أطلقت شركة "نينتندو" اليابانية "سوبر ماريو أوديسي"، وهي النسخة المتطورة من لعبة "سوبر ماريو" الشهيرة، والتي من المفترض أن تتصدر أكثر الألعاب الإلكترونية شعبية لهذا الموسم.
ما هي هذه اللعبة الجديدة التي تَعدُ بتجربة ممتعة ومغامرات مشوقة لجميع أفراد الأسرة؟ وما الذي يميّزها من سابقاتها؟
بين الواقع والخيال
نظراً لكون شخصية "ماريو" محببة لدى جميع الأعمار، فإن شركة "نينتندو" تحرص دوماً على تطوير هذه اللعبة لتتماشى مع تغييرات العصر والتقدم التكنولوجي، من هنا أطلقت قبل أيام نسخة جديدة من "سوبر ماريو"، هي "سوبر ماريو أوديسي" الحصرية بنظام "نينتندو سويتش". تدور القصة حول السبّاك الإيطالي السابق "ماريو" الذي اكتسب قدرات هائلة ووجد نفسه أمام مهمة جديدة: إنقاذ الأميرة الجميلة "بيتش" من "بوزر"، الكائن الشرير الذي يعتزم الزواج بها. واللافت أن هذه اللعبة بنسختها الجديدة تتأرجح بين الواقعية ( مدينة نيو دنك الجديدة) من خلال أسماء الشوارع، والسيارات، والناس وهم يسيرون على الطريق ويحتفلون... وبين السريالية من خلال عالم المطبخ حيث توجد خضراوات عملاقة وكائنات غريبة. كذلك في "سوبر ماريو أوديسي" يختلط الواقع بالعالم الافتراضي مما يجعل التجربة أكثر متعة وإثارة، وهو أمر أكده مدير هذه اللعبة "كينتا موتوكرا": "عندما بدأنا بتطوير اللعبة طلب مني المصمم أن أفاجأ الناس، وبالتالي باتت كلمة "مفاجأة" هي الكلمة المفتاح في تصميم اللعبة". وأكد مصمم اللعبة "يوشياكي كويزومي" أن هناك طرقاً مختلفة للنظر الى شخصية "ماريو" وتقييمها:"بالنسبة الينا إن هذه الشخصية هي وسيلة لاكتشاف التحديات الجديدة في تصميم اللعبة وإيجاد طرق مبتكرة لإرضاء اللاعبين. أما بالنسبة الى الأشخاص الذين يلعبون في هذه اللعبة فإنهم ينظرون الى "ماريو" على أنه وجه مشرق، وبالتالي ينخرطون معه في علاقة تزخر بالكثير من الألفة. مقابل كل هذه المتعة التي توفرها لعبة "سوبر ماريو"، تحدث موقع فوربس عن وجود مشكلتين بارزتين أثناء تجربة النسخة الجديدة: التحكم والإخراج الفني. فقد أشار الموقع الى أن أجهزة التحكم بالحركة ضرورية في لعبة "سوبر ماريو أوديسي" خاصة أن شركة "نينتندو" تنصح اللاعبين باستخدام "جوي كونز"، وهو جهاز متطور يسمح للأشخاص بالتحكم أكثر في حركة الشخصيات، ولكن في ظل اعتياد معظم اللاعبين على الجهاز التقليدي القديم فمن الصعب عليهم الانتقال فجأة إلى جهاز تحكم حديث يتضمن العديد من الأزرار المتشابهة التي تؤدي الدور نفسه (كبستان للقفز وكبستان لرمي القبعة...) الأمر الذي قد يربكهم ويعرقل حركاتهم وبالتالي يخسرون اللعبة. أما المشكلة الثانية فتكمن في الإخراج الفني، أي في عملية دمج عدة عوالم دفعة واحدة، كالانتقال مثلاً من مرحلة الثلج إلى الشاطىء والذهاب إلى الغابات والتجول في المدينة. صحيح أن اللعبة غنية جداً بالمراحل وباكتشاف مساحات جديدة إنما الغريب هو دمج هذه الأماكن في لعبة واحدة، إضافة إلى تداخل عدة شخصيات من بيئات مختلفة.بين سوبر ماريو القديم والجديد
هناك العديد من الإضافات المثيرة التي لم تكن في النسخ القديمة من "سوبر ماريو"، إذ مع الوقت أصبح لهذه الشخصية المميزة مهارات جديدة وقدرات خارقة، وبالتالي تحول هذا "السباك" البسيط الى "بطل" خارق قادر على التحكم بكل شيء وتجاوز كل الصعوبات بغية إنقاذ الأميرة الشقراء. صحيح أن مبدأ اللعبة لم يتغيّر على الإطلاق، إنما مشوار المغامرة قد تبدل كثيراً: ففي السابق كان ماريو الصغير يجول في "مملكة الفطر"، يقفز في الجو، يلتقط الفطر لينمو في الحجم وينزل في الأنابيب الخضراء بحثاً عن القطع النقدية، وبعد تجاوز بضعة عوائق يصل أخيراً الى مواجهة التنين فيقضي عليه وينقذ أميرته التي تشكره من كل قلبها وسط المفرقعات النارية التي تضيء السماء، أما مع "سوبر ماريو أوديسي" فقد اكتسب البطل قوة أكثر خاصة في ظل إدراج فكرة القبعة الحمراء التي أصبحت سلاحه الفتاك ضد الأعداء. فمن خلال هذه القبعة "الحيّة"، يتمكن "سوبر ماريو" الجديد من التحول إلى العديد من الشخصيات والأشياء: ضفدع، لهيب نار، سيارة أجرة تنقله الى مكان سري... كما أن مجرد رمي هذه القبعة السحرية على الأعداء تخوله السيطرة عليهم والحصول على قدرات وحركات جديدة. والمثير في اللعبة أنها تنتقل من مراحل ثلاثية الأبعاد إلى مراحل ثنائية الأبعاد مع "عودة الى الوراء"، وإمكان تبديل ملابس الشخصية الرئيسية، مما يزيد التجربة متعة ويجعلها مسلية للكبار والصغار. إضافة الى ذلك، ركزت شركة "نينتندو" على المؤثرات البصرية، ففي هذه اللعبة الجديدة هناك نقلة نوعية من المؤثرات البسيطة الخاصة بعالم الأطفال إلى مؤثرات أكثر تطوراً: إذ لم يعد البطل يسير على أرضية موحدة بل ينتقل بين جدران المباني والشوارع المكتظة بالناس... حتى أن الموسيقى باتت أكثر ضخامة وحماسة. إن "سوبر ماريو أوديسي" هي لعبة "معقدة"، تحتاج الى نسبة عالية من التركيز، خاصة أنها تتضمن العديد من المراحل الصعبة والمفاجآت، الأمر الذي يجعلها مرغوبة لدى اللاعبين الكبار الذين يبحثون عن التحديات والمغامرات المحبوكة بذكاء. من المتوقع أن تحقق "سوبر ماريو أوديسي" نسبة مبيعات مرتفعةً وأن تكون اللعبة الأكثر مبيعاً في نهاية العام.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...