رمسيس الثاني ونفرتاري
[caption id="attachment_105856" align="alignnone" width="700"] نفرتاري[/caption] قصة حب عظيمة جمعت بين قلبي رمسيس الثاني وزوجته الجميلة نفرتاري، تزوجها قبل أن يتولى العرش في عمر الـتاسعة عشرة. وعلى الرغم من أن نفرتاري لم تكن زوجته الوحيدة، إلا أنها كانت الأحب إلى قلبه. فقام بتخليد ذكراها بعد وفاتها، وبنى لها وحدها دون نسائه الأخريات قبراً من أجمل المقابر الملكية، ومعبداً خاصاً إلى جوار معبده في أبو سمبل في البر الغربي لمدينة الأقصر المصرية، حيث توجد مئات المقابر والمعابد الفرعونية القديمة. سمي معبد نفرتاري بالمعبد الصغير أو معبد حتحور، ويقف أمامه ستة تماثيل هائلة، يصل ارتفاعها إلى نحو عشرة أمتار، أربعة تماثيل منها للملك رمسيس الثاني، تظهره واقفاً، وتمثالان لنفرتاري، جعلهما رمسيس الثاني بحجم التماثيل الخاصة به نفسه، تقديراً لها وعرفاناً بحبها. وتحيط بتلك التماثيل، تماثيل صغيرة الحجم لأبنائهما. وتميز كذلك المعبد بالنقوش الناعمة، والرسوم الرائعة، التي خلدت جمال نفرتاري، وبعبارات حب الملك لزوجته التي نقشت على جدران المعبد كعبارة: "من اجل أحب زوجاتي قمت ببناء هذا المعبد"، وعبارة "إهداء من رمسيس الثاني لزوجته المحبوبة". لتبقى المقبرة والمعبد، خير دليل على صدق مشاعر الملك ووفائه لزوجته على مر التاريخ.امنحوتب الثالث وتي
معبد امنحوتب [caption id="attachment_105859" align="alignnone" width="700"] امنحوتب الثالث[/caption] [caption id="attachment_105860" align="alignnone" width="700"] تي[/caption] تحكي نقوش معبد أمنحوتب الثالث في مدينة الأقصر قصة الحب التي جمعت بينه، وهو أعظم حكام مصر على مر التاريخ، وبين زوجته تي، التي كاد تعلقه بها وإصراره على الزواج منها يفقدانه عرشه وملكه. إذ أن تي، الفتاة الجميلة، لم تكن أميرة ملكية، بل كانت من عامة الشعب، وكانت طقوس تولي العرش آنذاك تستوجب على الحاكم أن يتزوج بأميرة تحمل دماء ملكية. لكن أمنحوتب الثالث لم يتخل عن محبوبته وازداد إصراراً على الزواج منها، وإن كان بالحيلة. فلجأ إلى كهنة الإله أمون، الذين قدموا له العون ليتزوج من محبوبته، وطلبوا منه أن يقيم معبداً لأمون إله طيبة، وبداخله أقاموا حجرة للولادة الإلهية، صار وفقاً لها أمنحوتب الثالث ابناً للإله، وبذلك أصبح من حقه أن يتزوج بمن يريد دون أن يتعارض ذلك مع حقه في الحصول على العرش الملكي. هكذا أصبحت تي زوجته وحبيبته، وشاركته في حكم البلاد. وتخليداً لقصة حبهما، أمر أمنحوتب الثالث بأن ينقش عقد زواجهما على جدران معابد الكرنك الفرعونية التي يزورها مئات الناس يومياً للتعبد.نبوخذ نصر واميتس
بوابة عشتار في متحف برلين [caption id="attachment_105864" align="alignnone" width="700"] شمس بابل الحارة[/caption] أنشأها نبوخذ نصر، الذي حكم بابل والعراق، بين عامي (562 و605) قبل الميلاد، إرضاءً لزوجته أميتس الميدونية، ابنة سياخر ملك الميديين، التي أخذها الحنين إلى خضرة بلادها ولم تستطع التعود على شمس بابل الحارة، ما دفع نبوخذ نصر لإنشاء هذه الحدائق الخيالية، التي سحرت بجمالها فؤاد كل من رأها. امتدت الحدائق على مساحة تقدر بـ(14864.5) أمتار مربعة، وعلى ارتفاع 100 متر، على شكل طوابق، تتصل في ما بينها بسلالم حجرية، صنعت خصيصاً لذلك، وتم إحاطتها بسور سميك، يبلغ عرضه نحو سبعة أمتار. واحتوت الحدائق كذلك على أحواض حجرية خاصة بمختلف أنواع الزهور والأشجار حتى الكبيرة منها والمعمرة. وكانت الحدائق تسقى من نهر الفرات بطريقة عجيبة، عن طريق مضخات يتناوب عليها طوائف من العبيد المختصين بهذه المهمة. ونظراً لمساحاتها الكبيرة كانت الحدائق تستهلك من الماء قرابة الـ37 ألف لتر يومياً، ولارتفاعها عن سطح البحر كانت نساء القصر يخرجن غير محجبات للاستمتاع بجمال الطبيعة الساحر دون أن تصلهن أعين السقاة والعامة.أخناتون ونفرتيتي
تروي لنا الآثار الفرعونية في مدينة الأقصر كذلك قصة حب أخناتون أو أمنحوتب الرابع، ابن أمنحوتب الثالث وتي، مع نفرتيتي الفتاة الرقيقة الحسناء. حارب أخناتون كوالده التقاليد الملكية التي توجبه الزواج من أخته سات آمون. وبعد وفاة شقيقته تمكن من الزواج من نفرتيتي، بعد سنوات من الانتظار، لتشاركه في طريق الإصلاح الديني والسياسي التي سلكها، وتكون عوناً له في أمور الحكم والسياسة.أمير السلمية وأميرة أفاميا
تعد قناة العاشق المائية من أجمل الأقنية الرومانية الموجودة في مدينة سلمية وسط سوريا، والتي يعود بناؤها إلى القرن الأول.
هي أطول قناة مائية في المنطقة، تمتد لمسافة 150 كيلومتراً تقريباً، وتأخذ شكلاً متعرجاً وهندسياً، يسمح بجريان المياه فيها من دون جهد عضلي. تلك المياه التي تنساب من مدينة السلمية، التي ترتفع نحو 450 متراً عن سطح البحر، إلى مدينة أفاميا، التي ترتفع قرابة الـ300 متر عن سطح البحر.
وقد تم حفر القناة على شكل سراديب ضيقة، عبر ما يعرف بنظام الفجارات، وهي عبارة عن آبار متجاورة يتم الوصل بينها بأقنية، ولتصل المياه نقية إلى مصبها، تم سقف بعض تلك الآبار بحجارة بازلتية، وأقيم لها نحو 12 جسراً عبر سيرها في الوديان.
كانت قصة الحب التي عاشها أمير منطقة السلمية مع ابنة ملك أفاميا، هي المحفز الأساسي له في حفر هذه القناة العجيبة. إذ نشأت منافسة بين أمير السلمية وأمير مصياف للفوز بقلب أميرة أفاميا، التي اشترطت على من يريد الزواج منها أن يجر مياه الري من عين الزرقا قرب مدينة السلمية، إلى أفاميا التي كانت تعاني من القحط والجفاف.
فأمر الأمير بحفر القناة لتنقل المياه على امتداد هذه المسافة الطويلة وفقاً لنظام هندسي رائع، ظل شاهداً على مدى حب وإخلاص الأمير للأميرة وتطلعه للزواج منها. إلا أنه، ورغم جهده الرائع وتحقيقه لمطلبها، لم يوفق بالزواج منها لأسباب مجهولة، وظلت القناة التي أطلق عليها اسم قناة العاشق شاهدةً على صدق مشاعر الأمير وإخلاصه لمحبوبته.
الشاه جيهان وممتاز محل
تاج محليعد تاج محل واحداً من أجمل المعالم الأثرية في الهند والعالم ورمزاً من رموز الحب والوفاء. ُشيد من الرخام الأبيض الذي يعكس على سطحه ضوء الشمس والقمر، بأسلوب جمع بين الحضارة المغولية والإسلامية والهندية، بغية تخليد ذكرى زوجة الإمبراطور المغولي شاه جيهان، الأميرة ممتاز محل، التي كان يحبها حباً شديداً في حياتها، وظل مخلصاً لها بعد وفاتها.
بدأت قصة حبهما عندما كان الشاه جيهان في عمر الـ14، فوقع في حب الأميرة الفارسيّة المُسلمة ممتاز محل.
وبعد خمس سنوات من لقائهما الأول، تزوّج شاه جان بممتاز محل، واستمر زواجهما نحو 17 عاماً، أنجبت له خلالها 14 ابناً، وكانت ملازمة له في جميع غزواته وتنقلاته إلى أن وافتها المنية عام 1631م، بعد وضعها لابنها الرابع عشر. وكانت آخر وصيّة لها لزوجها هي عدم زواجه مرّةً أُخرى، وأن يُثبِت حبّهما للعالم من خلال بناء ضريح لها لامثيل له.
الشاه جيهان [caption id="attachment_105873" align="alignnone" width="700"] ممتاز محل[/caption]حزن الملك كثيراً على زوجته واعتزل الناس لمدة عامين، ثم بدأ بعدها بتنفيذ وصية زوجته في بناء الضريح الذي طلبته منه. وأمر ببنائه من الرخام الأبيض الذي أحضر من جميع أنحاء الهند ومن آسيا الوسطى، واستمر بناؤه 22 سنة. وكلف الشاه قرابة الـ32 مليون روبية (500 ألف دولار).
وبعد وفاة الملك دفن في الضريح نفسه إلى جانب زوجته، ليظل الضريح نصباً تذكارياً يروي لزواره قصة الحب الأبدية بين قلبي الشاه جيهان وممتاز محل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...