المسلّات المصرية تنتشر حول العالم... هدايا حكام مصر إلى الدول الكبرى
الأكثر قراءة
-
ثقافة
قصة ابن نوح الذي أغرقه الطوفان... مفتاح لأبواب موصدة
-
ثقافة
"دِيني ودُنياي"... قصة غرام الخليفة الأمين بمعشوقه "كوثر"
-
حياة
"الرفاعية" غاضبون... حملة إعلامية أردنية أجبرت أهل الطريقة على هجر طقوسهم
-
حياة
"حق إيمان أرشيد" في الأردن... هل يضيّعه حظر النشر عن القضيّة؟
-
رأي
العنف في المجتمعات العربية... إلى أين نحن ذاهبون؟
الخميس 6 يوليو 201709:40 م
على مر العصور، لم تكن السياسة بعيدة عن عملية نقل المسلّات والمعابد المصرية إلى مختلف دول العالم لتزيين ميادينها الرئيسية، وكل ذلك كان يجرى تحت وطأة الظروف السياسية تارة، أو في إطار مسمى "دعم العلاقات بين البلدين" تارة أخرى.
فرنسا: توظيف الولع الفرنسي لأهداف سياسية
عام 1833، أُسقطت مسلة رمسيس الثاني من أمام معبد الأقصر، بناء على قرار من محمد علي باشا، ووُضعت في سفينة أبحرت في مياه النيل حتى الإسكندرية، ومنها إلى فرنسا حيث كان فى استقبالها 200 ألف باريسي، وشيدت في ميدان الكونكورد عام 1836، كما روى لرصيف22 عالم المصريات بسام الشماع.
ارتبط علي بعلاقة جيدة مع فرنسا، فقد كان يراها نموذجاً يحتذى به، وأرسل إليها البعثات التعليمية لنقل مظاهر الحداثة والعصرية إلى مصر.
وحسبما ذكر أستاذ الآثار الدكتور لؤي محمود سعيد لرصيف22، انتبه الوالي المصري لولع الفرنسيين بالآثار المصرية الذي بدأ منذ فك شيفرة حجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية، وتزايد على المستوى الشعبي منذ بدايات القرن التاسع عشر. وكنوع من المجاملة السياسية ولمد جسور الثقة مع الفرنسيين أهدى للملك لويس فيليب تلك المسلة.
في مقابل المسلة، أهدت فرنسا مصر برج ساعة ميكانيكياً كانت قيمته حينذاك 100 ألف فرنك، وتم تركيبه في فناء مسجد محمد علي بالقلعة. وروى الشماع أن الساعة توقفت عن العمل بعد فترة وجيزة من تشغيلها، ما أثار سخرية المصريين وقتها.
بريطانيا: مد جسور الصلة عبر تخليد ذكرى نيلسون
كيف استغل حكام مصر آثارها ووزعوها كهدايا حول العالم خدمة لأهدافهم السياسية
إهداء الآثار والمسلات كان وسيلة لمد جسور الصلة مع الدول الغربية... قصص من مصر
أمريكا: إبرة كليوباترا التي أشعلت حروب الكبار
ورغم أن المفاوضات على نقل المسلة، بدأت في عهد إسماعيل فإن الدكتور عبد الوهاب شاكر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ذكر لرصيف22 أن النقل تأجل بسبب الأزمة المالية التى واجهتها مصر، وبسبب ضغوط الدول الأوروبية الكبرى. وبعد توليه الحكم خلفاً لأبيه إسماعيل، رفض الخديوي توفيق في البداية نقل المسلة باعتبار أنه لا يعلم شيئاً عن المفاوضات التي جرت بين والده والأمريكيين، ولكن القنصل الأمريكي ألح عليه، وقال له إنه ليس من المقبول أن يكون في باريس ولندن مسلات مصرية بينما لا يوجد مثلها في نيويورك. وفي النهاية، استجاب توفيق حتى يتخلص من ضغوط الأمريكيين، كما روى شاكر. وأرجع شاكر سبب تسمية مسلتي لندن ونيويورك بـ"إبرة كليوباترا" إلى نقلهما من مكانيهما الأصليين، واستقرارهما، قبل نقلهما إلى الخارج، أمام معبد قيصرون ابن الملكة كليوبترا، ما دعا الناس في ذلك الوقت إلى نسب المسلتين إليها، موضحاً أن "إبرة" كانت تطلق على المسلة في ذلك الوقت لأنها تشبهها في الشكل."إبرة كليوباترا" المسلة التي قررت مصر إهداءها للولايات المتحدة، فأشعلت حرباً بين الدول الكبرى
تركيا: سيادة الحكم البيزنطي على مصر
إيطاليا: بسط السيادة الرومانية على مصر
مسلة أخرى شيدها سيتي الأول وأكملها رمسيس الثاني، ونقلها أغسطس إلى روما سنة 10 ق.م، وشيدت في ميدان الشعب بروما عام 1589، حسبما ذكر الشماع. وبحسب مسعود، نقل أغسطس هذه المسلة كرمز لاحتلال مصر، وضمها للولايات الرومانية. وفي روما أيضاً، مسلة في ميدان مونتيتشيتوريو شيدها الملك بسماتك الثاني، ونقلت إلى روما سنة 20 ق.م، وقد تهشمت إلى خمس قطع وأعيد بناؤها سنة 1792، بحسب الشماع. وفي ساحة القديس بطرس بالفاتيكان تقف مسلة مصرية منسوبة لأمنحتب الثاني، وكانت قائمة في هليوبوليس قبل نقلها لروما بواسطة الإمبراطور كاليغولا عام 37م. وفي منطقة تسمى حمامات ديوكلتيان، تنتصب مسلة لرمسيس الثاني. وروى مسعود أنه عندما غزت الجيوش الإيطالية الحبشة قُتل 880 جندياً إيطالياً في معركة دوغالي عام 1887، ولتهدئة الشعب الإيطالي نُصبت هذه المسلة التي كانت منقولة سابقاً إلى مصر لتخلد ذكرى الجنود الذين قتلوا في المعركة ونقشت عليها أسماؤهم. وبحسب أستاذ الآثار الرومانية مسعود، فإن سبع مسلات من الـ13 مسلة كانت قائمة في أماكنها بمصر قبل نقلها إلى روما، وهناك أخرى لم تكن مكتملة أو منتصبة، ونقلت بدون زخارف بأوامر الأباطرة الرومان واستكملت في روما ونقش عليها بالهيروغليفية، ومن شكل الخط الهيروغليفي يمكن الوقوف على أنها نقشت في عصور متأخرة. الرومان أيضاً شيدوا مسلات أثناء وجودهم في مصر. فالإغريق ومن بعدهم الرومان حكموا مصر من سنة 332 ق.م حتى 341م أي حوالي 973 سنة، وكان لزاماً عليهم أن يظهروا احتراماً للديانة المصرية للتقرب من المصريين، لذا شيدوا عدداً من المسلات على الطراز المصري القديم، مثل مسلة أغوناليس الموجودة في ساحة نافونة ومسلات إسكويليني وكويرينالي وسالوستيانو وبيناتشيانو.مسلة في ساحة الكونكورد في باريس، وأخرى في سنترال بارك بنيويورك، ومعابد مصرية هنا وهناك... هدايا حكام مصر إلى الدول الأجنبية
نقل معابد النوبة تعبيراً عن الشكر والامتنان
أثناء بناء السد العالي في ستينيات القرن الماضي دشنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) حملة كبيرة بمشاركة عدد من الدول الغربية لإنقاذ معابد النوبة من الغرق في مياه بحيرة ناصر، لأن مصر لم تكن حينئذ تستطيع القيام بذلك منفردة، كما ذكر سعيد. وشرح أن الدول المشاركة في الحملة رفعت عدداً من المعابد من أماكنها، وأعادت تشييدها من جديد فوق مستويات عالية من الأرض، كما حدث مع معبد أبو سمبل الذي تم تفكيكه بالكامل وتركيبه. وكنوع من الامتنان والاعتراف بالجميل قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إهداء عدد من المعابد التي لا تتعدى مساحتها حجرة صغيرة إلى بعض الدول التي شاركت في الحملة، مثل هولندا وإسبانيا وأمريكا، وتم تفكيك المعابد ونقلها إلى هذه الدول وإعادة تشييدها هناك، بحسب سعيد. وبحسب الشماع، أهدت مصر معبد دندور (بناه القيصر أغسطس وأهداه إلى الإلهين إيزيس وأزوريس) لأمريكا وشُيد في متحف الميتروبوليتان بنيويورك عام 1978، ومعبد دابود (بناه الملك النوبي آزخر آمون أحد ملوك دولة مروى منذ 300 ق.م) لإسبانيا وشُيّد بالقرب من القصر الملكي بمدريد سنة 1972. وأهُدي معبد طافا (بني بين العامين الأول والرابع عشر بعد الميلاد في العصر الروماني وتقريباً في ظل حكم أغسطس) لهولندا، وأعيد تركيبه في جناح خاص بمتحف الآثار بمدينة ليدن، ومقصورة الليسيه (بُنيت في عهد الملك تحتمس الثالث) لإيطاليا وشُيد بجوار متحف تورينو، والبوابة البطلمية من معبد كلابشة (بدأ بناؤه في عهد أغسطس) لألمانيا وهي حالياً في الجناح المصري بمتحف برلين.الأكثر قراءة
-
ثقافة
قصة ابن نوح الذي أغرقه الطوفان... مفتاح لأبواب موصدة
-
ثقافة
"دِيني ودُنياي"... قصة غرام الخليفة الأمين بمعشوقه "كوثر"
-
حياة
"الرفاعية" غاضبون... حملة إعلامية أردنية أجبرت أهل الطريقة على هجر طقوسهم
-
حياة
"حق إيمان أرشيد" في الأردن... هل يضيّعه حظر النشر عن القضيّة؟
-
رأي
العنف في المجتمعات العربية... إلى أين نحن ذاهبون؟