شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
جيهادولوجي وأفلام جنسية و

جيهادولوجي وأفلام جنسية و"قراصنة الكاريبي"... هذا ما حمّلته زوجة أحد مقاتلي داعش على كومبيوترها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 20 أكتوبر 201702:47 م
كشف تقرير حصري لصحيفة "الديلي بيست" البريطانية بعنوان: "التقوى والإباحية: في الرقة، أسرار الكمبيوتر المحمول لزوجة أحد مقاتلي داعش"، أسراراً صادمة أظهرها محتوى حاسوب محمول يعود لإمرأة بلجيكية تعيش في مدينة الرقة السورية. من المواد الإباحية إلى الإرشاد الديني مروراً بالأفلام الأمريكية ووصفات الخبز، ماذا كان يدور في ذهن إمرأة أوروبية قررت الزواج من أحد مقاتلي داعش؟ ما الذي شغل اهتمامها؟ وما هي الأسرار التي أظهرها الحاسوب الخاص بها؟

مصادرة الحاسوب

قبل أيام من القبض عليها، تمكنت جماعة أحرار الفرات، وهي جماعة مقاومة سرية نشطة داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، من الحصول على القرص الصلب الذي كشف عن العقلية المتطورة لإحدى زوجات مقاتلي داعش الأوروبيات وأيامها الأخيرة في الخلافة. ووفق المعلومات التي حصلت عليها حصرياً "الديلي بيست"، تبيّن أن هذه المرأة قضت لياليها وهي تبحث على الإنترنت عن وصفات لإعداد الخبز، وفي ليالٍ أخرى اهتمت بتحميل فيلم" قراصنة الكاريبي"، إضافة إلى انشغالها بنتائج فريق أياكس الهولندي لكرة القدم والبحث عن الأفلام الجنسية.

السيدة الغامضة

يكشف التقرير أنه تم اعتقال المرأة البلجيكية من أصل مغربي، على قيد الحياة في مدينة الرقة السورية، وهي محتجزة حالياً لدى تحالف قوات سوريا الديمقراطية في مدينة كوباني الشمالية، من دون أن يعرف مصيرها حتى هذه اللحظة. واللافت أنه بخلاف المقابلات التي يتم إجراؤها في العادة مع أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية، سواء كانوا من المعتقلين أو المنشقين، فإن البيانات التي جرى استخراجها من الحاسوب المحمول تقدم صورة صريحة عن عقلية هذه المرأة التي كانت تعيش في تناقض واضح.

ترسيخ الإيمان بداعش

"لا يبدو أنّ هذه المرأة البلجيكية تشعر بأي خيبة أمل تجاه مشروع تنظيم الدولة الإسلامية المتخبط في الوقت الراهن"، هذا ما أشارت إليه الـ"ديلي بيست"، التي أوضحت أنه في نهاية الصيف وتحديداً في الأسابيع التي سبقت اعتقالها، كانت تزور كثيراً موقع ويكيبيديا للإطلاع على صفحة الحرب على أفغانستان باللغة الفلمنكية، كما أنها كانت تشاهد مراراً وتكراراً مقاطع فيديو على يوتيوب لطائرات أمريكية من طراز إيه سي-130 تقصف مواقع يشتبه أنها تابعة لحركة طالبان في أفغانستان. وبالتالي، بالرغم من كل الفوضى التي تحدث حولها، واظبت هذه المرأة على مشاهدة الحروب الأمريكية، في خطوة منها لإعادة ترسيخ انتمائها وتبرير معتقداتها.

بين المواد الإباحية والوعظ الديني

إضافة إلى البحث المكثف عن مشاهد الحروب، كشفت الصحيفة أن القرص الصلب تضمن أكثر من تيرابايت من المواد الإباحية التي وردت تحت عناوين مختلفة من "التمتع بالجنس للمرة الأولى" وصولاً إلى "إجعليه معلمك"، فضلاً عن زياراتها المنتظمة للموقع الجنسي "ريد تيوب". وبالرغم من وجود كل هذه الأفلام الجنسية على حاسوبها وبعض المواضيع العادية في نتائج البحث مثل وصفات لإعداد الخبز وروابط لتحميل الأفلام الأجنبية، يوضح التقرير أنها لم تبتعد عن التقوى، فقد تبيّن أنها كانت تستمع كثيراً إلى محاضرات رجال دين جهاديين مرتبطين بتنظيم داعش والقاعدة مثل أنور العولقي وحسام عبد الرؤوف، إضافة إلى إطلاعها على مجموعة من الملفات التي تضم نصوصاً دينية مرتبطة بعدة جماعات دينية مثل تنظيم داعش والإخوان، والبحث عن أحدث أناشيد الدولة الإسلامية، إضافة إلى تصفح موقع أيمن جواد التميمي و"جيهادولوجي". من منزلها الواقع في الرقة، كانت هذه البلجيكية تتابع أخبار مواطنيها الذين انضموا إلى داعش، وتراقب عن كثب أخبار هجمات الدولة الإسلامية في برشلونة وكامبريلس في أواخر آب 2017، والاعتقالات في إسطنبول، فضلاً عن التقارير التي تتحدث عن وفاة مواطنها البلجيكي طارق جدعون، الذي كان يقاتل ضمن صفوف داعش في الموصل. كما تحدثت "الديلي بيست" عن "هوس" هذه المرأة، على رغم وجودها في قلب الخلافة، بالمواقع الإخبارية الغربية من أجل رصد المعلومات التي تتعلق بأنشطة التنظيم في أوروبا. وأوضحت الصحيفة أن هذه المرأة كانت على اتصال عبر فيسبوك مع بعض الإسلاميين البلجيكيين الذين عادوا إلى بلادهم، كما كانت تتبادل الرسائل مع أصدقاء في بلجيكا حتى 17 آب 2017، فضلاً عن متابعتها على فيسبوك بعض الصفحات المتعلقة بالجاليات التونسية والمغربية في بلجيكا، والتي تنشر بشكل خاص كل ما يتعلق بالإسلاموفوبيا.

أيامها الأخيرة مع داعش

وتكمل الـ"ديلي بيست": "مع اقتراب تحالف قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها الأكراد وحليف أمريكا على الأرض في شرق سوريا، من معقل تنظيم داعش السابق في الرقة ومحاصرته، تغيّر سلوك المرأة في استخدام الإنترنت بشكل مذهل: في مطلع شهر آب كان كل شيء يجري بصورة طبيعية، فكانت تحاول تمضية وقتها بتحميل عدة مواد ومشاهدة الأفلام، ومع اقتراب شهر آب من نهايته وتضييق قوات سوريا الديمقراطية الخناق على الرقة، بدأ اليأس يتسلل إليها خاصة أنها لا تعلم شيئاً عن مصيرها الوشيك، فبدأت حينها البحث عن أحدث أخبار وحدات الدفاع الشعبي وما تفعله الوحدات مع المنتسبين إلى داعش". تضيف الصحيفة في مقالها:"افترض الكثيرون أنَّ الجهاديين سيقاتلون حتى الموت في الرقة، ولكن يبدو أنّ هذه المرأة لا تمتلك مثل هذه النية، ولكن لا يبدو كذلك أنّها تريد التخلِّي عن قضية الخلافة"، ففي الأيام الأخيرة التي سبقت اعتقالها، كانت تكثف من البحث عن أولئك الذين عادوا إلى أوروبا من سوريا، والدعاية الجهادية، وكل ما يتعلق بالتنظيم من الأناشيد إلى محاضرات أنور العولقي. واللافت أنه مع غروب شمس 24 آب، تبيّن أن المرأة البلجيكية كانت تبحث عن نتائج معيّنة مثل:"أريد ترك تنظيم داعش" و"إعادة الجهاديين" باللغة الفلمنكية، وعلى ما يبدو أنها أيقنت أن القبض عليها بات وشيكاً لأن آخر عملية بحث أجرتها في وقت متأخر من مساء ذلك اليوم، كانت بعنوان: "ما تفعله وحدات حماية الشعب بإرهابيي داعش".

حياة نساء داعش

حب، جنس، خيانة، قتل، تعنيف، ندم. كيف أمضين نساء مقاتلين في صفوف داعش أوقاتهن في سوريا؟ تحدثت تقارير عدة عن الحياة السرية لنساء داعش، من بينها صحيفة النيويورك تايمزالأمريكية التي سلّطت الضوء على 3 نساء قررن الزواج من أشخاص ينتمون إلى تنظيم "داعش" بهدف حماية عائلاتهنّ بعد أحداث الرقة السورية، فانضممن إلى كتيبة الخنساء، وهي شرطة الآداب العامة والأخلاق في تنظيم الدولة الإسلامية، وهناك كان يتم تنفيذ العقوبات المختلفة بحق المخالفات. وفي السياق نفسه، كشف تقرير لموقع "ان بي سي نيوز" عن الحياة السرية التي كان تعيشها "نساء داعش"، فقد أوضحت "دعاء"، وهو إسم مستعار، أنها باتت مؤمنة بفكر "داعش" بعد أن ارتبطت بأحد المنتسبين إليه. انخرطت "دعاء" في "كتيبة الخنساء"، فكانت تجول في الأسواق وتشارك في تنفيذ العقوبات، كما كانت تعتقل المُخالفات للباس الشرعي الذي فرضه التنظيم، هذا وقد اعترفت بأنها أقدمت في بعض المرّات على تنفيذ عقوبة الجلد بحقّ المخالفات. من جهتها، كانت "أم أسماء" تستقبل الوافدات الجديدات من أوروبا، وبالرغم من أنها كانت تضع "الماسكرا" على عينيها، فقد كانت تمنع باقي النساء من وضع أي نوع من مستحضرات التجميل، وتعذبهن إذا خالفن أوامرها. أما "أم أوس" فقد كشفت أن التنظيم أخضعهنّ لدورة تدريبية تناولت الشق الديني والناحية العسكرية لجهة تعليمهنّ استخدام الأسلحة. وأجمعت المنشقات الثلاث على "وحشية" داعش، ووصفن الحياة في الرقة بأنها فيلم رعب:" كانوا يقطعون الرؤوس ويضعونها في الشارع أو يرمون الجثث حيث يستطيع الجميع رؤيتها بمن فيهم الأطفال". في المقابل، لم تكن تعلم المترجمة في مكتب التحقيقات الفدرالي، "دانيلا غرين" أن حبها لمغني الراب السابق سيكلّفها ثمناً باهظاً.
ففي التفاصيل التي كشفها موقع "سي أن أن" أن هذه الشابة الأمريكية كانت تتابع ملف المغني "دنيس كوسبيرت"، الذي بات يسمي نفسه " أبو طلحة الألماني" بعد أن تحول إلى جهادي معروف في تنظيم الدولة الإسلامية، فكانت تتواصل معه على الدوام. وفي العام 2014، أخفت "دانيلا" وجهة سفرها على ال"أف بي أي" ليتبين أنها اتجهت إلى الحدود التركية السورية حيث التقت "دنيس" وتزوجته. لكن بعد مرور بضعة أسابيع، أدركت "غرين" مدى الخطأ الذي ارتكبته، فلاذت بالفرار من سوريا وعادت مجدداً إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفور وصولها إلى هناك تم اعتقالها بتهمة سوء الاستفادة من الثقة الرسمية الممنوحة لها وتعريض الأمن القومي للخطر.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image