على أحد طرق السفر في محافظة الدقهليّة (وجه بحري)، أوقف السائق سيارته (ميكروباص)، بجوار بائعة ذُرَة مشوية. بهدوء اشترى ما أراد، وقبل انطلاقه مرةً أخرى صاح رجلٌ من الركّاب: "استنى يا أسطى، واحد كمان يا مرا"... خرجت الكلمة من فمه بلهجةٍ صعيديةٍ، فتوجّهت إليه الأنظار في صمت تامّ وترقّب شديد، كأنّ السماء ستسقط على الأرض. شعر الرجل بأنّ شيئاً ما سيحدث، لكنه ظلّ ممسكاً ببعض النقود بعد أن أخرج يَدَهُ من نافذة السيارة.
ظلّتْ البائعة بجسدها أمام فوهة الفرن، فيما وجهت رأسها فقط نحو الرجل، ونظرت إلى جلبابه وعمامة رأسه، وقالت بحزمٍ وتهكّمٍ: "مرا دي تقولها في بلدكم يا جدع إنت، احترم نفسك"... وتبسّمت بمكرٍ وأخذتْ ما بيده.
لا تعرف هذه السيدة شيئاً عن مصطلح لغوي يسمّى "التغيّر الدلالي"، لكنها تفهم هذه الظاهرة اللغوية جيداً، إذ تعلم أنّ هذه اللفظة "مرا" استخدامها مألوف في جنوب مصر حيث تَجري على الألسنة، ولكنها تُعدّ إهانةً في شمال مصر. برغم ذلك، لم تدع الكلمة تمرّ في الهواء، بل أوقفت صاحبها بشدّةٍ وحزم. ولكن هل تعمّدت إهانة الرجلِ؟ هل أرادت لفْت نظره إلى الدلالة المختلفة؟
"مرا" وانحطاطها الدلالي
كلمة "مرا" في قصة بائعة الذرة، والتي كادت أن تشعل فتنةً بين وجه قبلي ووجه بحري، هي مثال حقيقي على نوع "الانحطاط الدلالي"، وتوصف به الألفاظ عندما تتحول كلمة عادية لا تحمل أي دلالة سلبية إلى معنى جديد تُقصد به الإهانة أو انحطاط المعنى أو ابتذاله.
بيض وحبة ومرا وأحّيه وفشخ وغيرها… كيف قد تتغيّر دلالات الكلمات بين وجهَي مصر إلى درجة أنها "ممكن توَدّي في داهية"؟
يؤكّد جعفر حمدي، من قرية البيهو مدينة سمالوط في محافظة المنيا، وهو حاصل على درجة الماجستير ويقيم في الإمارات، أنه كثيراً ما يتعرّض للإحراج الشديد في كل مرة ينطق فيها كلمة "مرا"، في حضور أهل زوجته من سكان وجه بحري. لا يتحدث إلا في أمر حسن، ولا يقصد غير المدح عندما يردد جملته: "والله المرا دي طيبة". في كل مرة كان يتلفظ فيها بهذه الكلمة، كانت نظرات الإحراج وعدم ارتياح الأهل إلى ما سمعوه تسبب له حرجاً وتصنع "لبساً دلالياً"، فيضطر إلى توضيح مقصده النبيل، وأنه لا يقصد الإهانة كما فهموا وإنما "إحنا في المنيا بنقول كده، ومش قصدي شتيمة"، كما يقول في حديثه إلى رصيف22.
وثمة دلالة أخرى للكلمة في وجه بحري غير الإهانة، حيث تُستخدم لوصف المرأة شديدة الجمال، متفجرة الأنوثة. فهذا الممثل سمير غانم في إحدى مسرحيته الشهيرة "دو ري مي فاصوليا"، يقول: "عايزين جمال ميخرّش الميّة، أنثى، بالبلدي كده مرا". التغير الدلالي لا يقف عند "امرأة/ مرا"، فهناك الكثير من المواقف المختلفة.
حبّة... "قلة حياء"؟
تروي إسراء أبو رحاب، وهي معلمة لغة عربية من محافظة سوهاج، تقيم في القاهرة، لرصيف22، عن والدتها، وكانت تعمل في مصنع للغزل والنسيج في سوهاج، أنّ زميلةً جديدةً من القاهرة التحقت بهم في المصنع، وفي أثناء تناول غداء جماعي في العمل، سمعوا الزميلة القاهرية تقول لزميل لها: "هات حبّة". في تلك اللحظة فزع الجميع، رجالاً ونساءً، ووجّهوا إليها نظرات الدهشة. لم يصدّق أحد ما سمع. ما هذه الجرأة وقلة الحياء؟ كيف لامرأة أن تقول لزميل لها في العمل: "هات حبة"؟ قلت لها: عيب اختشي... البنت اتخضّت جداً، وقالت: أنا عايزة حبة ملح.
قلت لها: اسمها شوية ملح. 'حبة' دي عيب وخاصة لو اتقالت من ست لراجل، وفهّمتها المعنى في الصعيد. طبعاً وشّها جاب ألوان، وأكيد بطّلت تقولها في قبلي خالص"، تضيف إسراء نقلاً عن والدتها.
ما دار بين الأمّ وزميلتها في العمل يُسمّى لبساً دلالياً، نتج عن ظاهرة التغيّر الدلالي. فمعنى كلمة "حبة" في وجه بحري يدلّ على "الكمية القليلة من الشيء"، أما المعنى الآخر في وجه قبلي، فيدلّ على "القُبلة". وهذا المعنى "ممكن يِوَدّي في داهية"، كما تقول إسراء، فقد فهم الزملاء أنّ الفتاة تريد "قُبلةً" من زميلها.
التغيّر الدلالي
التغير الدلالي بشكل عام هو أحد الظواهر اللغوية التي تظهر في جميع اللغات، لا في اللغة العربية وحدها، ويظهر في الكلام الفصيح والعامي، وهو عبارة عن حدوث تغيّر في معنى كلمة أو ما تدلّ عليه، وفق ما يذكر اللغوي إبراهيم أنيس، في كتابه "دلالة الألفاظ". مثال على ذلك كلمة "شَاطِر" التي وردت في المعاجم العربية الفصيحة بمعنى "الخبيث الفاجر" أو "القاطع" ، وهي من الفعل شَطَرَ بمعنى قَطَعَ، ومنها قول شَطَرَ الشيء أي جعله نصفين، ومنها كلمة الشَطْر أي النصف، وكان العرب يطلقونها على اللصوص، خصوصاً القراصنة وقطاع الطرق، وأصبحت تُستخدم في كثير من البلدان العربية، ومنها مصر، بمعنى الذكيّ الناجح، بينما حافظت أخرى على المعنى الأصلي لها إلى يومنا هذا، ومنها تونس.
حاجة الناس إلى ألفاظ جديدة
هذا التغير الدلالي قد يحدث من عصر إلى عصر آخر، أو من منطقة جغرافية إلى منطقة أخرى، ويتم بناءً على استخدام الناس للألفاظ في حياتهم اليومية، بمعنى أنه انحراف في معنى اللفظ عن معناه المعجمي، إلى معنى جديد بناءً على سياق اجتماعي وثقافي، ويرجع سببه في المستوى اللغوي الفصيح إلى حاجة الناس إلى ألفاظ جديدة تلبّي احتياجاتهم في الاستعمال اللغوي، كما يرى اللغوي إبراهيم أنيس في كتابه سالف الذكر.
ولكن -في اللهجات العامية- سبب التغيّر الدلالي ربما يرجع إلى سماع كلمة ما وفهمها على صورة غير صحيحة، ثم تشيع الكلمة مع الدلالة غير الصحيحة لها، خاصةً لدى عامة الناس، فتكتسب الكلمة شرعية الاستخدام برغم عدم دقة المعنى، مثل كلمة "شاطر". وآخر ما أُشير إليه في هذا السياق النظري، أنواع التغير الدلالي، وهي كثيرة، ولكن أذكر منها "التعميم" و"التضييق" و"الإبدال" و"الارتقاء" و"الانحطاط". وهذا الأخير "الانحطاط الدلالي" هو ما تنتمي إليه كلمة "امرأة/ مرا".
إيّاك والتفوّه بـ"زنجور" في مسطرد
بصوت يقطعه الضحكُ، يحكي جعفر حمدي: "كنت أعمل في أحد المطاعم في القاهرة، وفي أحد الأيام طلبتُ من زميل أن يساعدني، وقلت له: 'حطّها في الزنقور/ زنجور'. فوجئت بصاحب العمل يضع يدَهُ على فمي مُسرعاً ومتوتراً قائلاً: 'عيب تقول كده، وطّي صوتك'. لم أكن أقصد غير ركن أو زاوية بين حائطين، ولكنه أخبرني أنها كلمة شديدة الفحش في المنطقة التي نشأ فيها ـمسطرد في القاهرةـ وتعني شيئاً ما في جسد المرأة" (يقصد فرجها).
سألها ضابط شرطة من وجه قبلي في الصعيد عن عملها، فأجابته بثقة: "ببيع حشيش!"، فأمر بتوقيفها قبل أن تبيّن أنها بائعة حشائش ونباتات عشبية… كلمات قد تقود إلى السجن إذا "تغرّبت"
الإحراج بين الجيم والقاف
هذه المرة لا تعرف إذ كان الموقفُ حقيقياً أو مُخْتلقاً بهدف الضحك والسخرية، إذ يحكي ميشيل سامح، وهو كاتب محتوى إعلاني من قرية "صنبو" مدينة "ديروط" في محافظة أسيوط، يقيم في القاهرة، في إطار نكتة سمعها من أهله في صعيد مصر. يقول بلهجته الصعيدية: "بيقولوا في بلدنا، واحد من قبلي مسافر لبحري بالقطر، وكان القطر زحمة والخلق واقفين وهو قاعد، شاف مرا من بحري واقفة، قال لها: تعالي اقعدي متقفيش في الزحمة. الست كانت عايزة تقعد من البداية وقالت بلهجة بحري: والله ماكنتش عايزة أحرجك، فقال لها: تحرجيني أنا؟ ده أنا أولّع فيكي".
لا يحتاج الأمر إلى توضيح من ميشيل، فسبب هذا التصعيد الغريب أن المرأة تقصد "الإحراج"، والرجل فهم "الإحراق"، وذلك بسبب نطق أهل بحري لكلمة "إحراج" بالجيم القاهرية غير المعطشة Ehrag، وبهذا النطق نفسه في الصعيد تعني "الإحراق"، حيث ينطق أهل قبلي صوت حرف القاف جيماً غير معطشة فيقولون: "حرق بالنار/ حرج بالنار"، أما صوت الجيم نفسه فينطقونه معطّشاً كما في العربية الفصحى فتنطق "إحراج" بصورة Ehraj.
الـ"أحّيه" تثير الاستياء "فشخ" في قبلي
تغيّر دلالة المعنى إلى أمر سلبي لا يحدث في الصعيد فحسب، فأهل بحري يستخدمون بعض الألفاظ التي تحمل دلالات سيئةً بالنسبة لأهل قبلي. فهذا محمود مرعي، محافظة الأقصر، ينقل لنا دهشة أهل الجنوب وتعجبهم من استخدام لفظة "أحّيه" المنتشرة في الإسكندرية وبعض محافظات وجه بحري، وتتحول الدهشة إلى حرج شديد عندما يسمعها أهل قبلي من فم امرأة، فهي كلمة بذيئة تدلّ على الاعتراض، وقد وردت بمعنى بذيء آخر أيضاً في إحدى مسرحيات الممثل عادل إمام: "يلّا نلعب أحّيه".
كذلك يحمل سعد يوسف، من حي العمرانية في محافظة الجيزة، ونشأ في أسرة من قرية العوامر بحري في مدينة جرجا في محافظة سوهاج، المشاعر نفسها تجاه كلمة "فَشْخ" المنتشرة في وجه بحري بين الشباب على وجه التحديد. برغم ولادته ونشأته في الجيزة إلا أنه صُدِمَ عندما سمع أحد أصدقائه للمرة الأولى يصف شخصاً قائلاً: "راجل غبي فَشْخْ". وإلى الآن، ما زال "سعد" يتعجب في كل مرة يسمع فيها الكلمة: "كيف لشخص أن يكون قذراً وفاحشاً وبذيئاً إلى هذه الدرجة"، برغم أنه فهم بعد ذلك أن المعنى في وجه بحري يدلّ على الكثرة والمبالغة مثل "جدّاً"، لا المعنى الجنوبي الذي يحمل دلالةً جنسيةً، وقد اعتذر "سعد" عن شرحه لنا، ولكن المعنى يبدو مفهوماً على أي حال.
السفر مفسدة اللسان؟
هذه المواقف كلها عن أشخاص عاشوا في مكان وانتقلوا إلى مكان آخر، فنتج اللبْس الدلالي عن اختلاف الثقافات. كريم النحاس، ويعمل "Data Entry" (مُدخل بيانات) في شركة حكومية، من قرية الكشح في مدينة دار السلام محافظة سوهاج، ووُلد في الأخيرة وعاش لفترات طويلة بين وجه قبلي ووجه بحري، وبدأ الانتقال في سنّ مبكرة، شرب لهجات مختلفةً، وكاد الاختلاف أن يسبب له مشكلةً غريبة.
أشعل كريم سيجارته، وبدأ يقصّ حكايته لرصيف22. كان في سن المراهقة، وعندما عاد إلى سوهاج بعد فترة طويلة قضاها في الإسكندرية، طلبت منه والدته بلهجة أهل المدينة -فقد كانت من أخميم والأسرة تسكن قرية "الكشح"- أن يشتري بيضاً. كان المحل مزدحماً، وفي أثناء انشغال البائع صاح كريم بلهجة هي خليط بين الصعيدي والبحراوي: "والنبي يا عمّي عاوزين بيض". نظر إليه البائع بدهشة وغضب قائلاً: "احترم نفسك يا ابني، ووطّي صوتك".
كانت المشكلة -كما يوضحها كريم- أنه تحدّث بمفرادت وجه بحري ولكنه نطقها بلهجة سوهاج، وهذا ما يبرر ما قام به رجل كبير يقف بجواره، عندما ردّ كريم: "وإيه العيب في البيض، هات بيض عشان أمشي". هنا تدخّل الرجل وضغط على كتف كريم ضغطةً كادت أن تخلع كتفه وهمس في أذنه بصوت حادّ: "ماتقلِّش أدبك (كن مؤدباً) عشان في حريم". لم ينتبه كريم إلى ما قاله، وكاد أن يستقبل لكمةً على وجهه، وقال مشيراً إلى امرأة تحمل بيضاً: "حريم؟ ما الحريم معاهم بيض أهو". أسرع البائع للسيطرة على الموقف وقال: "خلاص، يا حبيبي، اسكت، اسمه كحروت".
كشف كريم اللبس موضحاً: "في هذه اللحظة عادت إليّ الذاكرة من جديد، وأدركتُ أنني قلتُ 'بيض' بتفخيم النطق كما في الصعيد، وليس كما تُنطق في بحري، لأنني حاولت منذ البداية أن أتحدث بلهجة أهلي في سوهاج، وليس بلهجة أهل بحري الذين أتيت من عندهم قبل هذا الموقف بأيام، وفهمت أنّ الذهن انصرف إلى معنى 'خصية'، فنحن في الصعيد نعبّر عنها بكلمة 'بيض'، ومنذ ذلك اليوم، انقطعت علاقتي بـ'الكحروت'".
التغيّر الدلالي والسجن…
أما محمد بهلول، وهو مختص سلامة وصحة مهنية من قرية الدهسة في مدينة بفرشوط محافظة قنا، تخرّج في جامعة عين شمس في القاهرة، فلم يقع في لبس دلالي، ولكنه يحكي عن مشهد شاهده في أحد المسلسلات الدرامية مؤكداً أن مثله حدث في الواقع حقاً.
"مرا دي تقولها في بلدكم يا جدع إنت، احترم نفسك"، قالت البائعة بحزم… هكذا تصبح مفردة "مرا" نعمةً في وجه قبلي ومسبّةً في وجه بحري
يحكي عن ضابط شرطة من وجه بحري أوقف سيدةً بعد أن اشتبه بها، فسألها ماذا تعمل فأجابته السيدة من وجه قبلي بثقة: "يعني هشتغل إيه! ببيع حشيش!"، فألقى القبض عليها وحُكمت باعتبارها "معترفة بالاتجار بالمخدرات". لكن المحامي الخاص بها بيّن للمحكمة أنها كانت تقصد القول إنها تبيع "حشائش" أي نباتات وأعشاب في أحد الأسواق الشعبية. فكلمة "حشيش" تُستخدم في وجه قبلي بمعني النباتات التي تُستخدم في إعداد الطعام أو النباتات التي تقدَّم غذاءً للحيوانات، أما في وجه بحري فهي "مخدّر الحشيش" حصراً.
"شوفي عَدَلك"
كاد التغيرُ الدلالي أن يُنهي علاقةً عاطفيةً بين أحمد أبو دياب، من مدينة نقادة محافظة قنا ويقيم في الإمارات، وبين خطيبته من وجه قبلي. فبعد أن اشتدّ النقاش بينهما حول أمر شخصي وحاول كل منهما أن يثبت وجهة نظره، أدرك أحمد أنّ الأمور تتصاعد وقد تحدث مشكلة. أراد أن ينهي الحوار بردّ طيب لا يصنع خلافاً، ولكن حدث ما لم يهدف إليه، حيث قال لخطيبته: "شوفي عَدَلِكْ". كلمة "عَدَلِكْ" أشعلت ثورة خطيبته وغضبها، فهل يستدعي اختلاف الآراء إنهاء العلاقة؟
حاول أحمد بكل الطرق إصلاح الموقف وأقسم بالله مراراً أنه لم يقصد ما فهمته، فكلمة "عَدَلْ" في وجه قبلي تعني "المناسب أو الجيد"، فهو يقصد: "شوفي الخيار المناسب لك". أما هي، فقد فَهِمتْ أنه يقصد: "شوفي عريس تاني"، حيث إن "العَدَل" في وجه بحري يعني "العريس"، ويقولون "بيت العَدَل" بمعنى "بيت الزواج أو العريس".
كلمات تتغيّر دلالاتها في "الوجهين"
ختاماً، بعد هذه الرحلة بين المحافظات، هذه مجموعة متنوعة من الألفاظ التي حدث لها تغيّر دلالي بين وجه قبلي ووجه بحري في إطار مقارنة خلال الجدول التالي، تعلّمها جيّداً حتى لا تقع في لبس دلالي إذا تنقّلت بين الوجهين:

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



