"قميص النوم" له مواصفات خاصة في ذهن كل فتاة. قطعة مميزة الشكل والملمس، والطابع والتصميم تحظى بمكانة أساسية في حياة الكثير من النساء. هل تتنازل المرأة عن هذه العلاقة مع ارتفاع أسعار قطع اللانجيري بشكل حاد؟ كيف غيّر ارتفاع الجمارك "ديمغرافية" اللانجيري في الأسواق النسائية المصرية؟
أن ترتادوا أحد المجمعات التجارية الشهيرة في القاهرة، وتلقوا نظرة على محلات اللانجيري صاحبة العلامات العالمية "الماركة"، وتجدوا قميصاً يراوح سعره بين 250 إلى 500 جنيه مصري (14$ – 28$)، أمرٌ قد يبدو عادياً. لكن ذلك السعر والقميص "صنع في مصر"، صدمة عاشتها ندى، التي دخلت محل لانجيري في"مول العرب"، فوجدت قميص نوم وروب ستان خامتهما ليست ناعمة وخشونتهما واضحة، بسعر 565 جنيهاً (32$). فتركتهما وخرجت من المحل.
لا توجد بدائل عن اللانجيري سوى الهوت شورت وملابس النوم المثيرة لذلك تتجه الفتيات نحو الوكالة، سوق البالة
"قلة الجودة عموماً صفة في الصناعة المصرية، وإن أردنا التسويق لشيء نروّج له على أساس أنه سوري"قالت ندى لرصيف22: "2500 جنيه (140$) لا تكفي لشراء 4 من القمصان الستان، ولكل منهما روب، كما أنه ليس هو ما أطمح لارتدائه، جذبتني خامته لأنه لا يبدو كالمستورد الناعم جداً، لذلك تعمدت أن أسال عن صناعته، ولم أستغرب أنه صناعة محلية، لكنني هرولت لصدمتي بالأسعار وتخيلي أسعار المستورد".
حمالات "العشق الممنوع"
شهدت السنوات الأخيرة قطع اللانجيري المستوردة، خصوصاً التركية منها، انتشاراً كبيراً في مصر، روجت لها نجمات مسلسلات تركية، منهن بيرين سيرت الشهيرة بسمر، فمعظم ما ارتدته في مسلسها "العشق الممنوع" أصبح موضة تجذب الكثير من الفتيات المصريات، خصوصاً أنها كانت ذات تصماميم مميزة وخامات ناعمة وألوان رقيقة. ولم يكن الفارق في الأسعار بينها وبين الصناعة المحلية باهظاً بالنسبة إلى قطاع كبير من النساء.
في بداية فبراير من العام الماضي، بدأت أزمة المستوردين للملابس النسائية، إذ رفعت الحكومة المصرية التعرفة الجمركية على قائمة كبيرة من السلع، كانت الملابس النسائية من ضمنها، وفقاً لقرار من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيادة الجمارك على هذه السلع بقرار رقم 25 لعام 2016. فبدأت أزمة تجار الملابس النسائية في الاستيراد.
تقول السيدة "هيام " صاحبة بوتيك لانجيري: "رفع التعرفة الجمركية أجبرنا على زيادة الأسعار، فمعظم اللانجيري في متجري مستوردة، والزبائن تعودت على جودته وخامته ويقارنون بينه وبين المحلي، المتحمّل الوحيد لهذه الزيادة الجمركية هو المستهلك "المواطن"، والتاجر أيضاً. يمكن أن نشتري بسعر اليوم والدولار ينخفض غداً، وتنخفض الأسعار ونكون نحن الضحايا".
الخامات
استفادت الصناعة المحلية من رفع التعرفة الجمركية، إذ لجأ التجار إلى الصناعة المصرية، ولكن هل هي بالجودة نفسها؟ الستان: لا يمتلك النعومة نفسها التقفيل: فيه عيوب واضحة الألوان: ليست ناعمة كالمطلوب. هكذا قارنت شيماء مصطفى بين المحلي والمستورد، وأكدت أنها اضطرت إلى تقليل مشترياتها من اللانجيري، لتتمكن من شراء قطع أكثر رقة وأناقة. تقول سارة سعد، صاحبة إحدى مجموعات اللانجيري والملابس على الانترنت: "قلة الجودة عموماً صفة في الصناعة المصرية، وإن أردنا التسويق لشيء نروّج له على أساس أنه سوري". تشير سعد إلى أن ارتفاع سعر المستورد عن السابق يعود إلى ارتفاع سعر الدولار وسعر البنزين، وأرجعت جزءاً كبيراً من الأزمة إلى جشع التجار، خصوصاً من كانوا يخزنون البضائع قبل رفع الدولار وعرضوها بسعر مرتفع رغم أنهم اشتروها قبل ذلك وبسعر أقل.الأقطان بديل سيىء
ترى أسماء علي، وهي ربة منزل، أن الأقطان لا يمكن أن تحل محل اللانجيري، لأنها ليست جذابة وعادية في تصميمها، عكس اللانجيري الذي يجعل من ترتديه أكثر إثارة ويخفي عيوب الجسم.
وعن أسعار ملابس النوم (البيجاما) والقمصان القطن، قمنا بجولة داخل محلات القاهرة:
في ما يتعلق بالمنتجات القطنية 100% تبدأ البيجامة الشورت من 200 جنيه (11.3$)، بينما تراوح أسعار البيجامة البنطلون بين 375 و500 جنيه (21$ - 28$). أما القطع الداخلية فتبدأ من 40 جنيهاً (2.2$).
وفي ما يتعلق بالمنتجات القطنية درجة ثانية، تبدأ البيجامات من 150 جنيهاً (8.5$)، أما المنتجات التي تعتمد على القطن الشعبي، والذي تدخل في صناعته ألياف أخرى، فتبدأ البيجامة الشورت من 60 جنيهاً (3.5$) وتصل إلى 150 للبنطلون (8.5$). في حين أن أسعار هذه البيجامات والقمصان القطنية في محلات العلامات العالمية كـ"تياغو" و"إي تام" وغيرهما تبدأ من 500 جنيه (28$).
تعد هذه الأسعار مرتفعة مقارنةً بأسعار الماضي، وبالنسبة للطبقات المتوسطة والفقيرة من النساء.
المستعمل... طريقهن للسرير
ترى سعد أنه لا توجد بدائل عن اللانجري سوى الهوت شورت وملابس النوم المثيرة، لذلك تتجه بعض الفتيات نحو الوكالة، أي "سوق البالة"، نظراً لانخفاض الأسعار فيها. وبالرغم من أنها لانجيري مستعملة، هي توفر كل أنواع قطع اللانجري والملابس الداخلية. تقول ميساء محسن، وهي مهتمة بالأزياء النسائية: "هناك فرق واضح في الأسعار، خصوصاً أن المستورد أصبح غالياً بشكل مبالغ وحكراً على طبقة معينة. بالرغم من أن المنتج المصري قريب من المستورد، سواء في الشكل أو المواد المستخدمة فيه، إذ باتت لديهم القدرة على تقليد المستورد وسعره أرخص، إلا أنه، مقارنة بالسابق، أسعاره مرتفعة جداً أيضاً، فاللانجيري المصري". وتوضح ميساء: "غالبية النساء أصبحت تعتمد على الوكالة في شراء اللانجيري وملابسها الداخلية، فتشتري القطعة بـ50 جنيهاً وحتى 100. هناك فكرة خاطئة عن الوكالة، فليست كل الملابس فيها مستعملة، بل هناك قطع جديدة مهربة، لكن فيها عيوباً بسيطة". وتضيف: "تشتري الفتاة هذه القطع بأسعار بسيطة وتذهب إلى خياط لإصلاحها وتصبح بحالة جيدة. تجدون القطع نفسها في محلات العلامات العالمية، ولكن هناك فتيات أصبحن أكثر عملية، ولا يصرفن أموالاً كثيرة على الرفاهيات في ظل ارتفاع الأسعار، ومنهن من تفضل القطن في جهازها باللانجيري على الدانتيل والستان".اللانجري التنكري
via GIPHYتعد من القطع التي أصبحت أكثر انتشاراً في الفترة الأخيرة، ربما لأن تصميماتها بسيطة، لا تستخدم فيها أقمشة كثيرة، وأسعارها متوسطة وأكثر جرأة، إذ تعبر عن شخصيات تنكرية كزي عاملة المنزل، والشرطية، والممرضة وغيرهن، ويفضلها العديد من الفتيات. تبدأ أسعار اللانجيري التنكري من 75 إلى 150 جنيهاً (4.2$ - 8.4$)، وينافسه النموذج المشهور بين الفتيات بـ"Teddy"، وتصميمه يشبه المايوه، ويكون من الشيفون أو الدانتيل وتتقارب أسعارهما مع اللانجيري القطعتين والبيكيني أيضاً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع