هل يقبل الرجال في مصر باللجوء إلى خبراء العلاقات لإنقاذ زواجهم؟

هل يقبل الرجال في مصر باللجوء إلى خبراء العلاقات لإنقاذ زواجهم؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحرية

الجمعة 30 مايو 202501:49 م

يتمتع خبراء العلاقات الزوجية بمعرفة متخصصة في ديناميكيات العلاقات، وفهم عميق للمشكلات التي تواجه الأزواج. لكن هل يقبل الرجال في مصر باللجوء إلى الخبراء لإنقاذ زواجهم، وحلّ النزاعات الزوجية وتحسين علاقاتهم؟

فكرة غير مقبولة

يقول محمد محمود (34 عاماً)، من مدينة الجيزة في مصر، إنّ الاستعانة بخبراء العلاقات الزوجية والأسرية فكرة غير مقبولة وغير مستساغة بالنسبة له، حيث يرى أنّ اللجوء إلى الأهل والأصدقاء المشتركين أكثر ملاءمةً لحلّ الخلافات، عادّاً أنّ مناقشة الخلافات الزوجية مع شخص غريب، أي خبير العلاقات، يُعدّ "إفشاءً لأسرار البيت"، ويسبب إرباكاً له ولزوجته.

يشير محمود، المتزوج منذ 7 سنوات، إلى أنّ الجانب المادي من ضمن أسباب رفضه للفكرة، فحلّ الخلافات الزوجية يتطلب بالتأكيد جلسات عدة مكلفةً شهرياً، ما يشكل عائقاً في نظره: "خبراء العلاقات ليسوا كالأطباء تذهب إليهم لجلسة واحدة فيشخصون المرض ويقدمون لك علاجاً فورياً، بل يتطلب الأمر متابعةً مستمرةً وتكاليف باهظةً، وهو ما يجعله خياراً متاحاً للفئات الاجتماعية الميسورة فحسب، وليس لباقي فئات المجتمع المصري".

يتمتع خبراء العلاقات الزوجية بمعرفة متخصصة في ديناميكيات العلاقات، وفهم عميق للمشكلات التي تواجه الأزواج. لكن هل يقبل الرجال في مصر باللجوء إلى الخبراء لإنقاذ زواجهم، وحلّ النزاعات الزوجية وتحسين علاقاتهم؟

يؤمن محمود، بأنّ الخلافات الزوجية يمكن حلّها بين الزوجين، فهما الأدرى بمشكلاتهما، أو من خلال تدخّل الأهل والأصدقاء المقرّبين الذين يمكنهم الحكم بحيادية، كاشفاً أنّ معظم خلافاته مع زوجته كانت تتمحور حول الجوانب المادية، أو اختلاف الطباع، أو الشعور بعدم الاهتمام، أو تدخّل الأهل، أو حتى الشكّ، وهي المشكلة الأكبر، حيث شكّت زوجته في سلوكه وعلاقته مع إحدى صديقاته، ونشب بينهما خلاف كبير، لكن تم حلّه باللجوء إلى الأهل الذين أوضحوا سوء الفهم وقدّموا النصائح للطرفين.

ويشير محمود، إلى أنه لا يقبل فكرة اللجوء إلى خبير علاقات، لكن الفعل غير مستهجن بالنسبة له، فهي "محاولة للإبقاء على الشريك"، والحفاظ على العلاقة أو زيادة مستوى التفاهم، عادّاً أنّ التكلفة المادية العالية لهذا الحلّ تجعله غير عملي، خاصةً أنّ الخلاف قد يكون متعلقاً في الأساس بالأمور المادية.

يبلغ متوسط سعر الجلسة مع خبير العلاقات/ الطبيب النفسي/ المعالج النفسي 500 جنيه (10 دولار)، وتكون بواقع جلسة أسبوعياً، أو نصف شهري، ومدتها ساعة؛ وقد تصل إلى ساعة ونصف الساعة. 

لا طرف ثالثاً في العلاقة

يرفض أحمد عاطف (37 عاماً)، من حدائق الأهرام في مصر، الاستعانة بخبير علاقات لحلّ خلافاته الزوجية، حيث يقول إنّه لا يحبّ إدخال طرف ثالث في علاقتهما، ويرى أنّ الخلافات في بداية الزواج أمر طبيعي وصحي، و"لا بدّ أن نقوم بحلّها بأنفسنا"، على حدّ قوله.

عاطف، المتزوج منذ 9 سنوات، يُبرر رفضه اللجوء إلى خبير علاقات، بأنّ "الشخص الغريب لن يكون مُدركاً لأسباب المشكلة بشكل كامل وتفاصيل المواقف التي أدت إليها"، وتالياً فإنّ حكمه لن يكون أدقّ من حكم الزوجين حين يجلسان بهدوء ويحلّان مشكلتهما، لافتاً إلى أنه في حال وجود مشكلة كبيرة لا يستطيعان حلّها يُفضّل حينها اللجوء إلى الأهل، وفق معتقده الديني الذي يدعو إلى الاستعانة بحَكَم من أهل الزوج وحَكَم من أهل الزوجة عند حدوث شقاق.

ويروي عاطف، لرصيف22، أنّ أكبر مشكلة واجهته مع زوجته كانت بعد عام من الزواج، بسبب غيرة زوجته من إحدى زميلاته في العمل: "كانت زوجتي ترى أنه ليس من حقّ زميلتي التحدث معي هاتفياً بعد العمل، وأشياء من هذا القبيل، مثل: هي ليه بتعمل لك إعجاب على صورتك على فيسبوك؟"، لافتاً إلى أنّ الأمر وصل إلى حد قيام زوجته بحظر زميلته على فيسبوك، من حسابه، ما أدى إلى شجار كبير بينهما طلبت على إثره زوجته الطلاق وغادرت المنزل لأسبوعين. 

"خبراء العلاقات ليسوا كالأطباء تذهب إليهم لجلسة واحدة فيشخصون المرض ويقدمون لك علاجاً فورياً، بل يتطلب الأمر متابعةً مستمرةً وتكاليف باهظةً، وهو ما يجعله خياراً متاحاً للفئات الاجتماعية الميسورة"

يوضح عاطف، أنه على إثر هذا الخلاف الكبير، لجأ إلى الأهل، فتمّ عقد جلسة جمعته ووالده مع والد زوجته في منزل أسرتها أوضح خلالها الموقف برمّته، وأكد الوالدان خطأ الزوجة، وبرّرا موقفها بأنها تغار عليه، وأنه أخطأ بتوبيخه إياها بحدّة وصوت مرتفع، وانتهى الخلاف.

ويضيف: "منذ ذلك الحين، مهما حدث من شجار بيننا لا تغادر زوجتي المنزل. من الممكن ألا نتحدث مع بعضنا يوماً أو اثنين، ثم نتحدث بعدما تهدأ الأمور، وبات هذا نظامنا وقلّت الخلافات مع العِشرة ووجود أبناء".

وعن سببه رفضه القاطع لفكرة اللجوء إلى خبراء علاقات، يقول عاطف، إنه بجانب رفضه كشف أسرار بيته ومشكلاته أمام شخص غريب، يرى أن الكثير من خبراء العلاقات "نصّابين"، كخبراء الأبراج والتوقعات، ويقدّمون كلاماً عامّاً، وأنّ عدداً قليلاً منهم فقط لديه دراسة حقيقية.

تدخّل الأهل من مسببات الطلاق

ردّاً على موضوع الدعوة الدينية التي تدعو إلى الاستعانة بحَكَم من أهل الزوج وحَكَم من أهل الزوجة، عند وقوع خلافات بين الزوجين، والتي تحدّث عنها عاطف، يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أنّ هذا الأمر خطأ، مشدداً على أنّ "حَكَماً من أهله وحَكَماً من أهلها حلّ إذا كان هؤلاء الأهل رشيدون وعاقلون وسيتدخلون بما يرضي الله لحلّ الخلاف".

ويضيف فرويز، لرصيف22، أنّ تدخّل الأهل في العلاقة يُعدّ أحد الأسباب الرئيسية للطلاق، موضحاً أنّ "تدخّل الأهل غالباً ما يكون فيه انحياز لأحد الطرفين، ما يجعلهم جزءاً من المشكلة لا الحلّ".

ويتناول استشاري الطب النفسي، أيضاً، حجة العزوف عن الاستعانة بالخبراء لعدم الكشف عن "أسرار البيت" أمام الغرباء، مشيراً إلى أنّ هذا الموقف غالباً ما يصدر من شخصية شكّاكة، أو تتمتع بثقة عالية بالنفس تجعلها ترفض النصيحة، أو شخص يبحث عمّن يقف في صفه.

ويؤكد فرويز، أنَّ استشاري العلاقات الأسرية طبيب محايد، لا يعرف الطرفين معرفةً شخصيةً، وتالياً لا تفرق معه "أسرار البيت"، ودوره يقتصر على تحديد الأخطاء والمشكلات وكيفية حلّها، لافتاً إلى أنّ هذا العذر قد يكون مقبولاً إذا كان الشخص المتدخل لحلّ الخلاف جاراً أو قريباً لأحد الزوجين.

فكرة لم تكن مقبولةً

قبل عقد من الزمان، لم تكن فكرة اللجوء إلى خبراء علاقات أسرية مقبولةً بالنسبة لأحمد جودة (46 عاماً)، من الهضبة الوسطى في القاهرة، لكنه بات مقتنعاً بأهمية ذلك الآن. 

يوضح جودة، لرصيف22، أنّ الفكرة أصبحت مقبولةً بالنسبة له لأسباب عدة أهمها أنّ الزوجين في بعض الأحيان يكونان غير قادرين على الوصول إلى نقطة توافق ولا يفهم كل طرف منهما لغة الآخر، وعليه هما بحاجة إلى شخص مشترك بينهما.

لكن برغم هذه القناعة، لم يلجأ جودة، إلى خبير علاقات بينما كان زواجه يتداعى قبل عامين، حيث يقول: "كنت أتمنى اللجوء إلى خبير علاقات لكن الطرف الثاني لم يكن يتقبل أن يكون هناك شخص ما بيننا، سواء كان هذا الشخص خبيراً أو من الأهل والأصدقاء".

جرّاء الخلافات المتكررة، قرّر جودة وزوجته الانفصال، وإنهاء علاقة دامت نحو عشر سنوات، إلا أنه بات أكثر إيماناً بأنّ الخلافات الزوجية تحتاج إلى شخص "خبير"، مرّت عليه مئات الخلافات بين الأزواج، ما يعني أنه على دراية بنقاط الاشتباك والاختلاف والتوافق، وقادر على أن يضع العلاقات في مسمياتها الطبيعية ومعرفة ما إذا كان أحد الزوجين أو كلاهما بحاجة إلى الخضوع لجلسات علاج النفسي. 

الذكورية

يؤكد الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، أنه وبحسب خبرته، فإنّ 20% فقط أو أقل ممن يذهبون إلى خبراء علاقات رجال، والباقي نساء، لافتاً إلى أنّ الفكرة غير مقبولة بالنسبة لغالبية الرجال في عالمنا العربي. 

ويوضح أنّ الرجل يلجأ إلى خبير علاقات إذا كان يعرف هذا الخبير على المستوى الشخصي، سواء كان قريباً أو صديقاً، أو من خلال معارف مشتركة، أما في حال عدم وجود هذه الصلة الشخصية، فعادةً ما يُحجم عن طلب المساعدة من الخبراء.

ويُرجع علام، هذا العزوف إلى أنّ الرجل العربي يرفض الذهاب إلى شخص آخر ليروي له قصته ومشكلاته حتى يحلّها، ويرى أنه قادر على حلّ خلافاته الزوجية بنفسه، فهو لا يضع الأمور في إطار أنّ هذا الخبير متخصص ولديه العلم والخبرة الكافية للتعامل مع الأزواج وإنهاء الخلافات التي تنشب بينهم، وإنما ينظر إلى المسألة من زاوية مرتبطة بالذكورية، وأنّ رجولته كشخص في مجتمع شرقي تحتّم عليه عدم اللجوء إلى خبير علاقات.

الأمر مرتبط بالمستوى الاجتماعي

في حديثها إلى رصيف22، تعترف الدكتورة أسماء مراد، استشارية العلاقات الأسرية والاجتماعية، بأنّ اللجوء إلى الإرشاد الأسري يختلف حسب المستوى الاجتماعي لكلّ فئة، موضحةً أنه "كلما ارتفعت الفئة يتناسب ذلك طردياً مع حب اللجوء والفضفضة والكلام مع خبير أسري".

وتشدد استشارية العلاقات الأسرية والاجتماعية، على أنّ اللجوء إلى خبراء علاقات أسرية أفضل بكثير من اللجوء إلى الأهل والأصدقاء، لأنّ تدخلات أشخاص "متعاطفين" ليست لديهم خبرة قد يفسد الأمور أكثر ويتسبب في تفاقم الخلاف بين الزوجين. وفي المقابل التعامل بشكل أكاديمي ورسمي مع شخص محترف في إصلاح العلاقات الأسرية سيكون له تأثير إيجابي أكبر.

لكن الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، يرفض القول بأنّ اللجوء إلى الخبراء رفاهية أو حكر على الأغنياء، مؤكداً أنّ من يلجأون إلى الخبراء ينتمون إلى شرائح اجتماعية مختلفة، ولكن ما يجمعهم هو تفاقم المشكلات إلى درجة لم يعد الطرفان فيها قادرين على تحديد أسبابها أو التعامل معها.

ويرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أنَّ عزوف الرجال في مصر ومجتمعاتنا العربية عن طلب مساعدة الخبراء لحلّ النزاعات الزوجية يعود بالدرجة الأولى إلى الثقافة المجتمعية السائدة، التي تتسم بعدم الاقتناع بجدوى الاستعانة بمتخصصين في العلاقات، بجانب أنّ فئةً تتعالى عن اللجوء إلى هؤلاء المتخصصين، معتبرين أنفسهم أكبر من ذلك، لافتاً إلى أن الكثير من المشكلات الزوجية تنبع في الأساس من اضطرابات شخصية، كالنرجسية أو الشخصية الشكّاكة، ويتساءل: كيف لأمثال هؤلاء أن يروا أنهم مخطئون ويقبلوا الذهاب إلى الطبيب؟".

ويؤكد فرويز، أنَّ حلّ الخلافات الزوجية المتفاقمة وغير الواضحة أسبابها، يستلزم اللجوء إلى خبير علاقات متخصص، أو إلى طبيب نفسي حال كان سبب المشكلة نفسياً، مشدداً على أنّ اللجوء إلى معالج نفسي ليس خياراً صائباً، لأنّ المعالج غير مؤهل بشكل كافٍ للتعامل مع المشكلات الزوجية العميقة، ولا سيما إذا كانت ناتجةً عن اضطرابات في الشخصية، والتي لا يمكن تشخيصها إلا من قبل طبيب مختص.

"الرجل العربي يرفض الذهاب إلى شخص آخر ليروي له قصته ومشكلاته حتى يحلّها، ويرى أنه قادر على حلّ خلافاته الزوجية بنفسه، فهو لا يضع الأمور في إطار أنّ هذا الخبير متخصص ولديه العلم والخبرة الكافية للتعامل مع الأزواج وإنهاء الخلافات التي تنشب بينهم"

وبيّن فرويز، أنه عند استقبال زوجين في عيادته، يجلس معهما أولاً، ثم ينفرد بكل طرف على حدة، ويعود بعدها للقاء مشترك، موضحاً أنّ هذا الإجراء ضروري لأنّ أحد الطرفين قد يكشف عن أمور لا يمكن البوح بها للطرف الآخر، مثل وجود خيانة أو أمور أخرى حساسة لا ينبغي أن يقوم بها الشريك.

حول الاعتبارات المالية، يقرّ الدكتور جمال فرويز، بأنّ الاستعانة بالخبراء قد تمثل عبئاً في بعض الحالات، خاصةً إن كان الخلاف ناتجاً عن ضغوط مالية حقيقية، مؤكداً أنه حال وضوح المشكلة يمكن للطرفين محاولة إيجاد الحلول بأنفسهم دون الاستعانة بخبير.

لكن اللجوء إلى الخبراء يصبح ضرورياً، وفق فرويز، عندما تتفاقم المشكلات وتصبح غير واضحة الأسباب، فهنا يكمن دور الطبيب النفسي أو الخبير في تحديد المشكلة وتقديم المساعدة.

ويختم فرويز، حديثه بالتأكيد على أنه لا يمكن إجبار المجتمع على تغيير ثقافته، لكنه يرى أنَّ ثقافة الاستعانة بخبراء العلاقات تنتشر تدريجياً، ومع زيادة الوعي والتجارب الإيجابية، سيتجه الناس إلى طلب المساعدة لحل مشكلاتهم، مُذكّراً بأنَّ مكاتب الخدمة الاجتماعية كانت موجودةً في ستينيات القرن الماضي في مصر، وكان الناس يلجؤون إليها لحلّ مشكلاتهم الزوجية والعائلية، ما يدلّ على أنّ اللجوء إلى متخصصين ليس بالأمر الجديد ولكنه يحتاج إلى إعادة إحياء.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image