لعل دبي اكتسبت شهرتها بفضل مكانتها الاقتصادية وتحوّلها عبر السنوات إلى منصة تربط العالم بالمنطقة العربية، ولعلّها اشتهرت بأبراجها الشاهقة ومشاريعها التجارية والسكنية والاقتصادية العملاقة، إلا أنّها باتت اليوم تسعى إلى أن تحتل مكانة على خارطة الإبداع والابتكار والفن إثر تنظيمها عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية على مدار السنة.
ظهرت أخيراً في الإمارات كوكبة من المواهب في شتّى المجالات، من تصميم الأزياء والأحذية إلى التصميم الداخلي والفني وتصميم الأكسسوارات. استقى هؤلاء المصممون من الإمارات مصدراً لإلهامهم وجعلوا من الحِرف والتقاليد جوهر تصاميمهم التي تشاركوها مع جمهور محلي وعالمي، وكأنهم أرادوا من خلال هذه الأعمال أن يسدّوا الثغرة بين الهويات الغربية والعربية.
كثيرة هي أسماء المصممين المحليين في دبي وأعدادهم تتضاعف يومياً. اختارت رصيف 22 لكم 5 من أفضلهم.
خالد شعفار
أطلق المصمم الداخلي الإماراتي خالد شعفار علامته التجارية نهاية 2010 ووصفها بأنّها "علامة تجارية تستقي من القصص مصدر إلهام قطع غريبة خاصة بالمنزل". تُعرض تصاميمه في صالة عرض "كازا" Kasa التي افتتحها عام 2012 في منطقة راس الخور الصناعية في دبي، والتي تعني باللغة اللاتينية "بيت".
يُعرف خالد شعفار بلمساته الشبابية المبدعة، وقد تكون أفضل طريقة لوصف أسلوبه هي أنّه متعدّد الأوجه على غرار مدينة دبي المتعددة الثقافات والمتغيرة على الدوام. تعكس تصاميم شعفار هذا التنوّع الثقافي والحضاري، وتجمع بين الطابع الشرقي وتأثيرات تيارات فنية عالمية مختلفة.
شارك شعفار في عدد من الفعاليات في الشرق الأوسط وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، منها "أيام التصميم 2013" في دبي، وتعاون مع ماركات عالمية منها شركة التصميم الإيطالية "كارتيل". كما شارك في مفهوم "سي أوف أس" Collection of Style من H&M التي عقدت شراكة مع ست مواهب لاستكشاف إمكانات متر مربع واحد من الورق الأبيض.
شمسة العبار
تنتمي شمسة العبّار إلى جيل جديد من المصممين الإماراتيين. بعد تخرّجها من الجامعة الأمريكية في دبي من قسم الفنون الجميلة والاتصال المرئيّ، أنجزت العبّار نقلة نوعية من التصميم الغرافيكي إلى تصميم المجوهرات لأنها لم ترغب في أن تكون أعمالها مطبوعة فقط، ولأنها لطالما اعتقدت بأن التصميم الغرافيكي لا يقتصر على تصميم الشعارات أو بطاقات العمل، بل يمكن أن يولِّد تصاميم تلبس وتُستخدم على غرار المجوهرات.
أطلقت العبّار مجموعة من المجوهرات المتوفرة في متجر "سيمفوني" في دبي مول والموجّهة لكل الأشخاص الذين لا يخافون التغيير أو تجربة ما هو مختلف. وهي تستمّد أسلوب مجموعة مجوهراتها لعام 2015 من الخط العربي التقليدي الذي طالما شكّل جزءاً أساسياً من الثقافة العربية والإماراتية.
والدليل على أنّ العبار تخطو بثبات في عالم تصميم المجوهرات، خلافاً للإماراتيين الذين غالباً ما يختارون مجال تصميم الأزياء، هو مشاركتها في "أيام التصميم 2015" في دبي بصفتها مبتكرة علامة تجارية تشكّل خطاً تجريبياً في مجال تصميم المجوهرات.
الجود لوتاه
لا شك أن الجود لوتاه مصمّمة متعدّدة الاختصاصات تسعى لاكتشاف خبايا التصاميم التي تنعكس في منتجاتها. تهتّم لوتاه بشكل خاص بفكرة التناقضات بين الشكل والوظيفة وتجمع في ابداعاتها الصور الظلية والمفاهيم التقليدية والعناصر الحديثة. ولعّل المحرّك الأبرز لتصاميمها يكمن في الجمع بين حب التفاصيل والجمال واتّباع نهج تجريبي على المواد والتقنيات.
عام 2007، أسست لوتاه "نيفتي" Niftee، علامة تجارية متعددة التخصصات تركز على تصميم المنتجات والعلامات التجارية للشركات. أجرت "نيفتي" تصميم عدد من المنتجات في مجموعات فاخرة محدودة الكمية ومصنوعة يدوياً.
إلى ذلك، تقدّم لوتاه باقة من التصاميم في مجال الأثاث والإنارة والقطع الشخصية. وقد شاركت في العديد من المشاريع التي تركّز على الثقافة الإماراتية والحرف اليدوية والتصميم المعاصر. من بين هذه المشاريع مشاركتها هذا العام في "أيام التصميم" في دبي، بالاضافة إلى تعاونها مع معرض أبوظبي الفني عام 2012 من أجل إعادة تصميم شعار المعرض، فضلا ً عن شراكاتها مع ماركات عالمية مختلفة.
سهيل مطر
أراد سهيل مطر أن يشعر وكأنه في عطلة دائمة، فلم يكن عليه إلا أن يُنشىء دار أزياء مخصصة لتصميم الأزياء للرجال، وتحديداً ملابس السباحة. فاز برهانه هذا الشاب الإماراتي الآتي من مجال الإعلام ولم يدرس يوماً التصميم. لاقت مجموعات ملابس السباحة الرجالية التي صممها رواجاً كبيراً على الرغم من أن الأمر يعتبر جديداً في مجال الأزياء الإماراتية.
لم يكتفِ مطر بالتصاميم الرجالية، لا بل خاض مجال تصميم الأزياء النسائية وأطلق علامته التجارية "فيلوريوم" التي تضم مجموعات مختلفة للرجال والنساء. وهو يهتم بأدق تفاصيل التصميم من الألف إلى الياء، حتى الرسوم والطبعات الفريدة تحمل توقيعه. يتميّز أسلوبه عن باقي المصميين بأنّه لا يهوى الأزياء أو الأكسسورات الغريبة، بل القطع التي يمكن ارتداؤها يومياً وفي كلّ المناسبات.
لمياء عابدين
مثال آخر على المواهب الإماراتية التي دخلت مجال تصاميم الأزياء من دون خبرة ونجحت في حفظ مكانة لها، لا سيما في عالم تصميم العباءات التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من حياة المرأة الإماراتية. انحازت لمياء عابدين إلى تصميم الأزياء بسبب شغفها بالموضة والجمال والأقمشة والثقافة والتاريخ، فأسست العلامة التجارية "كوين أوف سبايدز" Queen of Spades (أي ملكة البستوني) لتقديم مجموعات متميزة من العباءات وفساتين الأعراس وأزياء خاصة بالأطفال.
عاشت عابدين معظم حياتها خارج الإمارات العربية المتحدة متنقلة بين مختلف دول الخليج والشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا، وهذا كله انعكس في تصاميمها. أرادت أن تستفيد من التنوع الثقافي والفولكلوري وابتكار تصاميم فريدة في صناعة الأزياء.
ولعل مجموعتها الأخيرة "الغابة المسحورة" التي قدّمتها بداية هذا العام تعكس أيضاً شغفها بعالم الخيال، إذ جاءت تصاميم هذه المجموعة مزيجاً من مختلف مكوّنات الغابة الخيالية من فرسان وملوك وقصص حب شكّلت ركيزة الحكايات التي اعتدنا سماعها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...