لعلها المرة الأولى التي تظهر فيها الأغاني الرومانسية باللهجة الفلسطينية الخالصة، بل لعلها المرة الأولى التي تنطلق من الأراضي الفلسطينية. إذ يُعتبر عامل التجديد الفني بفلسطين إبداعاً، في ظل الظروف القاسية الممارسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وظهر هذا واضحاً في أغنية "يسلمولي هالعيون" المصورة والممزوجة بموسيقى البوب المرحة، والتي أطلقتها المغنية يُسر حامد من مدينة رام الله، فأحدثت بها جدلاً في الشارع الفلسطيني كونها الأولى من نوعها في البلاد.
الأغنية تلقت ردود فعل إيجابية عند كثير من أطياف الشعب الفلسطيني، ولكن هذا لا ينفي تلقيها جملة من الاعتراضات، على الرغم من أن الأغنية لا تحمل بمضمونها ما يدل على الهبوط بالفن.
فالشعب الفلسطيني قد يكون ملّ إلى حد ما الأغاني الوطنية، التي تصب جميعها في الأسلوب التقليدي، ولا أحد ينكر دور الفن بدعم النضال الفلسطيني، والتي أثبتت بأن ميادين المعركة كانت سلاحاً وباروداً وشعراً وزجلاً، عكست من خلالها التوحد العربي الذي حقق نصراً في عدة جبهات.
ولكن كيف لبعض الأغاني الرومانسية أن تكون داعمة للقضية الفلسطينية؟
أفادت يُسر حامد أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول طمس وجود العرب بفلسطين عبر عدة طرق، ودور الفن هنا ترسيخ الوجود الفلسطيني في أرضه، وفرض اسم فلسطين على العالم الفني. فجاءت هذه الأغنية العاطفية والرومانسية باللهجة الفلسطينية والشبابية، التي تقول إن الشعب الفلسطيني يُحب المرح والسلام والرومانسية مثله مثل بقية شعوب العالم.
مشوار غنائي
بدأت المغنية حامد مشوارها الفني قبل أربع سنوات، عام 2013 بالتحديد، عند التحاقها بمجموعة نوى للموسيقى العربية بقيادة الفنان الفلسطيني القدير باسل زياد. وبدأت قدراتها الغنائية تنمو شيئاً فشيئاً من خلال الكورس، التي تشتهر بها فرق الغناء والإنشاد بالدين المسيحي، فبقيت تحت التدريب ومع الجوقات مدة سبع سنوات بمعهد إدوارد سعيد للفنون الموسيقية في فلسطين، فاكتسبت من خلال ذلك خبرة العزف على آلة القانون، لتضع خبرتها وبصمتها الفنية بعدة فرق، مثل فرقة "سنابل" التابعة لجامعة بير زيت، حتى استطاعت أن تطلق أول فرقة غنائية تُدعى "أنتيكا". واتجهت بعد ذلك لكتابة الألحان ومشاركاتها في مهرجانات الرقص المعاصر التي اشتهرت بها رام الله، وأنتجت فيديو كليب لراقصة معاصرة باسم "اعتنق" بالاشتراك مع الراقصة المقدسية رند طه. ومن أبرز الأغاني التي ألفتها يُسر وغنتها (تحدَّ الخوف)، (اعتنق)، واغنية (لما تكوني حدي) التي لاقت رواجاً كبيراً على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الغناء على شبكات الإنترنت، ما أعطاها الدافع لتنطلق نحو عالم الغناء وإنتاج أول فيديو كليب غنائي على حسابها الشخصي، فالإنسان يفصل بينه وبين تحقيق نجاحه وطموحه أحياناً إحياء الأمل والتشجيع. &feature=youtu.be&t=7 قالت يُسر لرصيف22: "تميزت أغنية (يسلمولي هالعيون) المصورة عن غيرها من الأغاني ببساطتها ولحنها الممزوج بلغة المرح، وقد تناولت صورة جديدة للحياة بالمحافظات الفلسطينية بشكل عام، كما استهدفت الفئة الشبابية الفلسطينية وبلهجتهم أيضاً داخل الوطن وخارجه، واستغلال الطاقات المرحة لديهم من خلال الكلمات البسيطة، فالطابع الشبابي في الفن منعدم في الساحة الفنية بفلسطين". وأشارت إلى أن الفيديو الذي أطلقته واجه صعوبة في البحث عن موزعي صوت أو منتجين له في فلسطين، لذلك كونت أستوديو لإنتاج أعمالها بتمويل ذاتي، وتعاونت معها مهندسة الصوت "سارونا مشعشع"، وكان إنتاجهما لهذا العمل بأدوات بسيطة. وتهدف يُسر من الأعمال الأخيرة إلى صناعة لون غنائي لم يسبقها إليه أحد، تقول: "بجرعات الشوق التي أتناولها والتي تجعلني تواقةً للفن الجميل، وبحبي لجميع أنواع الموسيقى كموسيقى الطرب والبوب والترانس والجاز سأسخر أسلوباً جديداً على الساحة الفنية بفلسطين لأكون إحدى المشاركات بصعود فلسطين نحو الفضاء الفني". وتستعد يُسر إلى إطلاق حدث فني في عيد الميلاد المقبل، قد يكون هو أول الأحداث الغنائية التي ستنطلق بهذه المناسبة. وقد أبدى بضعة فنانين إعجابهم بخطوة يُسر، وغالبيتهم ممن اشتهروا بالأغاني التراثية والوطنية، مثل الفنان نادر صايل، وشادي البوريني، وعلاء رضا وغيرهم.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...