تدير سمر وزوجها أزمة دبلوماسية كل صباح لإقناع طفلهما محمد (6 سنوات) للذهاب إلى صفه الأول الابتدائي وتلقي دروسه.
ربما أزمة سمر تمر بها معظم الأسر، لكن هل يعرفون أسباب كره أطفالهم المعلن لمدرستهم ومحاولة معالجتها؟
تعجبت سمر حين أخبرناها عن حديث "كمال غيث"، الخبير التربوي لرصيف22، بأنه ليس بالضرورة أن يكون عدم رغبة طفلها بالذهاب إلى المدرسة مجرد "دلع" كما تعتقد، بل قد يكون الأمر أكبر من ذلك، وله عواقب كبيرة تصاحب الطفل طوال حياته المدرسية.
فالطفل يعيش "صدمة" بعد 6 أعوام من العيش وفق برنامج أسري يحتضنه، يعرف كل عناصره البشرية والمكانية لحين التحاقه بالمدرسة، إذ معظم الأطفال يعيشون هذه الصدمة مع بداية حياتهم الدراسية.
وفقاً لعلم النفس، فإن "الصدمة المدرسية" قائمة على فكرة خروج الطفل من أول مدرسة تعهدته وهي "مدرسة الأسرة".
ففي معظم الأوقات يشعر الطفل أن هذا الإطار يفهمه ويعرف من يلاعبه ومن يعاقبه، لذلك يصدم بعالم جديد ونظام ليس معتاداً عليه ووجوه لا يعرفها على الإطلاق.
بعض الأولاد يتجاوزون "صدمة المدرسة" خلال أسبوع أو اثنين ويعتادون مدرستهم ومعلمتهم وزملاءهم، ويبدأون في تكوين عالمهم الدراسي الخاص. لكن ماذا إن تحولت الصدمة للبعض الآخر إلى شعور يعيشه الطفل كارهاً ذلك المكون الجديد "المدرسة"، الذي اقتحم حياته وأبعده عن أسرته وألعابه وأصدقائه؟
"الثقة. الحب. الاحترام." ثلاثة حلول لمشكلات اطفالكم
via GIPHY بحسب غيث، يجب تربية الطفل وتأهيله منذ ولادته على ثلاث ركائز أساسية، هي: "الثقة والحب والاحترام". إذا أدرك طفلكم أنكم تحبونه وتثقون به وتحترمونه فستتخطون عقبات كثيرة في تربيته ومصاعب قد تمرون بها في ما بعد. ربما كره طفلكم للمدرسة يعود إلى تعرضه للعنف والضرب من معلمته أو زملائه أو تعرضه للتحرش أيضاً. إذا كان هناك ثقة بينكم وبينه، سيحكي لكم حين يعود عن أسباب رفضه المدرسة."وعي الاسرة"
via GIPHY يقول غيث: "الأسرة تصاب بالقلق والتوتر حين يرفض طفلها الذهاب إلى المدرسة، وتجبره على الذهاب إليها باستخدام أساليب الترهيب، وهذا يعد كارثة تربوية وعدم وعي تماماً بما يمر به. يجب على الأسرة فهم المشكلة ومحاولة كشف الأسباب الحقيقية وراء شعور الطفل بالنفور من المدرسة، ثم محاولة معالجة هذه الأسباب".التحفيز المدرسي
via GIPHY مرحلة مهمة حسبما يري"غيث"حيث يجب ان تقوم بها المدرسة والاسرة معا فعلى الاسرة التوجه الي المدرسه والحديث بهدوء مع المسؤولين ومعلمه طفلهم والاخصائي الاجتماعي بالمدرسه ومساعدتهم في كشف اسباب طفلهم في النفور من المدرسة ووضع برنامج تحفيزي للطفل يحببه في الحياة الدراسية بالاتفاق فيما بين الطرفين"الاستشارة النفسية"
via GIPHY التحفيز المدرسي مرحلة مهمة حسبما يرى غيث، إذ يجب أن تقوم به المدرسة والأسرة معاً، فعلى الأسرة التوجه إلى المدرسة والحديث مع المسؤولين ومعلمة الطفل والأخصائي الاجتماعي، ومساعدتهم في كشف أسباب نفور طفلهم من المدرسة، ووضع برنامج تحفيزي له يحببه في الحياة الدراسية. وإذا لم يجد الأهل رد فعل إيجابياً من طفلهم، يجب عليهم فوراً الاستعانة بأحد المختصين النفسيين ليوجههم في كيفية تعاملهم مع الطفل بطريقة سليمة. على الجانب الآخر، تلفت زينب المهدي، استشارية أسرية وتربوية ومعالجة نفسية سلوكية، إلى وجوب أن يفرغ الأهل الطاقة السلبية التي يعاني منها الطفل خلال أيام الإجازة حتى يكون قادراً على استقبال العام الجديد بطاقة إيجابية، يستطيع من خلالها البدء في دراسته، إلى جانب تنمية دافع القراءة عنده منذ صغره، ما يجعله قريباً من الجو المدرسي.أساليب تربوية تبعد طفلكم عن مدرسته
بحسب المهدي، هناك عدة أساليب خاطئة يتعامل بها الأهل مع طفلهم لا بد أن يبتعدوا عنها كي يتمكنوا من الحد من كره طفلهم للمدرسة: العقاب المستمر via GIPHY عقاب الطفل وتأنيبه لعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة هو أسلوب تربوي خاطئ، من المستحسن الابتعاد عنه، لأن هذه الطريقة تجعل الطفل يكره المدرسة بشكل كبير. في هذه المرحلة، يجب التحدث معه بهدوء ومحاولة احتوائه. الضغط عدم المقارنة بين الطفل وبين أقرانه، لأن ذلك يقتل الطفل معنوياً، خصوصاً أن لكل طفل قدراته العقلية الخاصة. via GIPHY على الأسرة تشجيع الطفل على الذهاب إلى المدرسة وتحصيل درجات أفضل من دون استخدام وسائل العنف والتجريح. توقيف الأنشطة الخارجية بعض الأهل يوقفون كل برامج الطفل الترفيهية والرياضية بمجرد بدء المدرسة، فيضعونه في روتين دراسي طوال العام، وهذا يعد من أهم الأخطاء التي عليهم الابتعاد عنها. فبرنامج الطفل الأسبوعي يجب أن يتضمن ممارسة عدة نشاطات. لأن ممارسة الطفل للهواية المفضلة لديه تحفزه على الدراسة. via GIPHY الإجبار يعد إجبار الطفل على الجلوس للدراسة ساعات طويلة خطأ شائع تقع فيه العديد من الأسر. بل على الأهل إدراك أن الاجبار لن يجعل الطفل يحصّل ما هو مطلوب من المذاكرة بل سيزيد كرهه للمذاكرة والمدرسة معاً. via GIPHYرصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون