"العراق يقرض سوريا" و"الاعتداء على ملك الأردن"... أبرز المعلومات المضللة خلال الأسبوع

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متّصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصّص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحّدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

من ادعاء العثور على جثامين مهاجرين غير نظاميين مصريين في الصحراء الغربية، مروراً بزعم مشاركة الجزائر في المناورات العسكرية "الأسد الإفريقي" 2025، وصولاً إلى تصريح منسوب إلى وزيرة المالية العراقية حول منح سوريا أربعة تريليونات دينار عراقي، تعدّدت المعلومات المضللة التي كانت موضع تحقق منصات تدقيق معلومات عربية هذا الأسبوع.

"جثامين مهاجرين مصريين في الصحراء"

تداول بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، مزاعم حول عثور الهلال الأحمر الليبي على جثامين مهاجرين غير نظاميين في الصحراء شرقي ليبيا، في أثناء محاولتهم الهجرة من مصر إلى ليبيا، مرفقة بمجموعة من الصور لهويات مصرية وجثامين.

دقّقت كل من منصتَي تدقيق المعلومات المصريتين "صحيح مصر" و"متصدقش"، في صحة هذه الأنباء، وتوصلتا إلى أنها مضللة، إذ لم تعلن الجهات الرسمية في ليبيا العثور على جثامين 116 مهاجراً مصرياً في مقبرة جماعية. 

"الاعتداء على ملك الأردن" و"مشاركة الجزائر في مناورات الأسد الإفريقي" و"العثور على جثامين مصريين في ليبيا"… إليكم/ نّ أبرز المعلومات المضللة التي راجت عربياً هذا الأسبوع وخلاصة تدقيقها

كما تم تداول هذا الادعاء لأول مرة عام 2018، وسبق أن نفته الأمانة العامة للهلال الأحمر الليبي، بالإضافة إلى أن الصور المرفقة بالادعاء قديمة، وتعود إلى وقائع حدثت عام 2017، عندما عُثر على جثامين 48 مصرياً في أثناء محاولتهم الهجرة بشكل غير نظامي عبر ليبيا، وبعضها إلى حادث العثور على جثامين 13 مصرياً كانوا أيضاً يحاولون الهجرة بشكل غير نظامي في العام نفسه. 

وفي سياق الهجرة غير النظامية أيضاً، زعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في لقائه مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، أنّ مصر لم تشهد خروج مركب هجرة غير نظامية من أراضيها منذ عام 2016.

أكدت منصة "متصدقش"، أن تصريح السيسي غير دقيق، إذ توقّفت الهجرة غير النظامية عبر الشواطئ المصرية منذ عام 2016، لكن استمر سفر المصريين بشكل غير نظامي إلى أوروبا عبر طرق بديلة. 

ويُشكّل المصريون النسبة الأكبر من المهاجرين غير النظاميين الذين يصلون إلى أوروبا، إذ وصل خلال الفترة ما بين عامي 2021 و2024 إلى أوروبا نحو 56 ألف مصري بشكل غير نظامي، ووصلت غالبيتهم عبر البحر المتوسط بالقوارب من ليبيا.

واستمراراً لإطلاق المسؤولين المصريين، تصريحات غير دقيقة، صرحت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، رانيا المشاط، في لقاء تلفزيوني، بأنّ أكثر من 45% من الاستثمارات في خطة العام المالي 25/ 26، تذهب إلى قطاعات التعليم والصحة والتعليم الفني.

أوضحت "متصدقش"، أنّ تصريح المشاط غير دقيق، إذ بلغت نسبة الاستثمارات الموجهة إلى قطاعَي التعليم والصحة، في مشروع موازنة 2025/ 2026، نحو 29% فقط من إجمالي استثمارات الموازنة. 

وتبلغ الاستثمارات التي تُضخّ في قطاع التعليم في مشروع الموازنة الجديد 60.5 مليارات جنيه، فيما تبلغ الاستثمارات الموجهة إلى قطاع الصحة 66.3 مليارات جنيه؛ أي أنّ الإجمالي يبلغ نحو 127 مليار جنيه، ما يمثّل نحو 29% من إجمالي مخصصات الاستثمارات في مشروع موازنة 2025/ 2026، التي تبلغ 435 مليار جنيه.

"مشاركة الجزائر في مناورات الأسد الإفريقي"

في سياق منفصل، ادّعت مواقع إخبارية مشاركة الجزائر بجانب إسرائيل في التدريبات العسكرية "الأسد الإفريقي 2025" التي ينظّمها الأفريكوم في أربع دول إفريقية هي: تونس والسنغال والمغرب وغانا. كما زعمت حسابات أخرى أنّ "أفريكوم" ألغت دعوتها للجزائر للمشاركة فيها. 

نفت منصة "ألجيريا تشيك" المتخصّصة في تدقيق المعلومات، صحة هذا الادعاء، إذ لم تتوصل إلى أي بيان صادر من جهة رسمية يؤكد مشاركة الجزائر في مناورات "الأسد الإفريقي 2025" المقررة في تونس.

كما أوضحت المنصة الجزائرية، أنّ إسرائيل غير مشارِكة في مناورات "الأسد الإفريقي 2025" التي تنظّمها القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا "أفريكوم" في دول إفريقية مختلفة.

وتواصلت "ألجيريا تشيك" مع السفارة الأمريكية التي أكدت أنّ دعوة الجزائر للمشاركة ما زالت متاحةً، وأنّ الجزائر لها الحق في قبول المشاركة أو رفضها. 

"الاعتداء على ملك الأردن"

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر تعرّض شخص للاعتداء الجسدي، مرفقاً بادعاء أنّ الفيديو يوثق لحظة "تعرّض ملك الأردن عبد الله الثاني للضرب على يد مجهول".

أجرى المرصد الفلسطيني "تحقق"، بحثاً عكسياً عن أصل الفيديو، وتوصل إلى أنه لا يُظهر ملك الأردن، بل يعود إلى رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، أوزغور أوزيل، وقد نُشر لأول مرة بتاريخ 6 أيار/ مايو 2025. 

وكما يظهر في الفيديو، تعرّض أوزيل لاعتداء جسدي في أثناء خروجه من مراسم عزاء في مركز أتاتورك الثقافي في العاصمة التركية إسطنبول.

"هروب 200 بقرة من غلاف غزّة إلى القطاع"

كما تداولت وسائل إعلام وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً مرفقةً بادعاء مفاده أنّ "نحو 200 بقرة عبرت الحدود من مستوطنات غلاف غزّة إلى داخل القطاع، نتيجة الحرائق المشتعلة في تلك المناطق".

دقّق المرصد الفلسطيني "تحقق"، في صحة الادعاء، وتبيّن أنّ الصورة قديمة، وسبق أن نُشرت عام 2018، مرفقةً بتعليق حول ظاهرة تجوال الأبقار في منطقة شط سليمان في تونس.

وتواصل فريق مرصد "تحقق"، مع الصفحة التي نشرت صورة الأبقار، وأكد القائمون عليها أن الصورة التُقطت لأبقار سائبة على شاطئ ولاية سليمان، ما تسبب في إزعاج السكان، قبل أن تتدخل البلدية لإيجاد حلّ.

هل ساهم العراق في دفع رواتب موظفي سوريا؟ وهل هربت 200 بقرة من مستوطنات غلاف غزّة إلى القطاع؟… هذا ما توصّل إليه مدققو المعلومات العرب لدى تفنيد هذه الادعاءات

كما لم يجد فريق "تحقق"، أي معلومات موثوقة تفيد بدخول 200 بقرة من مستوطنات غلاف غزّة إلى القطاع بسبب الحرائق. كما نفى مكتب الإعلام الحكومي في غزّة هكذا خبر.

"العراق يقرض سوريا لدفع الرواتب"

تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحاً منسوباً إلى وزيرة المالية العراقية طيف سامي، نصّه: "وزيرة المالية توافق على كتاب السوداني بمشاركة قطر بدفع رواتب موظفي سوريا بقيمة 4 تريليونات".

أكدت منصة "فاحص" العراقية، زيف هذا الادعاء، بعد البحث في مواقع وزارة المالية العراقية ووكالة الأنباء العراقية (واع). وأصدرت وزارة المالية بياناً نفت فيه صحة الادعاء، واصفةً إياه بـ"الشائعات المغرضة"، مشيرةً إلى أنّ الوزارة لا تتخذ أي قرارات تتعلق بالرواتب أو التعاون الخارجي إلا ضمن السياقات الرسمية المعتمدة.

كما فحصت المنصة العراقية التصميم المستخدم في نشر الادعاء، وتبين لها أنه مفبرك، إذ استخدم قالب أخبار قناة "الإخبارية العراقية"، برغم أنّ القناة لم تنشر أي منشور مشابه على موقعها، كما أنها نفت نشرها هذا التصميم المنتحل.