شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"إحنا أكتر حد عارفك".. الأخ الكبير يراقبك في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 13 سبتمبر 201707:04 م

في شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين (أحد أهم أحياء القاهرة)، وقف رجل مصري مسنّ ينظر باستغراب لإعلان ضخم يحتل مكاناً مميزاً في ميدان سفنكس.

الإعلان عبارة عن لوغو وتحته شعار "إحنا أكتر حد عارفك"، وبتوقيع شركة المصرية للاتصالات الحكومية.

سار الرجل في طريقه دون أي رد فعل، وكأنه اعتاد على هناك في بلده من يعرفه أكثر من نفسه.

هذا الإعلان هو واحد من عددكبير من الإعلانات التشويقية (نوع من الإعلان تعتمده الشركات لإثارة التساؤلات عن كنه المنتج من دون إعطاء أي معلومات عنه)، وقد انتشر أخيراً في أهم شوارع وميادين القاهرة وباقي المحافظات.

حكاية الإعلان

تمهد الحملة لقرب انطلاق الشركة الرابعة للمحمول في مصر، بعد شركة فودافون وأورانج واتصالات، والتي لم يقع الاختيار بعد على اسمها النهائي.

ولدى الشركة المصرية للاتصالات أكثر من ستة ملايين مشترك في خدمات الهاتف الثابت (الأرضي)، وتسيطر على أكثر من 70% من سوق الانترنت الأرضي.

حصلت الشركة التي تحتكر خدمات الهاتف الثابت في مصر، على رخصة رسمية لتقديم خدمات الجيل الرابع للمحمول، في سبتمبر من العام الماضي، مقابل نحو 7.1 مليار جنيه.

لوغو الشبكة وشعارها الظاهران في الإعلان أثارا جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ربط البعض بسخرية بين الشعار "إحنا أكتر حد عارفك" وبين اتهامات للحكومة بأنها تتجسس على مكالمات المواطنين.

وعبّر البعض عن عدم فهم علاقة "اللوغو" بعالم الاتصالات، وظهرت كتابات عن ضعفه فنياً، وبعد حالة الجدل، أرسلت الشركة بياناً لبعض الصحافيين يشرح اللوغو الذي "يمزج بين درجات لونية للنبات والنار والمياه، التي تعبّر عن أصل الحياة".

وقال مصدر من الشركة إن المصرية للاتصالات استعانت بشركة وصفها المصدر بأنها من أكبر شركات الدعاية العالمية لتصميم اللوغو وشعار الحملة.

لكن ما لم تقله الشركة هو أن اللوغو المثير للجدل لم يصمم خصوصاً لها، بل هو نموذج شبه جاهز تم تعديله، متاح للبيع بسعر قليل على واحد من أشهر مواقع بيع الصور والشعارات (اللوغو) والتصميمات الجاهزة على الإنترنت، وهو موقع shutterstock العالمي.

ويمكن لأي شركة أن تشتري الشعار من الموقع وتقوم بتعديله أو تغيير ألوانه وأن تكتب اسمها عليه.

ثقافة الأخ الكبير يراقبك

بدا شعار الشركة المصرية للاتصالات وكأنه ترسيخ لثقافة الأخ الكبير يراقبك (مصطلح استخدمه الكاتب البريطاني إريك آرثر بلير، الشهير باسم جورج أورويل ويشير إلى القمع وغياب الحريات)، وهو الاتهام الموجه دائماً من قبل منظمات حقوقية ومعارضين للحكومة المصرية باعتبارها تتجسس على بعض المواطنين من دون أحكام قضائية، وهو الاتهام الذي تنفيه مصر.

وتقول منظمات مصرية عدة، من ضمنها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن الحكومة المصرية تراقب الاتصالات التليفونية بشكل ممنهج.

واستخدمت الشركة شعارات أخرى في الحملة الدعائية، من ضمنها "إحنا أكتر حد طمنك"، و"إحنا قبل الكل عندك"، و"البداية كانت عندنا".

وبعد ثورة يناير، قام الصحافي المصري عبد الرحيم علي (رئيس تحرير موقع البوابة) بتقديم برنامج تليفزيوني على فضائية القاهرة والناس عرض من خلاله فحوى مكالمات هاتفية للعديد من النشطاء والسياسيين المصريين، منهم الدكتور محمد البرادعي الحاصل على جائزة نوبل.

ولم يصرح علي عن الجهات التي أعطته هذه المكالمات، لكن عدم اتخاذ الحكومة المصرية موقفاً من البرنامج –الذي يتعارض مع عدة مواد في القانون والدستور المصري- جعلت الكثيرين يقولون إن الأمن المصري هو من سرّب المكالمات.

وتعرّض برنامج الصندوق الأسود لاتهامات عدة باعتباره برنامجاً غير مهني يعتمد على نشر مكالمات شخصية لمواطنين مصريين من دون إذن.

سخرية من اللوغو

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ بعض المصممين المصريين بالسخرية من اللوغو على طريقتهم، إذ استخدموه مرة كذيل قطة، ومرة كذيل سنجاب.

الجدل الذي انطلق مع لوغو الشركة الحكومية لم يحدث من قبل مع لوغوهات فودافون وأورانج واتصالات.

في موازاة ذلك، لم تعلن الشركة رسمياً إذا كانت ستقوم بتطوير اللوغو أو حتى تغييره أم أنها مصرة عليه، مع العلم أن الشبكة الرابعة ستبدأ عملها رسمياً خلال أيام قليلة.

وبحسب بيان رسمي لوزارة الاتصالات، فإن عدد المشتركين في المحمول في مصر يبلغ نحو 98 مليوناً، وهو عدد يفوق عدد المواطنين المقيمين في البلاد، بسبب امتلاك الكثيرين منهم بضعة خطوط في الوقت نفسه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image