في عام 1951، عُرض في السينمات المصرية فيلم "فيروز هانم" من بطولة الطفلة فيروز، وفيه غنّت الفنانة تحية كاريوكا (1919 - 1999) أغنية "بفلوسك وبمالك".
بحسب كلمات الأغنية التي كتبها فتحي قورة، يمكنكم شراء السعادة بنقودكم وليس بأي وسيلة أخرى، ولا يهم من أنت أو من هي عائلتك، المهم ما تملك أو "بفلوسك وبمالك هتنول اللي في بالك... لا بأصلك ولا فصلك ولا حسنك وجمالك".
بعد مرور حوالى 66 عاماً، تأتي دراسة علمية لتؤكد أن كلمات الأغنية قد تكون صحيحة إلى حد كبير، وأن النقود كفيلة بأن تجلب لكم السعادة بغض النظر عما ستشترونه بها.
إنفاق نقودنا في "تجارب" أم "سلع"؟
"ستشعرون بسعادة كبرى إذا أنفقتم نقودكم على خبرات وليس أشياء" جملة يرددها كثرٌ من مدرّبي التنمية البشرية، والمقصود منها أنكم لو سافرتم في رحلة إلى مكان جديد مثلاً، فهذا أفضل لكم من الناحية النفسية من شراء هاتف جديد.
لكن دراسة حديثة ربما تجعلنا نعيد النظر في هذه الجملة.
كانت حجة من يردد هذه الجملة دائماً، أن الخبرات تجعلنا نتعرف إلى أناس جدد ونعود منها بذكريات وصور تجعلنا لا ننسى هذه التجربة إلى الأبد، بينما السلع قد تفسد أو تصبح قديمة أو حتى تضيع منا.
وانتشار هذه الجملة يعود إلى بحث علمي قام به توماس جيلوفيتش، أستاذ علم النفس في جامعة كورنيل. وتوصل من خلاله إلى أن إنفاق النقود في الخبرات يجعل الناس يشعرون بسعادة أكبر مما لو أنفقوها في شراء سلع أو أشياء مادية.
لكن دراسة علمية أحدث ترى أنّ لا فرق كبيراً بين إنفاق النقود على الخبرات أو على السلع، وأن ما سيجعلكم تشعرون بسعادة حقاً هو طريقة تفكيركم تجاه الإنفاق.
ما رأيكم: هل النقود هي حقاً ما سيجلب لكم السعادة؟
"ستشعرون بسعادة كبرى إذا أنفقتم نقودكم على خبرات وليس أشياء"... حان وقت إعادة النظر بهذه النصيحة
دراسة حديثة ترى أنّ لا فرق بين الإنفاق على الخبرات أو السلع وأن السعادة تكمن في طريقة التفكير تجاه الإنفاق
ويحاول مقال للغارديان البريطانية أن يبسّط لكم الفكرة، فعلى سبيل المثل الرواية المطبوعة تعدّ سلعة، لكن البعض قد ينظر إليها باعتبارها وسيلة تأخذه في رحلة خيالية، وبالتالي تجعله يمرّ بخبرة حقيقية، وفي هذه الحال هي معرفة وليست مجرد سلعة.
الأمر نفسه يمكن تطبيقه على الأشياء كافة. فمثلاً شراء سيارة حديثة يراه البعض "سلعة"، لكن الاستماع إلى أغانٍ عبر مسجّل هذه السيارة أو السفر بها في مغامرة مع شخص نحبه يعد "خبرة".
الدراسة الجديدة التي خرجت من أكاديمية العلوم الهنغارية التي تعرف اختصاراً باسم "HAS"، عمل عليها كلٌّ من تاماس هاجدو من معهد الاقتصاد وجابور هاجدو من معهد علم الاجتماع، وهما معهدان داخل الأكاديمية.
اعتمدت الدراسة على أسئلة وجّهت إلى 10 آلاف أسرة مختلفة، وقام الباحثان بتقسيم الأشياء التي أنفقت عليها هذه الأسر نقودها، إلى "تجارب" و "سلع".
والتجارب حدّدتها الدراسة بأنها وسائل ترفيه وألعاب رياضية وإجازات، في حين أن السلع كانت مشتريات سواء ملابس أو إلكترونيات.
الباحثان وجدا بعد تحليل البيانات أن الفرق في الشعور بالرضا الممنوح من "التجارب" أو "السلع" كان ضئيلاً للغاية، وأن المستطلعة آراؤهم شعروا بسعادة من فكرة شراء ما يحتاجون إليه، بغض النظر عن ماهية ما أنفقوا نقودهم عليه.
ما رأيكم: هل النقود هي حقاً ما سيجلب لكم السعادة؟ وهل أصابت تحية كاريوكا في أغنيتها؟
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحلو نعرف ان كان اسلوب البرنامج ينجح في خلق نقاش حقيقي حول قضايا حقوق المرأة...
Chrystine Mhanna -
منذ أسبوعصعب يا شربل.. معظم الناس لا يتحدثون صراحة عن تجاربهم الجنسية/الطبيّة وهذا ما يجعل من هذا الملف ضروري
Ahmed Gamal -
منذ أسبوعتقديم جميل للكتابين، متحمس اقرأهم جداً بسبب المقال :"))
Kareem Sakka -
منذ أسبوعما وصلت جمانة لهون الا بعد سنين من المحاولة بلغة ألطف..
Charbel Khoury -
منذ أسبوعموضوع مهم، وغير مسلط الضوء عليه كثراً في المواقع المستقلة.
يا ليت استطعنا قراءة تجارب أكثر.
Farah Alsa'di -
منذ أسبوعبحب كتابات جمانة حداد بالعادة، بس مرات بحس أنه اعتمادها الأسلوب الاستفزازي ما بحقق الهدف اللي هي بتكتب عشانه