في حياتنا اليومية نصادف عدة أمثلة لأشخاص أصيبوا بخيبة عاطفية، بسبب غدر الحبيب أو خيانته. وفي صباح اليوم التالي تصادفهم مع "شريك مفاجىء"، أدخلوه بسرعة إلى حياتهم للتخفيف من آلامهم، والتغلب على الوحدة والفراغ العاطفي. واللافت أن بعض هذه العلاقات التي تعرف بالـ"ريباوند"، أي الانخراط في علاقة عاطفية سريعة بعد الانفصال مباشرة، قد تتكلل بالنجاح، كما أنها قد تتكرر مرات لا تُعد.
تعترف منى (27 عاماً) بأنها استغلت في البداية شريكها للخروج من نكستها العاطفية، قبل أن تكتشف أنه كان بالفعل حبها الحقيقي. وتقول: "كنت مرتبطة بشاب لمدة 4 سنوات، واكتشفت أنه على علاقة بامرأة أخرى، وانفصلت عنه، لكن المسألة لم تكن سهلة". وتضيف: "القصة مش كبسة زر، جرحت وانتفضت على نفسي، وفتحت قلبي لشخص جديد ومشي الحال".
via GIPHY
ترى منى أنها كانت في البداية أنانية تجاه شريكها الجديد، واستغلته إلى حد ما، لتنسى حبيبها السابق. لكنها تعلقت به وبدأ يصبح جزءاً من حياتها. وتؤكد: "خلال المرحلة الأولى من علاقتنا لم أكن أشعر تجاهه بالحب، إنما بالحاجة إلى كتف أبكي عليها، فكنت أقنع نفسي بأنه المنقذ الذي سينشلني من حزني والذي سأطوي معه صفحة الماضي، ومع الوقت اعتدته وأحببته".
من هو الرجل "الكلينكس"؟
يختلف سلوك الأشخاص بعد الانفصال العاطفي، ففي حين أن البعض يفضل المكوث وحيداً من أجل "هضم" المشكلة واستيعابها، فإن البعض الآخر يحاول البحث عن الطمأنينة والراحة النفسية بين أحضان شخص جديد، وفق ما أشار إليه موقع "ايل راكونت". ففي فترة من حياتها، غرقت "سارة" (28 عاماً) في دوامة كبيرة، بعد أن سافر حبيبها إلى الخارج واهماً إياها بأنه ذاهب للتضحية من أجلها وسيتحمل مشقات الغربة. لتكتشف بعد حين أنه يمضي معظم وقته في السهر مع فتيات أجنبيات ويقيم معهنّ علاقات عابرة، ما أصابها بأزمة عاطفية كبيرة: "فقدت ثقتي به وشعرت أن الدنيا اسودت في عينيّ، فكان حبي الوحيد، لكن اتضح لي أنه كان مخادعاً وأنانياً، فقررت بدوري أن أمضي في حياتي، ولا أتطلع إلى الخلف". via GIPHY وتوضح سارة أنها ليست من محبات السهر والأجواء الصاخبة، غير أنها في هذه الفترة، "لم تترك سهرة تعتب عليها" على حدّ قولها. فكانت تخرج مع أصدقائها إلى الحانات والنوادي الليلية، وتتعرف على شبان جدد:" كان بدي فش خلقي واتسلى، وما كان بدي أبداً علاقة جدية حتى إذا الشاب اللي أتعرف عليه يحكي بالارتباط أنسحب فوراً من حياته... لا ينقصني وجعة راس". مؤكدة أن علاقاتها في تلك الفترة كانت "عشوائية" ومبنية على المصالح المشتركة من دون وجود مشاعر حب.الضمادة
علاقة "الضمادة" أو "الريباوند"، تحدث نتيجة انفصال عاطفي أو خيبة أمل من الشريك، ما يخلف فراغاً كبيراً وجرحاً لا بد من تضميده، وذلك من خلال البحث عن شخص آخر والوقوع في أحضانه على الفور من دون أن يكون هناك مشاعر جيّاشة وأحاسيس ملتهبة، وفق ما يؤكد الخبير في العلاقات العاطفية "اليكسندر كورمون". ففي هذه الفترة، وتماماً كما حصل مع سارة، تحاول عادة المرأة "الضحية"، أن تثور على واقعها وتنتقم مما حصل لها، وبالتالي تبدأ البحث فوراً عن شخص جديد ينسيها حبيبها السابق. وغالباً ما تقع في أحضان رجل حنون يظهر لها بعض الاهتمام والحنان، فتستغله "عاطفياً"، وتتخلى عنه بعد أن تصبح قادرة على النهوض من محنتها والانطلاق في حياتها العاطفية من جديد وبثقة أكبر. via GIPHY من هنا يطلق على هذا الرجل "رجل الكلينكس" كونه يعمل، من غير قصد أو معرفة، على تمضيد الجرح الذي خلفه الحبيب السابق. وبالتالي، من خلال هذه العلاقة السريعة والمفاجئة، تتمكن المرأة من استعادة ثقتها بنفسها، وبعد أن يختفي طيف حببيها السابق تصبح قادرة على طيّ صفحة الماضي والتطلع إلى مغامرة عاطفية جديدة. علاقة "الريباوند": علاج نفسي ضروري للخروج من الأزمة العاطفية؟ في حين أن البعض يعتبر أن "العلاقة الريباوند" مبنية على الأنانية والمآرب الضيقة، وبالتالي تسيء إلى حالة الشخص الخارج من صدمة عاطفية، فإن البعض الآخر يجد أن هذه المرحلة ضرورية للشفاء من جرح الحبيب وثقل الذكريات. يدافع موقع "ايل راكونت" عن "علاقة الريباوند" معتبراً أنها بمثابة علاج نفسي. ويشبهها بضمادة نضعها فوق "الجرح العاطفي" ليطيب. فمن خلال هذه العلاقة الجديدة، يتمكن المرء من التعرف على شخص جديد، وبالتالي يصرف تفكيره عن الماضي ويستعيد ثقته بنفسه، خصوصاً إذا كان "الحبيب" الجديد من النوع الذي يكثر من الإطراءات والكلام المعسول. وعلى ما يبدو، فإن الجنس يلعب دوره في مسألة ألم الانفصال والشفاء منه. إذ كشفت دراسة أجرتها جامعة بنغهامتون وجامعة "يو سي ال" في لندن، أن المرأة تشعر بجرح الانفصال أكثر من الرجل، كونها في الأساس أكثر انتقائية في خياراتها العاطفية. لكن مع مرور الوقت تتعافى من آثار الانفصال أكثر من الرجل، الذي يعيش الخسارة لفترة طويلة، فيصاب بالإحباط، ويحاول جاهداً العثور على "شريك بديل". غير أنه لن يتعافى على الإطلاق، بالرغم من كل محاولاته، بل سيبقى أسير ذكرياته وأحاسيسه الملتهبة تجاه حبيبته السابقة. via GIPHY ولتأكيد هذه النظرية، أجرى العلماء استطلاعاً شمل 5705 أشخاص في 96 بلداً، وطلب من المشتركين تقييم درجة ألمهم من الانفصال على مقياس من صفر إلى عشرة. وبحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية، بلغ متوسط ألم النساء جراء الأزمة العاطفية 6.84/10 مقارنة مع 6.58/10 للرجال. متى تتحول "الريباوند" إلى مشكلة تدمر حياة الفرد؟ صحيح أن "الريباوند" قد تكون مثمرة من الناحية الجسدية (إشباع جنسي)، ومن الناحية النفسية (استعادة الثقة بالنفس)، إلا أنها قد تخرج عن مسارها، وتتحول إلى كارثة تضاف إلى خيبة أمل المرء، وتزيد "الطين بلة"، فمتى يجب دق ناقوس الخطر؟ تحدث موقع "بسيكولوجي توداي" عن 7 علامات تدل على أن الشخص متورط في علاقة ريباوند غير صحية، وقد تدمره إذا استمر فيها: 1- إضاعة الوقت في علاقة قصيرة المدى: الشخص في مثل هذه العلاقات "المتهورة" يكون في العادة "متورطاً" مع شخص غير جدي، وغير مستعد لتأسيس علاقة عاطفية بنّاءة، وبالتالي تغدو هذه العلاقة مضيعة للوقت ومن دون أفق. 2- حين يكون هدف العلاقة هو الحصول على الاهتمام فقط: بعد خيبة عاطفية، يحاول الفرد إيجاد شخص جديد يصبّ كل اهتمامه عليه، فينشله من محنته العاطفية، ويساعده على الخروج من مأزقه، وبالتالي تكون هذه العلاقة مبنية على الأخذ دون العطاء. 3- التواصل مع الشريك حين الشعور بالوحدة فقط: يحصل أحياناً أن يلجأ المرء إلى شريكه الجديد حين يشعر بالوحدة والفراغ العاطفي، في حين أنه يهمله حين يكون سعيداً وبالتالي يظلمه ويسيء إليه. 4- الكشف عن هوية الشريك الجديد أمام الحبيب السابق: يحاول أحياناً الشخص أن يعرّف شريكه الجديد على حبيبه السابق، ما يعقد الأمور ويزيدها سوءاً. 5- البحث عن طيف الحبيب السابق في شخص الشريك الجديد: يبحث أحياناً المرء عن صفات في شريكه الجديد كانت موجودة في حببيه السابق. كأن ينفصل عن شخص رياضي ويواعد رياضياً آخر بهدف تعويض الخسارة... 6- التفكير في الحبيب السابق حتى مع وجود الشريك الجديد: غالباً ما تحدث هذه الحالة، خصوصاً أن الشخص لم يعط لنفسه الوقت الكافي للخروج من مرحلة الانفصال، وبالتالي يستمر في التفكير في حبيبه السابق، حين يكون بصحبه شريكه الجديد، وهذا ما يجعله مشتت الذهن. 7- عدم إدخال الشريك الجديد ضمن الدائرة المقربة: في مثل هذه العلاقات، يحاول الشخص أن يبعد شريكه الجديد عن دائرته المصغرة، أي عائلته وأصدقائه على اعتبار أن علاقته به مؤقتة وقصيرة الأمد.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون