلسفي صورة ذهنية، وهو يعتمد على نقل المصطلح الفلسفي من الصورة الإجرائية للصورة الملموسة، وعرض بعض الأمثلة التي يستخدم فيها هذه النظرية. https://youtu.be/MT_9gUnVXHE?t=416في فلسطين: معلمة على الطبلة
ذاع صيت جيهان جابر في وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية بعد انتشار فيديو لها في فبراير الماضي، وهي تعلّم الأطفال العرب العبرية على أغنية "جيشم جيشم مطفطيف" وتعني "مطر مطر يقطر" على الطبل. https://youtu.be/5FZSAjldEr0 عن هذه التجربة، تؤكد المعلمة التي اعتادت هذه الطريقة منذ 17 عاماً، أن طلابها يبدون متحمسين لهذه الطريقة ويتجاوبون معها. تعمل جابر مدرسة للصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية لمادة اللغة العبرية، وقررت يوماً ان تصور مقطعاً من حصة اللغة العبرية وتعرضه على زميلة لها لتفحصه إن كان هناك أي خطأ في طريقة تدريسها للمادة. وبهذا الفيديو أصبحت المدرسة بين ليلة وضحاها نجمة الإعلام المحلي والعالمي.زعماء التاريخ بعثوا من جديد
تارة تجدونه جمال عبد الناصر، وأحياناً محمد علي مؤسس النهضة الحديثة في مصر، وذاك أنور السادات، كما أن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان له حظ في حضور شخصيته، وأحمد عرابي، لتجتمع جميع شخصيات التاريخ المصري الحديث في شخصية مدرس التاريخ المصري الأشهر في هذه الأيام، محمد العسكري، الذي يتابع آلاف الطلاب محاضراته في الثانوية العامة ليستمتعوا بشرحه واستحضاره تلك الشخصيات وتجسيدها وارتداء زي كل منها أثناء شرحها. توضح الطالبة، دليا عبد الرحيم، وهي تدرس الآن اللغات الشرقية في جامعة القاهرة، أن المحاضر العسكري استطاع تحويل مادة التاريخ من مفهوم "المادة المحفوظة" إلى مادة يسهل فهمها، وتؤكد أنها كانت تفهم الدروس بسهولة كبيرة واستطاعت تحصيل درجات عالية في المادة.في الكويت: إستراتيجية التعليم التعاوني النشط
في الكويت، حوّل مدرس التربية الإسلامية عبد الله الصانع تدريس المادة الدينية من شكلها الروتيني إلى شكل إبداعي في مدرسة أحمد محمد السقاف، واستخدم الصانع مهارات التنمية البشرية في التدريس، وهي تعتمد على أسلوب المرح والدعابة ونشر المحفزات بين الطلاب، وتسمى "إستراتيجية التعليم التعاوني النشط، وأساليب التحفيظ المبتكرة". ويتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات واستخدام وسائل تكنولوجية في التدريس، فالطالب حين يجاوب يتم تشجيعه بتحية معينة اعتادها الطلاب، ولكل مجموعة طلابية قائد، وعددها نحو 6. https://youtu.be/oa-Ry98Xn0o?t=182 وأكد الصانع أن المدرسة كوّنت فريقاً من المدرسين لنقل هذه الطريقة وتعميمها، وأنشأت حساباً على "تيليجرام" وشرحت فيه التجربة بالفيديوهات، التي اعتاد المدرس الصانع نشرها على حسابه في انستجرام.حسام هارون مدرس المهرجانات
بالعودة إلى مصر، وأيضاً مع حسام هارون، مدرس تاريخ في المرحلة الإعدادية، كان قد ابتكر طريقة تدريس تعتمد على أغاني المهرجانات الشعبية، التي انتشرت في العقود الأخيرة، ويبرر هارون هذه الطريقة بأنها تساعد الطلاب على استذكار أحداث الدرس، خاصة أن التاريخ مادة تعتمد على الحفظ. ويشير هارون إلى أن ثمة دروساً تقتضي أغنية أو أغنيتين، ويؤكد أن هذا الجيل يميل لسماع الأغاني الشعبية، ويحتفظ بها على أجهزة المحمول الخاصة به، بحسب قوله لبرنامج "تفاعلكم" على فضائية العربية. ويؤكد هارون أن الطريقة في البداية واجهت اعتراضات من بعض أولياء الأمور، لكنه وعدهم بأن يحصل أبناؤهم على أعلى الدرجات، وهو ما حدث، مما ساعد على ذيوع شهرته وتلقيبه ب"العالمي". ولم يكتفِ بتأليف الأغاني الشعبية على منهج التاريخ، بل صور فيديو كليب لدرس يتحدث عن أسباب قيام ثورة الضباط الأحرار عام 1952.في السعودية: حرف الراء ريري ريري
ابتكر المعلم السعودي محمد البطيح في إحدى المدارس الابتدائية طريقة خاصة لتعليم الطلاب في المرحلة الابتدائية الأبجدية العربية، وانتشرت فيديوهاته على يوتيوب، وفي معرض تعليم طلابه حرف الراء، قال وردد التلاميذ خلفه: "رحبوا معي بحرف الراء، السلام عليكم يا حرف الراء، كيف حالك يا حرف الراء، يا حبيبي يا حرف الراء، يا حبيبي يا حرف الراء، حرف الراء حرف رائع، حرف الراء خير كبير، حرف الراء رزق وفير، رمضان، ريري ريري، رورور، رااااء، رووووو". وفي فيديو آخر، كان المدرس نفسه يعلم الطلاب حرف التاء، وهو يرتدي زياً رياضياً وليس الجلباب كما اعتاد، كون حرف التاء سيحمل كلمات مثل تدريب وتمارين. وقد ارتدى التلاميذ ملابس رياضية. وكانت طريقة تدريس حرف التاء على غرار حرف الراء، قال "رحبوا معي بحرف التاء، حرف التاء تدريب وتمارين، حرف التاء تفكير وتصويب، حرف التاء تفوق وتميز"، وكان المدرس البطيح يجسد الكلمات حتى يفهمها ويحفظها الصغار.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...