شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
كيف نتأقلم مع موت أحبابنا... وكيف تستمر حياتنا من بعدهم؟

كيف نتأقلم مع موت أحبابنا... وكيف تستمر حياتنا من بعدهم؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 12 يوليو 201708:06 م
هناك أعراض مختلفة يمر بها الشخص بعد موت شخص عزيز لديه، وتختلف هذه الأعراض من شخص لآخر بناء على ثقافته وعمره والتجارب التي مر بها في حياته، وهو ما يؤكده عمرو سليمان، الاختصاصي المصري في الطب النفسي، لرصيف22. بحسب سليمان، فإن كل من يأخذ الموت منه شخصاً عزيزاً، تصيبه أعراض جسمانية منها صداع شديد في الأيام الأولى بسبب البكاء والصراخ وعدم القدرة على النوم. إلى جانب الإرهاق المستمر والإحساس بألم في أماكن مختلفة من الجسم. "هناك أيضاً أعراض نفسية، منها القلق والتوتر المستمران، والشعور بالغضب من الحياة وأحياناً من الله"، يقول سليمان. وسواء كان من فقدتموه ابناً أو حبيباً أو صديقاً مقرباً، فإن الإحساس بالغربة عن الحياة، والرغبة في الانعزال هما الشعوران اللذان يخامرانكم.

مراحل فقد شخص عزيز لدينا

بحسب سليمان، فإن هناك مراحل يمر بها أغلب من يفقدون عزيزاً، في طليعتها الصدمة، وفيها يصبح الشخص غير مصدق لما حدث، ويفكر أن الأمر كله كذبة، أو أنه يمر بكابوس سيستيقظ منه. بعدها يصل لمرحلة إدراك أن الأمر حقيقي، والوصول لهذه المرحلة لا يأخذ وقتاً طويلاً إذا كانت الوفاة متوقعة، بسبب إصابة هذا الشخص بمرض خطير مثلاً. أما في حالة الموت المفاجئ فسيحتاج الأمر لوقت أطول حتى يتم إدراك الفقدان. ويضيف سليمان أن مرحلة الإدراك يصاحبها إحساس قوي بالألم، وكل إنسان يعبر عن هذا الحزن بطريقته، حسب شخصيته، هناك من يفضل البعد عن الناس، وهناك من يقوم بسلوك عكسي مثل الإدمان مثلاً. لكن كيف تتغلبون على كل ما سبق؟

اكتبوا مشاعركم على الورق

يؤكد سليمان أن إخراج المشاعر على الورق أمر مفيد ويعالج الحزن والألم، ويقول لكم إن الأمر لا يحتاج لأن تكونوا موهوبين في الكتابة، يحتاج فقط لرغبة وإيمان بأن الأحزان تقل حين تخرج من قلوبنا وعقولنا وتتجسد على الورق. ومنذ أبريل من العام الماضي ينشر موقع صحيفة الجارديان البريطانية مقالات لرجل ماتت زوجته فصار يكتب مقالاً أسبوعياً عن كيفية التعايش مع الحياة بعد وفاتها. المقالات التي يكتبها الزوج ويوقعها باسم مستعار هو "آدم غوليتلي"، تثبت بشكل عملي أن إخراج مشاعرنا على الورق يمكن أن يجعل الحياة أفضل. ويقول غوليتيلي في مقاله الأخير: "بعد وفاة زوجتي هيلين، ساعدني تأليف هذه المقالات على تخطي كل أحزاني".

اطلبوا المساعدة من أصدقائكم المقربين

يقول سليمان: "أنا حزين وأحتاج للحديث معك، يجب أن تقولوا هذه الجملة لصديق مقرب حتى لو شعرتم برغبة في عدم التحدث مع أي شخص. حين نتحدث عن أحزاننا نسلك الطريق إلى العلاج". وفي مقاله الأخير، يقول إن وجود طفلين من زوجته معه ساعده كثيراً، إذ كان يتحدث معهما عن أحزانه ويستمد منهما القوة، ولم يكن يدعي أمامهما أنه قوي أو شجاع، بل كان يتعامل بتلقائية.

اهربوا من الغرف المغلقة

"الأمر ليس سهلاً لكن يجب أن تفهموا أن جلوسكم بمفردكم لن يريحكم، حين تخرجون إلى أماكن مفتوحة وتنظرون لتفاصيل الحياة، فهذا سيجعل نفسيتكم وصحتكم أفضل.. أحياناً تلهمنا الطبيعة من حولنا لأن نكون أقوى". يؤكد سليمان. ويقول غوليتلي إن الاهتمام بالصحة مهم حتى عند الحزن، وينصحكم بألا تدخنوا أو تهربوا للخمور.

تذكروا كل الأشياء الجميلة التي كان يحبها الفقيد

"يمكن لشخص فقد ابنه مثلاً أن يتذكر نوعية الألعاب التي كان يحبها الفقيد، ولا بأس في شراء الألعاب نفسها لطفل في العائلة"، يقول سليمان. فإن مشاهدة الآخرين سعداء بأشياء كان يحبها أحباؤكم، برأيه، تجعل حالتكم النفسية أفضل وتشعرون أن الحياة يجب أن تستمر.

الطب النفسي وجد من أجلكم

بحسب سليمان، فإن طلب المساعدة النفسية من متخصص أمر سيفيدكم جداً، وإذا كان بعض الناس لا يملكون الأموال الكافية، فهناك في كل البلاد مستشفيات حكومية توفر الاستشارات النفسية مجاناً أو بسعر رمزي لمن يريدها. ويرى "آدم غوليتلي" أن لجملة مثل "أنا بحاجة إلى مساعدة" مفعول السحر حين تقولونها. فطلب المساعدة أمر إيجابي يجعلكم تتغلبون على الأحزان.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image