شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ما حقيقة

ما حقيقة "رقص مصريين عند معبر رفح" و"نثر إيرانيين سمّاً في شوارع العراق"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقوق الأساسية

الأربعاء 16 أبريل 202510:44 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متّصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصّص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحّدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

من صور وفيديوهات مضلّلة قرب معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمدينة العريش، مروراً بإعلان منسوب إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، بشأن التطبيع مع إسرائيل، وتحذير السفارة الأمريكية في بغداد رعاياها من البقاء في العراق، وصولاً إلى إعلان الجيش السوداني ضبط قارب أسلحة كان في طريقه إلى قوات الدعم السريع، تعدّدت الشائعات والمعلومات المضلّلة التي فنّدتها منصّات التحقّق العربية هذا الأسبوع.

"احتفالات على الجانب المصري من معبر رفح"

بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لمدينة العريش (شمالي سيناء)، راجت مجموعة من الفيديوهات التي زعم ناشروها أنها التُقطت من الجانب المصري لمعبر رفح.

ويُظهر أحد المقاطع المصوّرة المنتشرة، مواطناً يرقص وهو يرتدي علم مصر وعليه صورة الرئيس السيسي، مع تعليق: "بنص فرخة (دجاجة) و400 جنيه، أنصار السيسي عند معبر رفح، رقص وأغانٍ بدون إدخال شاحنة واحدة من المساعدات المتراكمة على المعبر".

دقّقت منصّة "متصدقش" المصرية المتخصّصة في تدقيق المعلومات، في الفيديو، واكتشفت أنه "قديم"، وسبق أن انتشر على منصّة "يوتيوب" في الأول من شباط/ فبراير 2025، عقب يوم واحد من المظاهرات التي جرت أمام معبر رفح، رفضاً لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهجير الفلسطينيين إلى كل من مصر والأردن.

"سمّ إيراني في شوارع بغداد" و"رقص وغناء مصريين عند معبر رفح" و"الشرع يصرّح باستعداد بلاده للتعاون مع إسرائيل"... كيف فنّد مدقّقو المعلومات العرب أبرز المعلومات المضلّلة هذا الأسبوع؟

وانتشر مقطع آخر يظهر فيه أشخاص يحملون العلم المصري على الجانب المصري من المعبر، في حين تندلع النيران في الجانب الفلسطيني منه. ورُكّب على الفيديو مقطع من أغنية فرقة "كاريوكي" المصرية: "ناس بترقص وناس بتموت".

بيّنت "متصدقش"، أنّ الفيديو الذي تعاطى معه المستخدمون بوصفه فيديو حقيقياً، مولّد بالذكاء الاصطناعي، ودلّلت على صدقية ذلك بأنّ إسرائيل تحتلّ بالكامل الجانب الفلسطيني من المعبر الذي لا يوجد في نطاقه أي مواطنين فلسطينيين.

ما حقيقة رقص المصريين عند معبر رفح

كما انتشر فيديو لنساء يرقصن، مصحوباً بنصّ يقول: "هؤلاء ذهبوا لمعبر رفح لفتحه بالرقص والغناء، بينما خلفه تُقطع الأجساد أشلاء".

أشارت "متصدقش"، إلى أنّ الفيديو قديم، ويعود تاريخ نشره إلى كانون الثاني/ يناير 2025، بالتزامن مع وقف إطلاق النار في قطاع غزّة.

هل أعلن الشرع التطبيع مع إسرائيل؟

في غضون ذلك، انتشرت معلومات مضلّلة عدة تتعلّق بسوريا، لعلّ أبرزها ترويج مقطع للرئيس أحمد الشرع، زعم بعض ناشريه أنه يعلن فيه استعداد بلاده لإقامة علاقات مع إسرائيل.

تحقّق مرصد "كاشف" الفلسطيني، من الفيديو، عبر خاصية البحث العكسي الذي قاد إلى اكتشاف أنّ المقطع مجتزأ، إذ تحدث الشرع عن العلاقات بين بلاده وتركيا، ولم يتطرّق إلى التعاون إسرائيل، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في شباط/ فبراير 2025.

وطالب الشرع، خلال كلمته في المؤتمر، بمواصلة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا، وتطبيق اتفاق عام 1974.

وفي السياق السوري أيضاً، راج على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، مع ادّعاء بأنّ أحد فصائل الأمن العام في حمص، أعلن ولاءه لتنظيم داعش.

أجرت منصّتا "ترو بلاتفورم" و"فارق" السوريتان المتخصّصتان في تدقيق المعلومات، بحثاً عن الفيديو الذي يُظهر عناصر ملثّمين يضعون شارة جهاز الأمن العام السوري، ويرفعون راية تنظيم داعش التي تُعرف باسم راية "العقاب".

وخلص البحث إلى أنّ الفيديو المتداول نُشر لأول مرة على حساب "الموحّد السلفي الخطيب الحمصي"، في نيسان/ أبريل 2025.

وينشر هذا الحساب مقاطع من إصدارات مؤسسة "أمجاد" الإعلامية التابعة لما كانت تُعرف سابقاً بـ"هيئة تحرير الشام"، وأشارت تقارير إعلامية إلى أنّ عناصر من إدارة العمليات العسكرية رفعت راية العقاب في أثناء المعارك مع قوات النظام السابق، كما رفعتها عناصر من الأمن العام في بعض الشوارع.

ولم يثبت للمنصّتين أنّ فصيلاً من الأمن العام في حمص أعلن ولاءه لتنظيم داعش، كما ادّعت المنشورات.

"سمّ إيراني في شوارع بغداد"

وفي العراق، راجت خلال الأسبوع الماضي، معلومات مضلّلة عدة، أبرزها مقطع مصوّر يُظهر عمّالاً يلقون مادةً بيضاء في أحد الشوارع، مع مزاعم بأنهم "عمّال إيرانيون يسكبون السمّ في أحد شوارع العاصمة بغداد لنشر الأمراض بين العراقيين".

ما حقيقة نثر سم إيراني في شوارع بغداد

كشفت منصّة "صحيح العراق"، أنّ المقطع ليس من شوارع العراق، وسبق أن نُشر في سياق نظريات مؤامرة في دول أخرى عدة. واتّضح أنّ الفيديو لعملية نثر الملح في الشوارع لمنع تكوّن الجليد، ما يجعل القيادة أكثر أماناً خلال فصل الشتاء، وهو إجراء شائع في الدول التي تشهد سقوط الجليد بكثافة خلال الشتاء.

وفي الشأن العراقي أيضاً، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبراً يزعم أنّ السفارة الأمريكية في العراق تدعو رعاياها إلى مغادرة العراق فوراً.

راجعت منصّة "الفاحص" العراقية المتخصّصة في تدقيق المعلومات موقع السفارة الأمريكية في بغداد، والصفحات التابعة لها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تعثر على خبر كهذا على أيّ منها.

وكان آخر تحذير بشأن السفر من العراق وإليه، قد نُشر من قبل الخارجية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ونصحت فيه حينها مواطنيها بعدم السفر إلى العراق لأسباب أمنية، ولم يتضمّن المنشور أيّ أمر إخلاء.

خلال الأسبوع الماضي، راجت معلومات مضلّلة عديدة تتعلّق بالحرب الإسرائيلية على غزّة، وأحدث تطورات الأوضاع في سوريا والعراق والسودان. ما هي أبرز هذه المعلومات المضلّلة؟ وكيف فنّدها مدقّقو المعلومات العرب؟

"ضبط أسلحة في طريقها إلى الدعم السريع"

إلى ذلك، نقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يُظهر قارباً محمّلاً بالأسلحة، مع ادعاء بأنه يوثّق لحظة اعتراض الجيش السوداني للقارب الذي كان في طريقه لنقل أسلحة إلى قوات الدعم السريع.

دقّقت منصّة "بيم ريبورتس" السودانية، في الفيديو، ووجدت أنه "قديم"، ويعود إلى عام 2022، ويوثّق اعتراض القوات البحرية السودانية قارباً كان يحمل أربعة يمنيين بحوزتهم أسلحة وذخائر، ولا علاقة له بالحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

كما نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحاً منسوباً إلى مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن ياسر العطا، مفاده أن جهةً عسكريةً انضمّت إلى الجيش تمرّر الإحداثيات إلى الطائرات المسيّرة التي تستهدف مواقعه، ما يشي بأنّ الجيش السوداني مخترق من الداخل.

وبالبحث عن تصريحاته المنشورة أخيراً على الصفحات الرسمية والمواقع الإعلامية الموثوقة، توصّلت منصّة "بيم ريبورتس"، إلى أنّ التصريح المنسوب إلى ياسر العطا، مزيّف.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image