من جامايكا إلى العالم دعوة سلام عبر موسيقى كانت يوماً قد انتقلت لجميع ربوع العالم، مع من استعبدوا من ذوي البشرة السمراء. دعوة سلام أطلقها شباب قرروا أن يغنوا الريغي ليعلنوا للعالم أن لا فرق بين دين وآخر أو بين لون ولون أو بين جنس وجنس.
[caption id="attachment_125576" align="alignnone" width="700"]بوب مارلي، والتي تعتمد على الماريجوانا للتقرب إلى الإله لديهم، ويستخدمونها كجزء من طقوسها الروحانية والدينية.
تعود أصول موسيقى الريغي، التي تتلخص فلسفتها في الحب والصبر والنضال ونبذ الحرب إلى دولة جامايكا، التي اعتاد مغنوها استخدام التكوين الموسيقي البسيط، من سلالم ونغمات، وسرعان ما انتقلت مع الجنود والمستعبدين إلى أوروبا وأمريكا، لينتشر هذا اللون من الغناء، ويحصد رواجاً كبيراً في بريطانيا وأمريكا وكندا.
وللريغي عيد موسيقي يقام سنوياً في يوليو في كينغستون عاصمة جامايكا، يجمع كل محبيها وعازفيها في مهرجانات مفتوحة على مدار شهر، في المدن والسواحل والشواطىء، ويُعتبر هذا العيد موسماً سياحياً للبلد بأكملها.
وتعد "بارتي تايم" من بين أشهر الإذاعات الأمريكية المختصة بموسيقى الريغي، تعرف بـ"تجمع محبي الريغي" من جميع أنحاء العالم، وتدعوهم للتسجيل والمشاركة بالراديو، وكان أول من بدأها المطرب العازف الشهير هاريسون ستافورد، مؤسس فريق "غراونديشن".
وفي منطقة الدول العربية الأفريقية، سعى شباب مصريون وعرب إلى إعادة إحياء ثقافة الريغي وتعريف الجمهور العربي بها، بعدما أنشأوا فرقاً، أهمها:
بوب مارلي[/caption]
الريغي هي الموسيقى الجامايكية التي لطالما تعلّقت بالحشيش، جراء العادات اللصيقة بديانة الرستفارية، التي يعتنقها الأب الروحي لموسيقى الريغي أفرينوبيا "النوبة تغني الريغي"
Never forget your Roots، كان شعار "أفرينوبيا باند"، الفرقة ذات الأصول النوبية. يقول تامر أمادو المغني والمؤسس لباند أفرونوبيا لرصيف 22: "تكوين الباند كان نابعاً من عشقنا للموسيقى وترسيخ رسالتنا والاهتمام بتراثنا النوبي والأفريقي من خلال إيقاعات أفريقيا المبهجة، فاخترنا فن الريغي أو موسيقى الريغي وهي موسيقى السلام النفسي و الروحي". لا ينكر تامر أن حبهم لأغنيات بوب مارلي الأب الروحي لهذه الموسيقى المبهجة، جعلهم يفكرون كثيراً في تقديم معظم أغنياتهم بإيقاعات موسيقى الريغي. وعن اسم الفرقة يوضح أفرونوبيا: "هذا الاسم أجمعنا عليه لأننا أحببنا أن نلعب المزيكا المفصلة علينا وتركيبتنا والأقرب للأذن بحكم جذورنا في النوبة". "أفرينوبيا باند" مكونة من 8 عازفين هم: الكيبورد (جو)، الغيتار (أحمد المهدي)، الساكس (حسيني)، الدرامز (توماس)، بالإضافة إلى الدفوف النوبية (ماستو وخالد الرايق)، والبركشن (ماجد ماجو). وحول تفاعل الجمهور المصري مع فن الريغي، يقول تامر: "كثيرون يحبون موسيقى الريغي في مصر، ويعشقون دقات إيقاعاتها، ودائماً يطلبون سماع المزيد من الأغنيات".هجين باند
على مسافة دقائق من الكورنيش، وتحديداً داخل استديو موسيقى في حي كامب شيزار بمحافظة الأسكندرية، تتناغم أصوات الغيتار والدرامز مع ضربات أمواج البحر المتوسط المتلاحقة، لتشدو "هجين باند"، إحدى فرق المتبنية إحياء موسيقى الريغي بمصر. رصيف 22 التقتاهم داخل الاستديو، أثناء البروفات لتحضير أول ألبوم لموسيقى الريغي، كانوا قد حصلوا على منحة ودعم لإنتاجه أخيراً. عبدالله الشهير بـ"دوبي" يقول: "نحن في هجين فرقة مستقلة نقدم نوعاً جديداً من موسيقى الريغي، وذلك نتيجة لاختلاف أنماط الموسيقى التي يعزفها أعضاء الفريق، هذا المزج هو ما أوجد تلك الموسيقى المميزة، وهو سبب تسمية الفريق هجين". ويضيف: "كانت انطلاقتنا بمشاركتنا في مهرجان زوروني كل سنة مرة". ويصف دوبي موسيقى الريغي بأنها موسيقى رافضة للعنصرية، قائلاً: "أنت بني آدم وأنا بني آدم، أياً كان اسمك ولونك وجنسك، محتاجان العيش معاً بسلام"، وهي ممزوجة مع الإيقاعات الأفريقية والكاريبية والجاميكية، التي تطورت لتشمل أنواعاً أخرى مثل الريغي تون، والدانس هول، والراب داب. إنها موسيقى تحمل رسالة الحب والسلام، وترفض العنصرية العرقية والفكرية. https://youtu.be/xygwflPmWbw?t=845 تتكون هجين من 6 أعضاء، هم: عبدالله محسن فوكال ومؤلف الأغاني، محمد فتحي غيتار، عمرو موكا غيتار وباك فوكال، ماريو مرقص كيبورد، أحمد الخولي درامز، وعبدالله ابراهيم باص غيتار.صفصافة باند
بينما أحب خمسة موسيقيين إسكندريين، هم سيمو، هشام، ماجد، محمد، وميدو، موسيقى الريغي التي كانت موسيقاهم المحببة، فمزجوا ألحانها بفلسفتهم الغنائية، الراغبة في نشر قيم السلام النفسي والاجتماعي، فكانت "صفصافة باند". فرقة مزجت أنواع الموسيقى على طريقة الصفصافة، من خلال ألحان الغيتار والإيقاع وروح الترومبيت والساكسفون، ولكن يبقى لهم لونهم الخاص، وهو الريغي والجناوة، بحسب ما يقول رامي سليم مدير الفرقة لرصيف 22، موضحاً: "الفرقة ربما كانت الوحيدة التي اختصت بموسيقى الريغي منذ انطلاقنا في 2016، وهي الموسيقى التي تناغمت مع فلسفتها ضد الحروب وحب السلام". وتلعب صفصافة وهي اسم شجرة ترمز إلى روح السلام، ريغي وجناوة، وهي موسيقى أمازيغية تعطي مزيجاً رائعاً مع الريغي. وبحسب رامي سليم، فإن الإقبال على سماع الريغي بالإسكندرية كبير، وعن قلة الحفلات والأغنيات يوضح: "لم تعد الأمور سهلة كما من قبل، فالعقبات المادية بدأت في الظهور، إذ أصبحنا نحصل على دخل محدود للغاية، وتطور الأمر إلى عدم الحصول على شيء، وزادت الضرائب وكثرت التعقيدات والأوراق المطلوبة. كما أن أماكن الحفلات غير متوفرة. لم تعد هناك مساحات غنائية بالأسكندرية كما كانت من قبل سوى مكتبة الأسكندرية، المكان الوحيد المتاح للحفلات. حالياً كل الاماكن الأخرى لم تعد تدعم واختفت الجداول الشهرية للفرق". ويوضح ماجد سراج، سكسفون بالفرقة: "كل الناس كانت مضطربة وآذانهم غير معتادة موسيقانا، وقد اشتركنا في مهرجان بالشارع مجاناً، وكان رد فعل الجمهور رائعاً، وبدأ التجاوب معنا، خصوصاً أننا لسنا الوحيدين بالإسكندرية التي بدأت تحتضن فرق الريغي".الجزائر تغني الريغي على طريقة دمقراطز
لم تكن الحدود عائقاً أمام الموسيقى، فعلى الجانب الآخر كانت دمقراطز في الجزائر تحيي الريغي على طريقتها. "دمقراطز" فرقة موسيقية تأسست عام 2011 في وهران، لتعبر عن الشباب الجزائري وعلاقته مع المجتمع والسياسة. يقول صادق، الكاتب والمغني وقائد الفرقة، إن الفرقة حققت أهم أهدافها، فهي كانت أول فرقة تخرج من الأحياء الشعبية إلى أكبر المهرجانات في أمريكا، لتوصل رسالتها "إعلاء صوت الشباب الجزائري والفئات المهمشة غير المسموعة". تتكون الفرقة من سبعة أعضاء هم: أمين (bass)، نسيم (guitar)، فارس (sax)، مهدي (keyboard) ، عبد الرحمان(guitar)، محمد(drums)، وصادق الكاتب والمغني قائد الفرقة. ويضيف صادق لرصيف22: "اختيارنا للريغي لم يكن صدفة، لأن غالبية الأعضاء كانوا من أكبر المحبين لهذا النوع من الموسيقى، أما الصدفة فقد كانت في كيفية تكوين الفرقة، كنت أكتب الأغاني، وعام 2005، حاولت تسجيلها مع مهدي، الذي كان ينتج الموسيقى على الحاسوب، بعدها تعرفت إلى عبد الرحمن، الذي كان يلعب الغيتار ويسكن في الحي نفسه، وبدأنا نعزف معاً لمدة سنة، حتى تعرفنا إلى الموسيقيين أمين ونسيم، فدعوتهما إلى الالتحاق بنا وأسمعناهما بعض الأغاني التي كانت تحتاج إلى فرقة متكاملة، فانضما إلينا ثم لعبنا بعد 10 أيام أول حفل، باسم دمقراطز". ويضيف صادق: "فن الريغي هو فن جد عميق، فبعيداً عن الموسيقى، هو يجمع بين الماضي الحاضر والمستقبل، بداية من الماضي المتعلق بالعبودية والجذور الأفريقية التي انفجرت على إثره هذه الثورة الموسيقية التحررية في جمايكا، والحاضر الذي يعيشه المجتمع الآن، ويدفع فنان الريغي إلى الدفاع عن المظلومين ووصف حقائق وأزمات الحياة اليومية". وحول تقبل الجمهور لموسيقى الريغي، يقول صادق: "الجمهور الجزائري هو جمهور جد ذواق، وأنواع الموسيقى الموجودة في الجزائر تتميز بالثراء والتنوع، لهذا من الصعب أن تنجح في لفت الانتباه إذا لم تكن متيقناً مما أنت فاعل. كنا ندرك أن الريغي باللغة الجزائرية هو شيء جد أصلي، وأضفنا إليه كل الجماليات المتعلقة بثقافة الراسطا، من دون أن ننسى أسلوب الارتجال وروح التمرد. لهذا السبب ديمقراطز تميزت عن سائر الفرق، والجمهور أحب ذلك، وحتى موسيقياً تأثر بنا الكثير من الشباب، وهم الآن يسلكون الاتجاه نفسه، ما يدفعنا إلى الفخر، ومساعدة هؤلاء الشبان ليزدهر الريغي الجزائري في جميع الأنحاء". وعن المشاركة في مهرجانات عالمية، يقول صادق: "بما أن فرقتنا لا تصنف في خانة واحدة، والموسيقى التي نقدمها ممزوجة في غالبية الأحيان مع الطباع الجزائرية المختلفة، ما جعلنا نستطيع المشاركة في العديد من المهرجانات، التي لم تكن متعلقة فقط بفن الريغي، في الجزائر، المغرب، تونس، بيروت، الأردن، وأكثر من 6 مهرجانات أمريكية في واشنطن، بوسطن، نيويورك، لوس أنجلوس، هنتنغتن. أما أروعها فكان المهرجان التاريخreggae on the rive كالفورنيا الطبعة 32، 2016، التي حضر فيها أكبر المغنين وفرق الريغي مثل yellow man" " new Kingston" "Protoje" " Sizzla" "Jah Sun" "Dubtonic" Big Youth" " U Roy " "Onthonie B" " Jah9" " Mad Professor" " Addis Pablo». مشيراً إلى أن الفرقة ستصدر ألبومها الجديد عام 2018، بمشاركة الموسيقي الكبير "جون آلن روسل"، موزع أغنية "نو وومان نو كراي" لبوب مارلي، وهم يأملون في تنظيم أول دورة في أوروبا في السنة نفسها.sudanroots
كذلك كان للسودان نصيب ملحوظ، فكانت فرقة «sudanroots»، التي تأسست عام 2011 والمكونة من 7 أعضاء، هم: تاريجو، جايدو، مو توري، خاتير، محمد الطويل، محمد بلال، أحمد حميدة وأمجد بدر. وترى الفرقة أن رسالتها هي نشر الحب وثقافة السودان والعادات الجيدة، معتمدةً على فن الريغي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...