من جديد عاد تنظيم الدولة الإسلامية لتهديد أبرز نجوم كرة القدم العالمية قبل انطلاق مباريات كأس العالم لعام 2018، وقد وقع خياره هذه المرة على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
من ميسي إلى رونالدو مروراً بنيمار وديديه، كيف هدد "داعش" نجوم كرة القدم؟ ما الذي يدور في فكر التنظيم الإسلامي حتى يخرج بهذه القرارات؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء استهدافه هذا الحدث الرياضي المنتظر؟
داعش تتوعد بقطع رأس رونالدو... هل المسألة شخصية؟
8 أشهر تقريباً تفصلنا عن موعد انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم التي من المقرر أن تستضيفها روسيا وسط رقابة أمنية غير مسبوقة، خاصة في ظل وجود تهديدات جديدة من تنظيم داعش. إذ على ما يبدو يشغل الحدث العالمي المنتظر بال الدولة الإسلامية وينغص حياة الجهاديين، فقد سبق أن هدد "داعش" العديد من الأندية واللاعبين في حال مشاركتهم في كأس العالم لعام 2018، كاشفاً عن رغبته في تنفيذ عمليات إرهابية في روسيا خلال البطولة. ووفق صحيفة "صن" البريطانية، فقد نشر التنظيم مؤخراً صورة "صادمة" يظهر فيها هداف فريق ريال مدريد "كريستيانو رونالدو" جاثياً على ركبتيه، ولديه كدمة في عينه اليسرى في إشارة الى أنه تعرض للتعذيب والضرب. ويظهر في الصورة نفسها أحد الجهاديين ممسكاً بسكين ويعتزم قطع رأس النجم البرتغالي، هذا وأرفقت الصورة بالعبارة التالية: "كلمتنا هي ما تشاهده وليس ما تسمعه، لذا انتظر فنحن ننتظر أيضاً". والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تشمل تهديدات داعش "رونالدو" شخصياً أم أنها تستغله لترويج مخطط تخريبي جديد؟ تعتبر الأخصائية في علم النفس العيادي "ستيفاني غانم" أن الدولة الإسلامية في الوقت الراهن تلفظ أنفاسها الأخيرة، خاصة بعد أن تخلّت عنها بعض التيارات السياسية التي كانت تؤيد فكرها التطرفي، وبالتالي وسط إجماع عالمي على اقتراب نهاية هذه المنظمة و"التعتيم" الإعلامي، وجد الجهاديون أنفسهم في مأزق حقيقي: عزلة أمنية وسياسية، من هنا باتوا "يتخبطون" ويحاولون قدر الإمكان إعادة إحياء أنفسهم من جديد. من هنا، تشبه "غانم" الدولة الإسلامية حالياً بمريض السرطان الذي يتصارع بين الحياة والموت، فهذه المنظمة الإرهابية، وفق قولها، تحاول توجيه رسالة واضحة من خلال التأثير الاجتماعي وإثبات الوجود. وبغية الوصول الى أكبر شريحة من الناس، أشارت "غانم" الى أن الجهاديين عادوا ليطرقوا من جديد باب الإعلام، ليس من خلال نشر فيديوهات تكشف عن إجرامهم وبطشهم إنما من خلال إطلاق التهديد والوعيد عبر رسائل عشوائية تشمل كبار اللاعبين: "ركزوا على الحدث الاجتماعي الأبرز والذي هو كأس العالم ويحاولون بالتالي استهداف اللاعبين الكبار الذين يحظون بقاعدة جماهيرية واسعة". وتشدد "غانم" على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام لناحية تأجيج "الرعب الاجتماعي" من خلال التركيز على تهديدات "داعش" العشوائية، مما يخلق لدى الأفراد صراعاً بين "إيروس" و"ثاناتوس" أي قوة الحياة والحب بوجه قوة الموت والدمار، وتوضح فكرتها بالقول:" كل الناس يعانون من رهاب الموت، إنما هذا الخوف يكون مدفوناً بسبب الضغوط الحياتية كالعمل والانشغالات المختلفة، غير أن المنظمة الإسلامية تحاول أن تعزف حالياً على هذا الوتر من خلال بث الرعب في نفوس الجميع، مما يعرقل عجلة الحياة ويشلّ الحركة الطبيعية".هل فعلاً نجوم الكرة في خطر؟
كشفت صحيفة "الميرور" البريطانية أن داعش بدأ تهديداته للقيام بعمليات هجومية لبطولة كأس العالم، إذ توعد قبل أيام باستهداف الملاعب الروسية المستضيفة للمونديال، معنوناً حملته "انتظرونا في روسيا". واللافت أن اللاعب الأرجنتيني ليونال ميسي كان أول ضحايا تهديدات داعش، فقد نشر التنظيم صورة على تويتر فيها رسالة واضحة لنجم نادي برشلونة الإسباني بفقدان حياته إذا شارك في كأس العالم. وفي التفاصيل التي نشرها موقع "إكسبرس"، أن "مؤسسة وفا الإعلامية" التابعة لتنظيم "داعش" قامت بنشر ملصق دعائي يظهر فيه لاعب كرة القدم الأرجنتيني وهو يقف خلف القضبان والدماء تسيل من عينيه، وأرفقت الصورة بجملة:" إنكم تقاتلون دولة لا تعرف الخسارة في ميزانها"، بالإضافة الى عبارة: "الإرهاب العادل". وواصلت الدولة الإسلامية مسلسل التهديد لنجوم كرة القدم العالميين، فنشرت ملصقاً ظهر خلاله مدرب المنتخب الفرنسي لكرة القدم "ديديه ديشامب" بلباس الإعدام، مكبّل اليدين والى جانبه جهادي يصوّب مسدسه باتجاهه، هذا وقد وصف التنظيم "ديشامب" بـ"عدوّ الله"، محذراً الجميع بالقول:"سوف نواصل إرهابكم وتدمير حياتكم". وفي السياق نفسه، نشر تنظيم "داعش" صورة للنجم البرازيلي واللاعب البارز في فريق "باريس سان جرمان" "نيمار دا سيلفا" بلباس الإعدام وهو يبكي، رافعاً رأسه الى الأعلى بانتظار قتله، وإلى جانبه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ملقىً على الأرض بعد إعدامه مع عبارة: "لن تتمتعوا بالأمن حتى نعيش به في البلدان الإسلامية". الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها تنظيم داعش ترهيب الجمهور والمنظمين قبل الأحداث الرياضية الكبرى، فقبل بطولة "يورو 2016" الأخيرة في فرنسا تبنى التنظيم عدداً من الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس، وكان أبرزها التفجير الانتحاري خارج ملعب "إستاد دو فرانس" خلال لقاء ودّي بين ألمانيا وفرنسا في تشرين الثاني 2015، كما انتقلت تهديدات "داعش" الى البرازيل قبل انطلاق أولمبياد ريو دي جينيرو في العام 2016.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين